( شعر : الدكتور نوري الوائلي مؤسسة الوائلي للعلوم نيويورك )
دعني أنادي حكمة ً أوهاديا ً ** ذكرُ الممات ِ قد يشافي عاصيا
ما أكثرُ الأموات ِ في تعدادهم ** كالبحر ِ يحوي من كثير ٍ حاويا
يا ناسيَ الأموات ِ قمْ وانظرْ لها ** فالموتُ قد أنهى حياة ً آنيا
مالي أرى ناسا ً تبيع ُ دينها ** تبغي بجهل ٍ أن تراضي هاويا
اذكرْ مماتا ً في حياة ِ زاهد ٍ ** واجعلْ بذكر الموت حرزا ً واقيا
واحذرْ قدومَ الموت ِ في صولاته ** فالموتُ صدقٌ قد أفاق اللاهيا
أسمعْ نداءَ الموت ِ في نوم ٍ وفي ** ساعات ِ لهو ٍ , لا تعادي قاضيا
هل يعلمُ الإنسان ُ أين الموتُ ؟ قد ** يأتي , وأين العمرُ؟ يفني فانيا
ماذا أقولُ حينما يأتي إلى ** نفسي مليكٌ قابضا ً أنفاسيا
أجعلْ صديق َ العمر ِ موتا ً قادما ً ** يعطي ملاذا ً , حاميٌ أخلاقيا
اعملْ ليوم ٍ لا مفرٌ عنده ** إن كنت دهرا ً باقيا ً أو فانيا
اعملْ ليوم ٍ , راجعٌ في وحشة ٍ ** فردا ً وحيدا ً شاخصا ً أو هاويا
قمْ نادماً , وأتركْ حياة ً بحرها ** مالٌ يضيع أو تموتَ راسيا
صادقْ بصدق ٍ في منام ٍ أو ضحىً ** موتا ً قريبا ً أو بعيدا ً رائيا
يا تاركَ الإحسان ابكِ نادما ً ** لن تدفعَ الأموالُ موتا ً دانيا
ماتتْ ملوكٌ كل من فيهم رأى ** أحشاءَ قبر ٍ والعذابَ الباقيا
هذي قبورُ الأهل ِ قفْ من حولها ** نادي فلانا ً هل تطيل الداعيا؟
ماتوا ولن يبقى سوى فعل ٍ لهم ** من خير ما جادوا سيبقى باقيا
ساروا بدون المال أو ملك لهم ** لم يصحبوا زوجا ً ولا أولاديا
انظرْ إلى وجهٍ جميل ٍ ناعم ٍ ** أو وجهكَ المنحوت جلدا ً كاسيا
في لحظةٍ قبرٌ يواريه فذا ** قبرٌ يكون الدودُ فيه طاغيا
روحي إذا جاءت ليوم ٍ راحل ٍ ** تخشى حياة ً تستبينُ الخافيا
أدعو الهي باكيا ً في سجدتي ** أن ترتضي نفسي وأبقى ساعيا
أبكي لظلمي نادما ً من غفلتي ** فالذنبُ قد جاز البوادي عاليا
يا ويلتا قد صرتُ أنسى موتتي ** في عالم ٍ أ ُمسي وأصحو لاهيا
مالي ودنيا لا توافي ضيفها ** فيها أنا ضيفٌ يُمسّي ماشيا
رفقا ً رسول الموت رفقا ً انني ** عبدٌ ضعيفٌ صرتُ عظما ً خاويا
خذ ْ من هزيل الجسم روحا ً ترتجي ** لقيا حبيبٍ قد سقاني هاديا
موتٌ مع الأحياء ِ مزروع ٌ بها ** إن قامَ جذع ٌ قُدّ جذعٌ هاويا
موتٌ نمى في جسمنا فإذا به ** يزداد عيبا ً جسمنا أوزاريا
لاخوفَ من موتٍ بدنيا عنكبو ** تٍ بيتها , يبقى بروحها واهيا
الموتُ قاس ٍ والفراق قاصمٌ ** والقبر فغّارٌ يطول البانيا
يا مالكي أرجو حنانا ً منقذا ً ** فالنفس قد ضاقت تناجي هاديا
من لي سوى عيني إليك المرتجى ** ترجو بدمع ٍ رأفة ً ونجاحيا
قلبي رجاءٌ أن يطول َ العمرُ في ** رزق ٍ كريم ٍ كي أطيع المنجيا
حمدا ً وشكرا ً يا الهي راضيا ً ** فيما أتاني حاضرا ً أو ماضيا
https://telegram.me/buratha