صوتك يبحث عن نبع.
أو قنديل أخضر .
في عري الزمن المجدور.
لكن النبع يغور.
ورماد الألسنة السوداء.
يخرج كالأفعى من أفواه الوعاظ اللؤماءْ.
ورؤوس الصخب المجبول بوحل الزيف.
الطالع من صالات العهر.
صالات الحق المهدور.
من مسرح سمار الليل.
وقصور الغلمان الجبناءْ.
وأبواق العهر الشوهاء.
هبت عاصفة الحزم العظمى.
كي تعلن بدء القارعة العربية.
على الأكواخ الطينية .
والزهر المتعطش للنور.
كي تدفن آلاف الدورْ.
كي ترمي شعبا عربيا.
في قبو أزلي مهجورْ .
فرحوا ..هزجوا .. هتفوا.
معنا كل طغاة الأرض.
أولهم ثور الذهب في البيت الأبيض.
معنا فرعونٌ / هامانٌ/ نمرودٌ / نيرونْ
ولدينا ثروة قارونْ .
ولدينا في كل القارات عيون.
ولدينا طيارات .. ودبابات..
وبوارج عظمى ترمي عن بُعد.
وقلاعٌ تحمينا.. وحصونْ.
ولدينا ( مجلس أمن ) منخور.
هو طوع بنان الأم العظمى.
يستر عورتنا بآسم القانون.
يجمعنا عرف واحد:
القتل الأعمى المجنون.
فليحيا حلف الشيطان المغرور.
وليبدأ طوفان الدم.
في عصر النهضة والعزم.
****************
صنعا ياسيدة الوجع المر.
ياطير الطهر السابح في بحر الحزن .
ياحشرجة الغبش الدامي.
ويانبع الوجد المأسور.
وعذابات الليل الممتد على الصحراء.
مضغوا لحم الطفل العاري.
نشروا فيك الموت.
الحزن /الجوع / الدمع / الروع.
غاصوا في أوضار هزائمهم.
صنعوا من هجمتهم نصرا موهوما.
رقصوا في طوفان الكذب المسعور.
يملؤهم زهو شيطانيٌ وحبورْ.
زفروا قيحا وغبارا وسموما .
قلبوا معنى الأشياء.
آه آه آه ياصنعاء.
ماأبشع فعل الجبناء. !
ماأنكد عصر اللقطاءْ.؟
******************
صنعا ياأم الشعراء.
والتأريخ الأبهى والحكماءْ.
أيتها الثكلى الدامية العينين .
إشتعلت بواباتك السبعة بالنابالم.
من شدة هذا الحقد الأعمى.
النخل البصري بكى.
لبست هامات الأوراس وشاح الحزن.
من ينعى جمع الشهداء.؟
من يوقف نزف الجرح الغائر في الأحياءْ .؟
من يشعل في هذا الصمت الموحش رفضا وضياء.؟
(وطني البدوي .. نساؤك منهوبة.
ويباهي رجالك نصرا بأعضائهم فرحين.
تب قوم زعاماتهم أرنب عصبي جبان
وعزمهمُ خصية ٌ نائمه.
أسكتوا فالحكومات في أستها نائمهْ.
على عهرها شُدت الأحزمهْ.
وعلى صدرها ماتشاء من الأوسمهْ.
وتوضأ مجرمها بالدماءْ.
والدماء التي غسلوها
تسد خياشيمهم وقلوبهم الآثمهْ.)1
آه آه آه ياصنعاء.
جرحك أدمى كل قلوب الشرفاء.
من أرصفتك المهجورهْ.
من أضلاع الأطفال المطحونة.
برصاص أبي لهب والفجارْ.
من محرقة الحقد الوثني.
ومن عمق الديجور.
من كل الحارات المحترقة.
من شهقات الأشلاءْ.
من كل عذابات الفقراءْ.
ينهض جيل الثوار الأحرار.
في دمهم طلع بري.
يهتك وجه الليل.
ورائحة الموت.
وغدر الأشرارْ.
يغدو نسغا للأشجار.
ورجاء .. وبهاء .. ونماءْ .
لليمن الدامي المأسورْ .
هذا قدر مقدورْ.
في لوح أزلي مسطورْ.
إن عدو الله / عدو الشعب / عدوالأرض.
مدحورٌ .. مدحورٌ .. مدحورْ.
إشاره: الأبيات التي بين قوسين للشاعر مظفر النواب.
جعفر المهاجر / السويد.
https://telegram.me/buratha