محمد هاشم الشيخ
الناس تعمر طويلا وتذهب بلا اثر أو ذكر وآخرون يتركون بصماتهم في الحياة وعلى مر التاريخ بموقف يخلدهم ولعل الجميع اليوم يتذكر موقف غاندي بخلع الملابس البريطانية الاستعمارية والاكتفاء بالأقمشة البسيطة الهندية لأجل تحرير شعبه ومن منا ينسى موقف الإمام الخميني في الزهد بالمال والمناصب له ولعائلته وهو صانع ثورة الشعب الإيراني وقائدها ومن ينسى زهد السلطة عند سوار الذهب الضابط السوداني الذي أطاح بدكتاتوريته النميري وسلم الحكم إلى من يختاره الشعب ديمقراطيا وغيرهم وغيرهم كثيرون .....في كل الأمثلة التي ذكرناها نجد إن الشخصيات صاحبة البصمة التاريخية وبحكم المتعارف عليه كان لها الحق إن تتمع بالسلطة والمزايا التي تمنح بناء على ما قدموه من خدمات ولكنهم أرادوا الخلود فتعالوا على مناصب والألقاب والمناصب المرحلية.
واليوم في عراقنا الديمقراطي وبعد سبع سنوات من التجربة الديمقراطية تبرز مشكلة أساسية تهدد تبعاتها ربما مستقبل العملية السياسية وهذه المشكلة هي اختيار رئيس الوزراء وتمسك السيد المالكي بهذا المنصب مع علمه بان الآخرين مثل التيار الصدري والمجلس الأعلى والفضيلة وغيرهم لا يقبلون ترشيحه لمرة ثانية وان الأحزاب المكونة للقائمة العراقية ترفض ترشيح المالكي بل وأكثر من هذا فهي مستعدة للقبول بأي مرشح أخر غير المالكي وتتناسيى مطالبها بأحقيتها بتشكيل الحكومة ورئاسة الوزراء باعتبارها القائمة الأكبر عددا.
وبغض النظر عن أسباب وأحقية المطالبات بعدم ترشح المالكي ومع الاعتراف بان ائتلاف دولة القانون يملك عددا محترما من النواب وان المالكي حصل على اكبر عدد من الأصوات، مع كل هذا فان السيد المالكي اليوم إمام فرصة تاريخية ليخلد نفسه في قلوب جميع العراقيين ويترك بصمة على وجه التاريخ ويسجل حالة جديدة للديمقراطية العراقية الفنية ويكون قدوة للآخرين ولمن سيأتي بعده مستقبلا وذلك بإعلانه الانسحاب من الترشيح لرئاسة الوزراء فانه بهذا سيقدم الحل الانسحاب مكن الترشيح لرئاسة الوزراء فانه بهذا سيقدم الحل لاتفاق القوائم والكتل السياسية على مرشح واحد ترتضيه جميعا. فهل سيفعلها المالكي؟ هي حقا تحتاج إلى الكثير من الشجاعة والعقلانية والموفقية..... فهل سيفعلها المالكي؟
https://telegram.me/buratha