جاء ذلك خلال خطبة صلاة الجمعة التي أقيمت في الحسينية الفاطمية الكبرى بالنجف الأشرف بحضور جمع غفير من المؤمنين والمؤمنات.
إلى ذلك وخلال استقرائه في المحور الأول لما بعد انتخابات مجالس المحافظات التي أجريت في نهاية شهر كانون الثاني من العام الجاري، وإعلان نتائجها النهائية بالأمس، وصف سماحته عملية الانتخابات بأنها كانت ولادة ناجحة وجيدة بعد مخاض عسير استمر لسنة كاملة، وإنها شجرة أثمرت ثمراً مباركاً، وكلمة طيبة يقولها المؤمنون، كما أثنى على دور المرجعية الدينية ووقوفها مع الجميع.
في الصعيد ذاته عزى إمام جمعة النجف الأشرف نجاح هذه الانتخابات إلى مشاركة الجمهور الذي وصفه بالواعي وأنه يعرف لمن يعطي الرأي بشفافية وكيفية حفظ الموازنة في العراق، كذلك مشاركة جميع الأحزاب والكيانات في هذه المسيرة والتي بلغت عددها أكثر من أربعمائة كيان، وأضاف: يراد للعراق بعد الانتخابات ان يكون مثالاً يحتذى به، ونريد ذلك للعراق حتى يقتدي به العالم، ويراد للإسلاميين ان يكونوا قدوة في بناء العراق وتوفير الخدمات في جميع المجالات، وقال: بالمجمل كان انتخاب الشعب صحيحاً جداً لأنهم يريدون من يخدم العراق.
هذا وتناول سماحته خلال الخطبة محورين آخرين هما:
إرهاصات الأزمة بين الأكراد والحكومة المركزية في بغداد:
بهذا الخصوص أكد سماحة السيد صدر الدين القبانجي ان الأكراد لا يستطيعون العيش خارج حضن العراق الدافئ، كما ان العراق لا يستطيع ان يتنكر لمظلوميتهم باعتبارهم جزء كبير ومهم وأصيل ولهم حقوق.
يأتي ذلك في إشارة إلى بوادر أزمة بين الاكراد والحكومة المركزية في بغداد أعقبها عدد من التصريحات هنا وهناك.
وبهذا الصدد دعا إمام جمعة النجف الأشرف القادة من كل الاتجاهات إلى اعتماد العقلانية والقانون لحل تلك الأزمة ،وقال: إن أغلقت الأبواب وتأزمت الأمور فهناك مصباح نجاة للجميع وهو المرجعية الدينية لحل الأزمات بعيداً عن الحلول الأجنبية، مؤكداً ان العراق يحتاج إلى حل عراقي وليس إلى حل أمريكي.
السياسة الأمريكية نحو التغيير:
بهذا الصدد قال إمام جمعة النجف الأشرف: نحن نرحب بأي تغيير عالمي تجاه الإسلام ،في إشارة منه إلى زيارة هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية إلى أندونوسيا أحدى كبريات الدول الإسلامية، وما يريده الرئيس الأمريكي أوباما من تغيير للسياسات مع العالم الإسلامي، كذلك استعداد إيران لإجراء الحوار، وأضاف: نحن نواجه تغيير السياسة مع العالم الإسلامي الذي وصفه بأنه يشكو من عدم الإنصاف والاعتراف بحقوقه في الوقت الذي لا يملك عداءً لأحد، وأنه ينتظر من المجتمع الدولي النظر والتعامل بعدالة وموضوعية.
وأكد إمام جمعة النجف الأشرف في الصعيد ذاته أن العالم الإسلامي واجه تحريضاً مضاداً ولذا وقف متصلباً، وهو لا يريد التقاطع مع أحد، وقال: نحن نقف على ابواب تغيير عالمي تجاه الشعوب المستضعفة والعالم الثالث والمضطهدين التي اعتبرها سماحته انها أثبتت قدرة على الصمود وإنجاز تجربة رائعة، وأضاف: العالم الاسلامي اليوم رايته خفاقة في العالم وليس كما ينظر له قبل عشر سنوات.
المركز الاعلامي للبلاغhttps://telegram.me/buratha
