ضحى الخالدي ||
يا سيد الدم المضمخ بالكبرياء
يا سيد الألم المتعالي على الآه
يا ناثر القمح
يا ناشر الصبح
يا وجع الوشم تحت شفاه جنوبية
تصرخ بين القصب والبردي:
خلصونا من صدام
إيهٍ يا (رَهْدَنَة) في أصوات الصيادين العائدين بمشاحيفهم بعد رحلة صيد فقيرة، وهم يتبادلون الأدوار في موّال على طور السّرّه عند المغيب
يا حنين الناي بين يدي راعٍ استأصلوا رئتيه
فأضحى مهزوماً بين شهيق وزفير وهميين
أيها اللائي بلا سند
والواقف كخيمة زينب بلا وتد
رويدك إن الرحيل فجيعة
وإن المنايا رصد
يا هازم الموت
إننا مهزومون بعدك
يا ضميراً اجتثه الأُلى من دواخلهم
فالضمير، نبيٌّ ضيّعه قومُه
كان لسقراط كأس من سم الشوكران
يتجرّعه بحضور الشهود،
وأفلاطون باكٍ على جدران الشعبة الخامسة في أثينا
احتجاجاً على إعدام المعلم المصلح،
وزوجة يقتادها رجال الأمن الإغريقي
بين غرف التحقيق.
وأنت تحولت رغيفاً محترقا
ً سقط من تنور جدتي الطيني
الذي حتى مع تطور التكنلوجيا التنُّورية شقيقة الفلسفة التنويرية،
ظلت جدتي مصرّةً على بقائه في فناء منزلنا الخلفي
بجوار شقيقه المعدني الجديد، لأن تنور الطين هو (تنور الزهرة بيبي)
سرعان ذَا إهالة!!
عليك وعلى زينبك السلام، عذراء آل محمد
التي كلما حلّت ذكراكما،
أجدد معها سؤالي المنبعث من أعماق الجحيم:
أين قبرك يا بنت فاطمة؟؟
https://telegram.me/buratha