الصفحة الإسلامية

الرفض الذي حفظ ناموس الإسلام

1265 18:48:00 2013-11-18

فضل الشريفي

في رد الإمام الحسين عليه السلام على ممثلي الدولة الأموية رفض مبايعة يزيد لعنه الله قائلاً : إنا أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة ومختلف الملائكة، ومحل الرحمة، بنا فتح الله وبنا يختم، ويزيد رجل فاسق شارب الخمر قاتل النفس المحترمة معلن بالفسق، ومثلي لا يبايع مثله...هذا الرفض الذي جر خلفه فيما بعد العديد من الأحداث التي تشكل قيم إنسانية وخلقية رائعة يمكن للعالم ان يعتبرها دستور وينهل منها متى شاء منها : التصدي للظلم والظالمين واجب شرعي وإنساني، صون القيم الإنسانية المهددة من قبل حكام الظلم والجور، امكانية اشتراك الكل في حرب الحق ضد الباطل ففي نهضة الطف الخالدة شارك الأب والأخ والابن والكهل والشاب والفتى والسيد والعبد والأبيض والأسود والمسيحي والمسلم، ذوبان الطبقية بين أبناء المجتمع إذ يتساوى الجميع ويتسابق نحو هدف واحد هو التضحية في سبيل القيم السماوية والإنسانية إذ يقف العبد والسيد والأبيض والأسود في صف واحد من أجل خوض معركة الكرامة والخلود، مراجعة الإنسان المخطئ نفسه وإمكانية انتقاله من معسكر الشر الى معسكر الخير كما فعل الحر بن يزيد الرياحي وزهير بن القين البجلي، كما ان رفض الإمام مبايعة يزيد عليه اللعنة رغم علمه انه عليه السلام وأنصاره مقتولون لا محالة انما يعكس العلاقة المثالية بين العبد وربه، اضافة الى ان هذا الرفض يستشف منه كيفية اختيار الحكام والرؤساء وفقاً لمصالح الشعوب، إذ تجلى الحاكم المصلح بشخص الإمام الحسين عليه السلام والحاكم الظالم بشخص يزيد عليه اللعنة، كل هذه المعاني السامية والقيم النبيلة تجسدت في هذا الرفض الذي تخلد عبر التأريخ بل ان التأريخ تشرف به فأمتد صداه في مشارق الأرض ومغاربها.في المقابل لو تصورنا ان يزيد عليه اللعنة حكم الأمة ولم يكن هناك رفض ولم تكن هناك انتفاضة ضد حكمه كيف سيكون شكل الإسلام ومضمونه وما الثوب الذي سيرتديه، ثم ماذا عن الشرائع والأحكام الإلهية، وماذا عن حياة الناس وحقوقهم ودينهم وأعراضهم؟لذا رفض الإمام بصوت عالي وبموقف ثابت مبايعة الظالم واقتضت المشيئة الإلهية ان تكون هناك قرابين عظيمة تفتدي الإسلام فكان للإمام الحسين عليه السلام وأهل بيته وأنصاره القلة الذين بايعوه بيعة ما أحلاها من بيعة ! ان ينهضوا بهذا العبء الثقيل فاختلطت دمائهم برمال كربلاء صوناً لحرمة الإسلام من الانتهاك وحفاظاً على القيم والمبادئ من براثن الظلام الاموي ، فالحاكم الاموي يزيد لعنه الله معروف بطغيانه وكثرة ارتكابه الفواحش والآثام، وما ارتكبه من مجازر وحشية بكربلاء أثبتت انه لا يملك مفردة من مفردات القيم الأخلاقية والإنسانية ، وما ملاعبته القرود والكلاب وولعه بها وتفضيلها على البشر إلا دليل على الحالة التي يعيشها هذا المسخ، ونحن اليوم إذ نحيي الشعائر الحسينية نعبر عن بيعتنا وولائنا لسيد الشهداء، ونقر له بالفضل الكبير كونه أكمل المشروع الإصلاحي لجده المصطفى، ونعلن رفضنا لكل أشكال الظلم، فضلاً عن كون الإمام ملهمنا في كل العصور، علاوة على ان إقامة الشعائر الحسينية تعطينا درساً في اختيار نموذج الحاكم الصالح إقتداءً بسبط رسول الله كما أشرنا آنفاً ولعل هذا الدرس أهم درس لنا ونحن بانتظار انتخابات برلمانية تلوح في الافق.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
آخر الاضافات
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك