عبد الله المسكين من احد خربات المتجاوزين على املاك الدولة
سيدي رئيس الوزراء المحترم ... السلام عليكم بدءا اقول لكم انني انسان بسيط لااجيد صياغة وكتابة العبارات المنمقة، لانني منذ ان فتحت عيوني على الدنيا كنت محروما ومضطهدا، ومازالت على هذا الحال حتى هذه اللحظة.في عهد النظام الصدامي البائد الذي كنتم احد ضحاياه، تقاذفتني السجون ومعسكرا الجيش وجبهات القتال وارصفة الشوارع ومصطبات المقاهي حالي حال الكثيرين من ابناء هذا الشعب المسكين.لم تتيح لي ظروف الحرمان والاضطهاد والظلم الحصول على شهادة دراسية، او الحصول على وظيفة حكومية، او الحصول على سكن يأوي عائلتي ويضمن لها عيشا كريما، وماذا تتوقع فخامتكم من شخص قضى معظم سنين عمره في بوتقة الموت البطيء، والعذاب المستديم؟.وهكذا كان حال اعدادا هائلة من الناس امثالي، بينما كان حال جلادينا مختلفا تماما، كان عالمهم عالما اخر وجلادينا هم هؤلاء الذين كانوا يمسكون بدفة السلطة، من خلال اجهزة الامن والاستخبارات والحزب والجيش وفدائيي صدام ووووو... انهم ضباط كبار، وحزبيين برتب عالية، وموظفين بدرجات رفيعة، وانهم مقابل قيامهم بوظيفة القتل والقمع والاضطهاد لنا نحن الملايين من الناس، وبعض اهلك سيدي وذويك وارحامك ربما كانوا من بين هؤلاء الملايين المضطهدين والمعذبين، كانوا مقابل قيامهم بوظيفة القتل والقمع الاضطهاد يعيشون افضل الظروف الحياتية، لاشيء ينقصهم، ولاشيء يقلقهم سوى كيفية المحافظة على نظام سيدهم، حتى لايفقدوا حياة النعيم والترف التي كانوا يحيونها.وبعدما بلغ منا اليأس مأخذه، من الباري عز وجل علينا بالفرج وازاح عنا كابوس نظام صدام، واستبشرنا خيرا، ومازاد استبشارنا هو ان ضحايا النظام البائد، والمضحين امثالكم تصدوا لزمام الامور، وقلنا في سرنا، وصرحنا بذلك، ان عهد الظلم والاضطهاد والحرمان ولى الى غير رجعة.ولكن كلما كانت تمر الايام والاسابيع والشهور والسنين، كانت جذوة الامل والتفاؤل والاستبشار تخفت وتذوي في نفوسنا، ونحن نرى ان جلادينا وامثالهم يحضون بألاهتمام، ويجدون من يدافع عنهم ويتحدث عن مظلوميتهم المزعومة، ويتباكى عليهم ، ويستحصل لهم امتيازات ومكاسب جديدة، بينما نحن ضحايا الامس، بقينا على حالنا، لنصبح ضحايا الامس وضحايا اليوم.لاادري ربما يكون من الضباط الذين دعوتموهم مؤخرا للعودة الى الجيش او الاحالة على التقاعد ، ومن ضمنهم فدائيي صدام، ربما يكون من بينهم من عذبني يوما ما في احد الزنازين، او عذب احد اقربائك او معارفك او اصدقائك، لانك كنت معارضا شجاعا لنظام صدام؟.لااملك الا ان اقول لك شكرا سيدي الرئيس لانك ستفتح ابواب العراق الديمقراطي لفدائيي صدام..شكرا لانك ستفتح ابواب العراق الديمقراطي لجلادينا وجلاديك. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
https://telegram.me/buratha