شعر / الدكتور نوري الوائلي مؤسسة الوائلي للعلوم
يا عاصيَ الرحمن ِ مالك َ تحفرُ ** خلفَ السراب ِ وفي الرذائل ِ تـُبحرُ أنسيْتَ ربّكَ في الضلال ِ مُكابرا ً ** فالموتُ يُوقظ ُ والمنايا تغدرُ الموتُ يأخذ ُ منك كلّ عزيزة ٍ ** وتـُساقُ وحدُك بعد موت ٍ يُقهرُ من بعد مُوتك فالمقابرُ برزخ ٌ ** بعد الممات الى القيامة تـُسعرُ الجسمُ فيها للصراصر ِ مأدبا ً ** والروح ُجمرٌ بالصواعق تـُمطرُ القبرُ موتٌ للجسوم وروحها ** تحيا بنار ٍ أو جنان ٍ تـُبهرُ بالكفر ِتعمى بالعيون غشاوة ٌ ** لكن َّ بعد الموت قلبُك يبصرُ هل هذا سحرٌ ام حقيقة ُما ترى ** والله ِ صدق ٌ ما ترى أو تشعرُ تـُعطى كتابُك بالشمال وبعدها ** تفدي وليدَك بالعذاب وتنحرُ عضـّتْ أصابعكَ القواطع ُحسرة ً** وأمِلت بالتربان ِ جسمُك يُنكرُ ودعوتَ ربُّك أن يُعيدك تارة ً ** أخرى لعلـّكَ بالهداية ِ تـُطهرُ هيهاتَ بعد الموت من مُسترجع ٍ** فالدربُ لا يحوي الرجوع َ فتنفرُ اليومُ لن تقبلْ شفاعة َ شافع ٍ ** أو فدية ً تـُهدى لحالك تنصر ُ أن كان في الدنيا أمامُك عاصيا ً ** أو كان شيطانا ً لكرهك يضمرُ يومُ القيامة سوف تـُحشرُ نادما ً** خلفَ الأمام ِ وجمعكم لا يظفرُ وسلاسلٌ للجسم ِ مثـّل قلائد ٍ ** حول المعاصم ِ والرقاب ِ تـُنشـرُ إنْ لامستْ صخرا ً عتيدا ً لحظة ً ** لتحولَ الصخرُ لجمر ٍ يزفرُ وتـُساقُ بالضرب ِالمُذل بزمرة ٍ ** تـُرمى كحصب ٍللهيبِ وتـُنهرُ النارُ مأواك َ السوادُ ضياؤها ** ولباسها شررٌ بجسمك يثمرُ في النار رفقتـُك الشرارٌ وغيّهم ** سوءُ الرفاق لسوء ِ نفسك تـُجهرُ من فوق رأسك فالحميمُ منزل ٌ ** بالرأس يُبحر كالمثاقب يحفرُ فوق العذاب فقد خسرت منازلا ً ** جناتُ عدن ٍ لا تـُحدُّ وتـُقصرُ صبرا ًعلى نار الحريق ِ وأهلها ** لا صبرَ ينفع ُ في حميم ٍ يهمرُ أن كنت تصبرُ أو بدركك جازعا ً ** فالنارُ مثواك التي لا تـُشبرُ أصرخْ بصوتك ثم ناد ِ مُؤمِلا ً ** كشفَ العذاب ِ لساعة ٍ وتـُحرّرُ تأتي الأجابة ُ خاسأ تبقى بها ** فهوَ العذابُ لا يقل ُّ ويصغرُ رغمَ الحريق فأنَّ فيها عُصبةً ** عشقتْ عذابك , بالعذاب تجبّرُ فخسرتَ أهلكَ والجنانَ ورفعة ً ** وعظيم ُ خُسران ٍ إلاهك تخسرُ ما شدة ُالألام في جلد ٍ إذا ** بالنار ينضجُ ثم أخرى يُزهرُ ستذوقُ ألوانَ العذاب ِ بقعرها ** ويُضاعفُ العالي العذابَ ويمكرُ النارُ من غضب ِ العظيم ِ تعلمتْ ** سُبلَ التفنن في العذاب وتقدرُ تدعو لمن أغواكَ شرَ عذابها ** والكلُّ فيها بالعذاب يُحقـّرُ ترجو بجهل ِ في الرياض مُنعم ٌ** أن توهب الماءَ الزلالَ فتظفرُ كالمُهل ماءا ً للوجوه فتشتوي ** وَجَناتـُك السودُ القباحُ فتجأرُ أن كنت تخفي كلَّ ذنب ٍ آمنا ً ** من لومة ِ الدنيا وشرع ٍ ينهرُ فاعلمْ بأنـّك للخلائق فـُرجة ً ** يومَ الحساب وبالذنوب تـُشهّرُ أحذرْ لنيران ٍ أتتك بزجرة ٍ ** أنت الوقودُ مع الحجارة تـُسجرُ فيها مقامعُ من حديد ٍ لاهب ٍ ** قد ضّمَ جسمك حيث عظمك يُصهرُ النفسُ فيها كالعليل ِ بواجع ٍ ** لم تشفَ منه أو تموت فـُتقبرُ الشربُ فيها من صديد ٍ آسن ٍ ** والبطنُ من زقومها تتفطـّرُ فيها تـُغاثُ إذا ضمئتَ بحرها ** ماءا ً يفورُ وفي الحشى يتبخـّرُ البابُ وسعُ الجسم أو أطرافه ** سوداءُ تزفرُ بالحمى تتكوّرُ حرسٌ عليها كالجبال قساوة ً ** لله لم يعصوا ولم يتذمّروا من شكلهم تعلو النفوسَ نوازع ٌ ** فكأن ّ نفسك من شواهق َ تحدرُ فيها طوابقُ للعُصاة وشرهم ** أهلُ النفاق وبالحضيض سجّروا البطنُ تـُملى من ضريع ِ طعامها ** والعين ُ آنية ٌ بها تتفوّرٌ الأكلُ حين تجوعُ من زقـّومها ** في البطن يغلي والحشى تتفطـّرُ أن كنت تـُنكرُ ما فعلت مخافة ً ** من سؤء فعل ٍ فالصحيفة ُ تـُظهرُ أن كنت تـُنكرُ ما عملت مراوغا ً ** فالجلدُ ينطقُ والجوارحُ تـُخبرُ نار ٌ تسجّرُ من أله ٍغاضب ٍ ** خـُلقت لمن ملك الحياة ويكفرُ هلع ٌ وكبت ٌ والنفوس ُ حوائر ٌ ** خـُلدٌ بكرب ِ واللظى تتفجّر ُ وتفرُ من أهل ٍ لقش ٍ طالبا ً ** العذرُ مردودٌ وكيدك يُهدرُ أنت الذليلُ أمام ربّك كالح ** صفرُ اليدين فلا مُعينَ يُكفـّرُ بل أنّ ظـُلمُك للعباد ورزقهم ** يعلو بذنبك والعذابُ يُعسّرُ القلبُ يرجفُ واجفا ًمن غشية ٍ** حين الحميمُ لمن يرى تتصدّرُ يا أيّها الناسُ العصاة ُ ألا لكمْ ** من وقفة ً , وعقولكم تتدبّرُ ان كنت تـُأمنُ , بالاله وموقن ** وبأن ّ يومَ الفصل ِ لا يتأخـّّرُ النفسُ حاسبها أخيْرا ً أدخرت ** أم أنـّها مُلئت بشر ٍ يُنذرُ يا قارئ الأبيات ِ تملك فـُرصة ً** فيها الخلاصُ وكلّ ذنب ٍ يُغفرُ أحذرْ طريقا ً لا عتاب َ لكافر ٍ ** فيه ولا عاص ٍ يتوبُ فيُعذرُ
https://telegram.me/buratha