أحاطت بنفسيَ أحزانُـــــها *** وضجّت بِقلبيَ أشجانُها
هجيرٌ حياتي تَشبُ اضطراما *** لتبقى بصدريَّ نيرانُها
أعيشُ وحولي من الموجعات *** رُسمنَ ودمعيَ ألوانُها
كأن الحشاشةُ لها في الإخاء *** جميعَ المآسيَ إخوانُها
وحتى ابتسامي اذا ما لقيتَ *** فذاكَ اصطناعيَ نسيانها
ثيابي همومي وحزني القديمُ *** كستني بجلبابِ مرانها
وغيري يطاردُ سِحرَ الخيالِ *** طروبُ القريحةِ جذلانها
تراهُ مُكباً على الغانيّاتِ *** ترجى ليحظى أحسانها
أناْ الشِعّرُ عندي هو التُرجمانُ *** لروحي الهضيمة ديوانُها
يُريكَ القوافيَ وجهُ البكاءِ *** عَبوسُ المحيّا غضبانها
لها في حياتي وبعدَ المماتِ *** جَعلتُ ولائيَ عنوانها
********
الا كيفَ صبري وضلعُ البتولِ *** لأوجاعِ ذاتيَ كينونها
مُديمُ النيّاحة أبقى عليهِ *** والعنُ من أنكرت شأنها
فلو يُكشفُ العينَ منها الغطاءُ *** أسالت عبيط الدّمِ أجفانُها
لها الخطبُ يبقى عظيماً نراهُ *** أهدَّ السماءَ واركانَها
الا ويحَ تيمٍ وويحَ عَــــدِّيٍ *** عــــلى آل طه عدوانُها
فلم يستكينوا بفقدِ الرسولِ *** بل اشتدتِ القومُ أضغانُها
فأن رمت سَرداً لذاكَ المصابِ *** سيتلوه بالدمعِّ سلمانُها
سراجُّ القداسةِ مهدُ الجلالِ *** تجلى بأمرِ اللهِ برهانُها
أتضربُ في العينِ يال السماءِ *** ويهوي على الارضِ كيوانُها
غدى البابُ سِتراً لها إذ تلوذُ ***وصفّت لها الدارُ بنيانَها
فلم يرقب الوغدُ فيها الالهَ *** وتِلكَ المواثيقَ قد خانها
أتى قاصداً حرق بيتِ الرسولِ *** ويدري بمن خَلفَ جدرانها
بركلٍ وضربٍ على البابِ مِنهُ *** أكبَ ليقُتلَ ريعـــانها
فهبت زفيراً هناك الجحيمُ *** ومدت له النارُ أعنانها
بنفسي الوديعةُ ما بينهم *** قليلٌ كما الطفِّ أعوانها
كمالُ العبادةِ ,عرشُ الجليلِ *** وروحُ التقى والعلا زانها
وخيرُ النساءِ بنصِّ الحديثِ *** جميعُ الخليقةِ هم دونها
عليها استطالت شِبهُ الرجالِ *** يريدون تحريفَ قرآنها
يريدون أطفاءَ نورِ الالهِ *** وكان أبنُ صهاك شيطانُها
لدى الحربِ كانوا ضِعاف النفوسِ *** على بيت فاطم شجعانها
هوت وهي ترنو لقبرِ النبيِّ *** تناجيه بالدمعِ أجفانُها
بضلعي وعيني سآتي أليكَ *** وكلٌ كما النزفِ الوانُها
عن الحقِ ضحت بوجهِ الطغاةِ *** وراحت شهيدةُ أيمانها
فمنها الدماءُ وضلعٌ كسيرٌ *** غدت للرسالاتِ شريانُها
وصوتُ الحقيقةِ في العالمينَ ***يدوي به الحقُ أزمانها
ليفضح للناسِّ زيفَ النفاقِ *** ومَنْ للرذيلةِ قدْ عانها
وكيفَ قريشُ بعدَ الرسولِ *** الى الجاهليــةِ تحنانُها
فكم اشبعَ الحقدُ منها النفوسَ *** فصارت لأهل العجل اقرانُها
********
فيا أولَ الجرح بابَ الرسولِ *** ومنه الدخولُ الى كوفانها
فجعنا وكانت جسّامُ الخطوبِ *** رزايا الطفوفِ واحزانُها
هي الامةُ النكراءُ مذ خالفت *** وصايا النبيِّ وقرآنها
على آلِ بيتٍ هداةٍ كرامٍ *** أتت بالفظائعِ أضغانها
فما قد أتى به الأقدمـــونَ *** يفجرُ في النفسِّ بركانها
ليمضي الى الوعد ثأر الأباةِ *** الى من سينسفُ أوثانها
بسيفِ انتقامٍ يبيدُ العتاةَ *** يزيحُ عن الخلقِ أدرانها
فلا بوركت أمةٌ حكمت *** يزيدَ الفسوقِ ومروانها
**********
بقلم
عمار جبار خضير
الجمعة 04/جمادى الآخرة/1435هـ
https://telegram.me/buratha