مدير عام بوزارة الصحة يدعو حراسه لـ (سحل) الطبيبة هند هاشم
كشفت مصادر طبية وصحية عن قيام المدير العام لدائرة التخطيط في وزارة الصحة، بالاعتداء لفظياً على عدد من الاطباء الذين كان يتم توزيعهم للاقامة القدمى، ما اثار استياء الاطباء، الذين أنشأوا صفحة على الفيس بوك بعنوان (من يحاسب چاسب)، احتجاجاً على ما اسموه ديكتاتورية المدير العام لدائرة التخطيط في وزارة الصحة.
القصة بدأت كما يرويها طبيب كان حاضراً الاجتماع الذي تم في يوم الاربعاء 28 آب الماضي، وأطلقوا عليه تسمية الاربعاء المخجل، كالاتي: (دخل السيد جاسب الحجامي مدير التخطيط الى الغرفة فتوجه نحوه لفيف من اطباء نينوى وبغداد وسواهم من المحافظات. امر الجميع بالتوجه الى المقاعد والجلوس.
قام بتحذير الواقفين لفظيا بالجلوس بالتأشير تجاههم وامرهم بالجلوس " اكعد, اكعد, اكعد, أكعد" ثم اشار الى احدى الطبيبات طالبا منها الجلوس " اكعدي" فعلقت قائلة : " دكتور, شنكعد هو انتو شفاتحين مقاعد؟ "
فاذا به يصيح باعلى صوته مستخدما اسلوباً يوحي بانه يتحدث مع طفلة في الخامسة من عمرها : " اسكتي لج, اكعدي يلا اسكتي لتحجين" وامام جميع من في القاعة، فما كان منها الا ان قامت للدفاع عن حقها طالبة منه عدم رفع صوته عليها لانها لا تعمل عنده وانما هي بنت عائلة وطبيبة حاضرة للتوزيع , وان كان مديرا فهذا لا يعطيه الحق بالصياح ورفع الصوت لان لديه ورقة وقلما يستطيع ان يتصرف فيهما ان رأى ما لا يحب وليس ان يصرخ بوجه الناس ويقلل من احترامهم.
فما كان من الطبيبات والاطباء المتواجدين في القاعة بعد ان ساد بينهم الصمت لحظات نتيجة للصدمة بتصرفه الا التصفيق لها بحرارة نتيجة لدفاعها عن حقها وتمثيلهم بوجه تقليل الاحترام واراد الاطباء الاحتجاج والخروج من القاعة لمقابلة الوزير.
فما كان منه الا ان امر الامن بالدخول الى القاعة لمنع الاطباء والطبيبات من الخروج ولاخذ الطبيبة خارج القاعة ونزع الباج ومصادرة الموبايل الخاص بها وامر المحيطين بمنعها من التصوير ومنعها من التكلم بالهاتف. ثم قامت اثنتان من النساء بـ (محاوطة) الطبيبة ومحاولة جرها الى الخارج في ظل رفض الطبيبة وتعاطف الاطباء والطبيبات معها.
وقام اثنان من العساكر المسلحين بالتحدث اليها بشكل مباشر وطلبوا منها مغادرة القاعة. وهو يامرهم "اخذوها, اسحلوها برا" وهو يستمر بالتجاوز عليها والصياح، وتكرار " اسكتي لا تحجين لج كافي يلا اسكتي يلا طلعي برا"، فيما هي تحاول الدفاع عن نفسها والثبات داخل القاعة لتهديدها بعدم التوزيع حيث خاطبها قائلا " انتي ابقي اني اعرف وين اشمرج, توزيعج يمي اني". قام الامن بالدخول واجبار الاطباء على الجلوس في اماكنهم حيث قام مدير التخطيط باخبار الاطباء الذين يرغبون بالتوزيع لهذه المقاعد بالنزول لتسجيل اسمائهم والا فانهم سيتوزعون غيابيا "اني عندي استعداد اوزعكم كلكم غيابي".
كما قام بمخاطبة الاطباء : " انتو رياجيل انتو؟ تقودكم بنية؟" و" انتو مو مال احترام ما اسمحلكم تحجون ويايه لان انتو مو مال احترام"، وعبارات اخرى تقلل من احترام المقابل وتعامله كمخلوق ادنى وكان من أصبح مديرا عاما استعبد الناس!..
" اسكتوا واكعدوا ما اسمحلكم تحجون اي شي ما اسمح بالاعتراض لان انتو رفضتوا التوزيع فاني راح اوزعكم مثل ما اريد" وغيرها من عبارات الترهيب والتخويف بالتحكم بالمستقبل المهني لشريحة من العراقيين مستقبلها هو اعز ما تملك!
وبعد ذلك جلس الجميع في القاعة فقام بادخال كاميرات تصوير الوزارة وغيّر لهجته الى اسلوب هادئ واصبح ينادي على اسماء الاطباء حسب التسلسل ويخبرهم باختيار فرع والكل يعرف نتيجة الرفض :التوزيع الغيابي. قام ايضا بالقاء خطبة نوه فيها الى ان من يرفض الخدمة في المحافظات الجنوبية لا يحب العراق وقام بالتشكيك بوطنيته).
هذه خلاصة القصة الدراماتيكية التي حدثت صباح الاربعاء 28 آب في مقر وزارة الصحة التي يقول الاطباء ان د. جاسب يتصرف فيها وكأنه (فرعون)، ويوحي للجميع بانه فوق طائلة المساءلة كونه ينتمي الى فصيل سياسي معين.
وبحسب ما نشر في صفحة (من يحاسب چاسب) على الفيسبوك، فان مدير التخطيط بوزارة الصحة اتهم الطبيبة هند هاشم باثارة الشغب، ورفع ضدها قضية طبقاً للمادة 4 ارهاب، الا ان الطبيبة ردت بشكوى رفعتها الى وزير الصحة، فيما يهدد زملاء الطبيبة بالاعتصام. فيما يقول اطباء ان مدير التخطيط بوزارة الصحة، استخدم صلاحياته وفصل الطبيبة هند هاشم وسحب شهادتها الطبية، لكن لم يتسن لنا التأكد من ذلك لتعذر الاتصال بالطبيبة هند هاشم.
وجرت محاولاتللأتصال بالدكتور جاسب، الا ان هاتفه كان مغلقاً وخارج نطاق الخدمة، ولم يتسن لها الحصول على رده، لاسيما وان ما ورد في كلام الاطباء والطبيبة، يؤكد ان مديراً عاماً في الدولة العراقية، التي كانت السباقة في احترام حقوق المرأة، ينظر لزميلاته الطبيبات نظرة دونية، وهو الامر الذي أكدته طبيبات وطبيبات اسنان وصيدلانيات، بانه يمارس ضدهن تمييزا في التوزيع بعد التخرج (الروتيشن)، أو في الاقامة.
وتناسى د. جاسب، الذي يظهر التدين ويتحدث عن الواجب الشرعي، انه لولا المرأة لم يكن شيئاً مذكوراً، فقد ولدته امرأة والمرأة اخته وزوجه، وقبل كل هذا يعرف مدير عام التخطيط، وهو الاسلامي المُستجد، ان الاسلام كرّم المرأة كما لم يكرمها أحد من قبل.
16/5/911
https://telegram.me/buratha