شدد سماحة السيد عمار الحكيم على ان يكون المرشح لرئاسة الوزراء يجب ان يكون قادراً على أن يحقق الانسجام بين القوى السياسية الوطنية العراقية وان يكون قادراً على مد جسور الثقة مع المحيط اللاقليمي والمجتمع الدولي وان يكون له إيمان بدولة المؤسسات وان يلتزم بالدستور وان يلتزم بصلاحياته ويحترم صلاحيات الآخرين .
جاء ذلك خلال الحوار الذي أجرته صحيفة الغارديان البريطانية مع سماحة السيد عمار الحكيم رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي عصر الاثنين 2/8/2010 في مكتبه الخاص ببغداد .
وفيما يلي نص اللقاء .
المراسل / التيار الصدري يرفضون ترشيح المالكي هل هذا هو موقف الائتلاف ؟
سماحة السيد عمار الحكيم / بالفعل الائتلاف الوطني العراقي عبر عن تحفظه على ترشيح السيد المالكي مرتين ، مره من خلال وفد أرسله إلى دولة القانون مثّل كل قواه واخبرهم بتحفظه على هذا الترشيح ، والمرة الثانية قبل يومين حينما اصدر بياناً عبر عن ذلك بالإجماع ، الائتلاف الوطني لم يقدم مرشحاً حتى ألان بالرغم من انه يمتلك العديد من المرشحين الكفوئين وذلك لكي يعطي فرصة لدولة القانون لترشيح بديل لأننا لا نريد ان نكون جزءاً من المشكلة وإنما نريد ان نكون جزءاً من الحل .
المراسل / هل هذا قرار نهائي ؟
سماحة السيد عمار الحكيم / هذا قرار الائتلاف الوطني بكل قواه .
المراسل / ألان دولة القانون ليس لديهم بديل عن المالكي فهل لديكم البديل ؟
سماحة السيد عمار الحكيم / إذا تعذر لدولة القانون أن يقدموا بديلاً فالائتلاف الوطني يمتلك شخصيات كفوءة ولكن كلما قلت نحن لا نريد ان نكون جزءاً من المشكلة لذلك لم نقدم مرشحاً رسمياً حتى هذه اللحظة مراعاة لهذا الأمر .
المراسل / قبل او بعد رمضان هذا الأمر ؟
سماحة السيد عمار الحكيم / طبعاً نتمنى ان يتم تشكيل الحكومة بأسرع وقت حالما تجاوب الآخرون مع هذه المطاليب ،نحن اليوم أمام ثلاث خيارات لتشكيل الحكومة خيار يبدو انه يحظى بدعم أمريكي وهو ان يتحالف دولة القانون مع القائمة العراقية ومن ثم ينضم إليهما من يرغب بالانضمام واعتقد انه يصطدم برغبة كل من القائمتين في التصدي لرئاسة الوزراء والخيار الثاني في ان يتحالف الائتلاف الوطني مع القائمة العراقية والكردستاني ومن ثم ينفتح على الآخرين وهذا الخيار سيكون فاعلاً حالما توصلت العراقية إلى طريق مسدود مع دولة القانون ، الخيار الثالث هو اذا تنازل السيد المالكي وقدم دولة القانون مرشح او مرشحين بدائل فقد يكون بالإمكان للتحالف الوطني في ان يتفق على شخص ما ومن ثم ينفتح على الآخرين .
المراسل / لكي تحصلوا على هذا الخيار لابد من استحصال موافقة حزب الدعوة وهل سيقبل حزب الدعوة بهذا الخيار ؟
سماحة السيد عمار الحكيم / ولذلك نحن نضع الكرة في مرماهم ليحددوا مرشحين بدائل ونحن سننظر في خياراتهم بايجابية وأي خيار يحظى بمقبولية وطنية يمكن ان ندعمه ، المهم ان الائتلاف الوطني ليس مصر على ترشيح محدد .
المراسل / هل تقولون ان هناك خطر كبير لو شكلت العراقية الحكومة ؟
سماحة السيد عمار الحكيم / حقيقة نحن في المجلس الأعلى أوضحنا موقفنا وقلنا لا نشارك في حكومة تغيب عنها العراقية لأنها تمثل مكون اجتماعي مهم .
المراسل / ماذا قالت دولة القانون عن هذا الموقف ؟
سماحة السيد عمار الحكيم / طبعاً في البداية كان لهم تقييم معين عن القائمة العراقية ولكن اليوم الكل يتحدث عن العراقية كشريك مهم وصولاً إلى الحديث عن تحالف دولة القانون والعراقية .
المراسل / هل تعتقدون ان دولة القانون سوف تقبل بانضمام العراقية لها ؟
سماحة السيد عمار الحكيم / كما قلت اليوم نظرة القيادات في دولة القانون إلى العراقية قد يكون مختلف عما كان سابقاً ويتحدثون عن أنها شريك مهم في العملية السياسية .
المراسل / يوم أمس تحدثنا مع التيار الصدري واخبرونا ان إبراهيم الجعفري مرشح لرئاسة الوزراء هل سماحتكم تؤيد هذا الخيار ؟
سماحة السيد عمار الحكيم / هو من المرشحين المطروحين وكما قلت نحن اليوم نرجح ان نترقب الحدث ونرى ما هي الخيارات حينما تكون فرصة ترشيح من الوطني سنتفق مع بقية القوى على شخصية محددة .
المراسل / سنأخذ رأيكم ببعض الأسماء ؟
سماحة السيد عمار الحكيم / من الصعب ان تأخذ موقف محدد من بعض الأسماء .
المراسل / احمد الجلبي ؟
سماحة السيد عمار الحكيم / كل شخصية مؤمنة بالعملية السياسية اذا ما حظيت بالمقبولية الوطنية يمكن ان تكون خياراً ينظر فيه .
المراسل / علي الأديب ؟
سماحة السيد عمار الحكيم / هو واحد من الخيارات التي اذا ما طرحت من قبل دولة القانون سنتشاور مع الأطراف الوطنية ونبدي رأينا فيها .
المراسل / الحكومة السابقة أعطت الكثير من الوعود للعراقيين وبعد مرور هذه السنوات ، العراقيون فقدوا ثقتهم بالحكومة فماذا ستقدم الحكومة الجديدة لهم؟
سماحة السيد عمار الحكيم / الحقيقة ان كانت من تحفظات على مرشح دولة القانون فهو ناتج من هذه النقطة بالتحديد إننا نشعر أن هناك العديد من الخطوات التي اتخذت والتي لم تكن تتسم بالتوفيق الكافي في الوقت الذي نستذكر فيه بعض الانجازات المهمة التي تحققت على يد الحكومة الماضية ، إننا نعتقد من المهم آن يكون المرشح قادراً على أن يحقق الانسجام بين القوى السياسية الوطنية العراقية وان يكون قادراً على مد جسور الثقة مع المحيط الإقليمي والمجتمع الدولي وان يكون له إيمان بدولة المؤسسات وان يلتزم بالدستور وان يلتزم بصلاحياته ويحترم صلاحيات الآخرين ومثل هذه الشخصية ستحظى بدعم مباشر من قبلنا .
المراسل / كل النقاط التي ذكرتموها سماحتكم تدل على ان الحكومة السابقة لا يبدوا أنها كانت موفقة في انجازها وخاصة مسألة بناء دولة المؤسسات ؟
سماحة السيد عمار الحكيم / هناك الكثير من الملاحظات الجدية لتنفيذ مثل هذه المبادئ .
المراسل / قضيت الكثير من الوقت في الفترة في غزة وصنعاء خلال الأربع سنوات الماضية ، ولاحظت ان الطاقة الكهربائية تتوفر هناك أكثر بكثير مما يراه في بغداد لماذا يحصل مثل هذا الشيء ؟
سماحة السيد عمار الحكيم / هذه واحدة من المؤاخذات التي سجلناها حيث رصد للطاقة الكهربائية 21 مليار و 770 مليون دولار على مدار خمسة سنوات حسب تقارير وإحصائيات وزارة المالية يضاف إلى ذلك 4 مليارات و 900 مليون دولار المنح الأمريكية للطاقة وهذا الرقم يتجاوز 27 مليار دولار خلال الخمس سنوات الماضية ، صحيح أن جزء منه صرف في مهام تشغيلية لشراء الكهرباء من دول الجوار او لشراء الوقود لمحطات إنتاج الطاقة او الرواتب وصيانة وما الى ذلك ولكن يبقى رقماً كبيراً كان يمكن ان يوفر مستوى من الطاقة أكثر بكثير مما نجده اليوم وهكذا تساءلنا عن 280 مليار دولار أنفقت كميزانية موازنة للحكومة العراقية على مدار خمس سنوات من 2006 الى 2010 سوى المنح التي تقترب من 20 مليار خلال هذه السنوات لم يسمع الشعب العراقي إجابات وافيه من المسؤولين عن كيفية إنفاق مثل هذه الأموال وعلى ما يبدو أن نسبة ضئيلة منها صرفت في موازنات استثمارية فيما انفق اغلبها في التشغيليات مما يعني ان البلد سيمضي عشرات السنين حتى يعمر ويطور نفسه .
المراسل / أسوأ ما يذكر أيضا ارتفاع نسبة الفساد المالي في هذه الصرفيات ؟
سماحة السيد عمار الحكيم / نسمع تقارير مزعجة من قبل أجهزة أممية وحكومية .
المراسل / نجد انه لازال هناك خطوط واضحة تعتم المجتمعات والمكونات في العراق كيف يمكن لأي شخص ان يقود البلد على انه بلد موحد ؟
سماحة السيد عمار الحكيم / هذا هو بالفعل لايمكن لشخص ان يقود بلد متعدد الأطوار ، الجماعة يجب ان تقود التعددية القومية والطائفية والدينية في العراق كبيرة جداً وهناك تعقيدات إقليمية ودولية والعراق يتحمل تبعات وصراعات خارج ظروفه الخاصة . نعتقد ان الإيمان بالشراكة الوطنية الحقيقية والعمل بنفس وطني يخاطب جميع هموم العراقيين قادر على ان يقرب العراقيين بعضهم لبعض .
المراسل / هل هذا هو التحدي الأكبر الذي ترونه والعمل على توحيد الشعب العراقي ؟
سماحة السيد عمار الحكيم / لاشك ان وحدة العراق ارضاً وشعباً وتعزيز الأقاليم والمحافظات وبناء منظومة مصالح حقيقية بين العراقيين جميعاً وقواعد منطقية لمصالح متبادلة بين العراق ودول المنطقة ودول العالم هو الذي يجعل مصلحة لجميع العراقيين في النظام السياسي الجديد وتشبث العراقيين بأرضهم ووطنهم .
https://telegram.me/buratha
