الشعر

قصيدة يا يومَ الغدير

1850 15:21:00 2008-03-08

( شعر عادل الكاظمي )

 شرقتَ فشمسُ الأفقِ قد غَرُبت خَجْلى ** وسِـرتَ مـع الأيـام مُفتقِـداً مِثْـلاحملتَ لواءَ المكرمـاتِ فـلا المـدى ** يُحَـدُّ ولا فكـرٌ يطيـق لهـا حَمْـلالأنّـك وحـيُ الحـقِّ فيهـا وجامـعٌ ** لأضدادها لولاكَ ما جُمعـتْ شَمْـلاورددّتها في فُسحـةِ الدهـرِ سـورةً ** على مَسْمَعِ الأجيـالِ مُحْكَمَـة تُتْلـىفطوّقتَ جِيـدَ الفخـر أغلـى لئالـئٍ ** تحاكيكَ في وصفٍ وجوهرُكَ الأغلىوقالوا: غديـرٌ، قلـتُ: بحـرٌ تأمّـهُ ** بحارُ السما والأرضِ راجيـةً نَهْـلاوقالوا: بخمٍّ، قلُت: ما الكـونُ دونـه ** سوى رملةٍ بالعـدِّ ساجلـت الرّمْـلاتناهى اليـه المجـدُ إذ ضـمَّ عالَمـاً ** تضيق بـه السبـعُ الشّـدادُ إذا حـلاوما فضلُ كلِّ الخلق في بحر جـودِهِ ** سوى قطرةٍ باللطفِ يوسعهـا فَضْـلاوحارت بـه الأَفهـامُ حتـى تباينـت ** فمِنْ غارفٍ علماً ومِنْ غـارقٍ جَهْـلاومِنْ عارفٍ حقاً ومَـنْ فـي متاهـةٍ ** يظـنُّ بـه ربـاً فجـاز بـه العقـلاوإنّ عزيـراً والمسيـحَ بـنَ مريـمٍ ** لقد ظُـنَّ فيهـم للألوهـةِ مُسْتَجْلـىوما اختلفت في مثلـه النـاسُ بعـده ** وما اختلفت في غيـره أبـداً قَبْـلافهـا هـو فـي قـومٍ إلـهٌ مقـدّسٌ ** وفي غيرهـم ثـأرٌ يؤرّقهـم ذَحْـلاوهـا هـو فينـا آيـةٌ يُهتـدى بهـا ** وتحيي الورى رشداً طريقتُها المثلـىولسـت مغـالٍ لا يغالـي محـمـدٌ ** بأنْ خصّـه دون الأنـام لـه عِـدْلاوفي (قل تعالـوا) شاهـدٌ لا يُزيغـه ** عن الصدق إن راب الأنامُ به دَغْـلاوفي (هل أتى) ما أعجزَ المدحَ لم يدع ** لـه تاليـاً إلا وكـان لـه أصـلافتىً خصّه المختارُ مـن بيـن قومِـهِ ** وكـان لـه فـي كـلّ سابقـةٍ ظِـلاوكان لـه سيفـاً إذا شبّـت الوغى ** فيخمـد أنفاسـاً بطعنـتِـهِ النَّـجـلاويحيي نفوساً أخمد الخوفُ صوتَهـا ** ليبعثَهـا مـن بعـد ميتَتِهـا الأولىمتى شُمتَهُ تلقى مـن الديـن شِرْعَـةً ** على الأرض تمشي لا تَحيفُ ولا تَكْلاله عَبْرةٌ في الليلِ مـن خـوفِ ربّـهِ ** تُذيـب كدمـعِ العاشقيـنَ إذا هَــلاولم يفترشْ ليلاً فَراشـاً ولا اجتبـى ** أدامـاً سـوى خبـز يعالجـهُ أكْـلاوجاءت له الدنيا علـى غيـر موعـدٍ ** فما روعيت أهلاً ولا وطئـت سَهْـلاوألقـت إليـه السِّلْـمَ تهـوى تقرّبـاً ** إليه فمـا رامـت مجاهِـدَةً وَصْـلاوهل تُصطفـى ممـن رآهـا حقيقـةً؟ ** وكم سالمت قومـاً لترديهـم قتلـىوما حالُها يخفى على مـن ترجّلـت ** لهيبتـهِ الأمـلاكُ أنْ قصـدت نَيْـلاوهل تخدعُ الدنيا فتىً جـاء منجـداً ** بنيها وكان المصطفى المثلَ الاعلـى؟وإنّ الـذي ربّـاه طـفـلاً محـمـدٌ ** تُرى يجتبي الدنيـا ويطلبهـا كَهْـلا؟وقد كان طودَ العلم أمّـت رحابَـهُ الـ ** علومُ وقد ألقـت بحضرتـه الرَّحْـلافإنْ قيـل أقضاهـم أقـول: مكانَكـم ** دعوا أفعُلَ التفضيل واختصروا القولافإنّ الـذي فـي يـوم خـمٍّ تسابقـت ** الى مدحِهِ الآياتُ قـد سبـق الكُـلاغـداة التقـى الجمعـان والله شاهـدٌ ** عليهم لما قال الرسـولُ ومـا أملـىعلى قفرةٍ سَجْراءَ كـادت جسومُهُـمْ ** بلفحِ هجير الشمس من لهبٍ تُصلـىوقـام خطيبـاً فيهـمُ خيـرُ مرسـلٍ ** على منبرٍ مـن كـلّ سامقـةٍ أعلـىوناداهـمُ والنـاسُ عيـنٌ ومسـمـعٌ ** وقالوا بنا فأنظـرْ فأنـت بنـا أولـىفقال: جزاكـمْ خالـقُ الكـونِ أمـةً ** رعت حقّ هاديهـا ويمَّمـت العَـدْلاوقـال رسـولُ الله فيهـمْ وأمــرُهُ ** جليٌّ كما شمس الظهيـرة أو أجلـىفمـن كنـتُ مـولاهُ فبعـدي وليّـهُ ** عليٌّ إماماً قـد رضيـتُ بـه مولـىأخي وابنُ عمـيّ والوِقـاءُ لدعوتي ** ومن بأسُهُ خاض الحروبَ وما كَـلاوقد بايع الجمعانِ هذا على الهدى ** وهذا علـى الأعقـابِ مُنقلبـاً وَلّـىدعاهم إلـى أمـرٍ وعَتْهـا حلومُهُـم ** ولكنْ هوىً للنفس عن رَشَـدٍ ضَـلاوكانوا على علـمٍ بـأنّ خلافـةَ الـ ** سماءِ به قامـت وكـان لهـا أهْـلاوما آمنوا والمصطفى الطهـرُ فيهـمُ ** فهل آمنوا مـن بعـد غيبتـه فِعْـلا؟ولم يعبدوا رباً سـوى العجـلِ بعـده ** كما قومُ موسى بعده عبـدوا العِجْـلاومـا آمنـوا والسامريّـون كـذّبـوا ** وكادوا بهارونٍ وقد قطعـوا الحَبْـلاوإنّ أخـا موسـى دعاهـمْ لديـنـهِ ** فلم يلـقَ إلا مـن يريـد لـه قَتْـلاوجاؤا بها شوهاءَ لا يعرف الورى ** سبيـلاً لهـا الا المتاهـةَ والجهلافما بيـن شـورى لا بُليتـم بمثلهـا ** فقد غادرت حقـاً وفرّقـت الشّمْـلاومـا بيـن تعييـنٍ أقيمـت أصولُـهُ ** على منكَرٍ بالأمسِ لو عرفوا الأصْلاغـدت تمـلأ الآفـاقَ ظلمـاً أميّـةٌ ** ولو صَدَقوا المختارَ لأمتـلأت عَـدْلاولـو أنّهـمْ خلّـوهُ يُملـي صحيفـةً ** ولم يُرْمَ بالإهجارِ ما افترقـوا سُبْـلاولـو أنّهـم والـوا عليـاً وبـعـده ** بنيه الألى - كالدين - قد ذهبوا قتلـىلما أصبح الاسلامُ فـي كفِّ غاشـمٍ ** كمروانَ لـم يَـرْعَ الذّمـام ولا الإلاوهل أمةٌ للنـاسِ بالعـدلِ أُخرجـت ** يسودُ بهـا جِلْـفٌ ويُلبسهـا الـذُلا؟ويُزوى الذي من عنده العلمُ حاضرٌ ** ومن كان للرّحمـن أولَّ من صلّىأبا حسنٍ ما زلـتَ للمـدحِِ مَوْئِـلاً ** وما زلـتَ للأفكـارِ تُرهقُهـا شُغْـلاوما زلتَ للعافيـنَ حِـرْزاً ومَفزعـاً ** فكنْ شافعي فالذنـبُ أجهدنـي ثِقْـلافيا رحمةََ الرّحمنِ جُدْ لي بنفحـةٍ ** ففضلُك لا يخفى وجـودُكَ لا يَبلـى

عادل الكاظمي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
hameed ridha
2008-03-17
بسم الله الرحمن الرحيم اخي عادل الاخيار والشعر والسقا لك السبق في نشر الحقائق والتقى فبوركت من ربان يزهي بحورنا وبـــورك من ركب الســـــفينة وارتقى اليك سلام الطف مني وانني حبـوت الى الفـية الطـف والعز والنقى وجودي من الموجود لو كنت عادلا لكان لالفــي من مــلاييـن تــــرتــقى سلامي الى الاخوان انتم دروعنا صعودا الى عالي جـــنان ذرى الـبقـا
عادل الكاظمي
2008-03-11
شاعرنا عمار دعاؤك سرّني كثيراً أدخل الله السرور على قلبك دنياً وآخرة.
عادل الكاظمي
2008-03-11
وعليكم السلام والرحمة أخي الاشتر وجعلك من المحيين أمرهم عليهم السلام. ودمتم
عمار جبار خضير
2008-03-09
اللهم يحفظكم شاعرنا الغالي ويفك كل ضيق وكرب عنكم بحق صاحب بيعة الغدير
مله محمد الاشتر
2008-03-09
آنا السفينه وحب علي رُباني..........وعلى الولايه والدي رَباني..........هذا علي وسره لُغز رَباني...........للحشر هل سر ابد ما يتفسر. السلام عليك ياأمين الله سيدي يا امير المؤمنين والسلام على صاحب هذه القصيده الرائعه ورحمة الله وبركاته.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك