اسعد راشد
يبدوا ان هناك رهط من كتاب العرب اعتادوا على خلط الاوراق واللعب على الاوتار الطائفية رغم رفعهم علم العلمانية ومفردات الاعتدال التي يتداولونها في ادبياتهم السياسية وكتاباتهم ‘ الا ان ذلك لم ولن يجدي في تبرأة ساحتهم بوقوفهم خلف التطرف والمتطرفين ودفاعهم المستميت عن رموز التكفير والارهاب الفكري .
الفكر الشيعي بطبعه فكر معتدل لن يستطيع احد وايا من كان جره نحو التطرف والافكار المتطرفة كتلك السائدة في الفكر السني ‘ لسبب بسيط وواضح يعرفه القاصي والداني في الوقت الحاضر ‘ وهو ان المرجعيات الشيعية موحدة في الفتاوي التي تمس اصول الدين والحياة والكون والانسان‘ وان الساحة الشيعية ملتزمة بمرجعية واحدة وموحدة رغم تعدد الاشخاص والمجتهدين هذا الالتزام يبعدها عن حالات الاجتهاد الفردية وصمام امان لها من الفتاوي والاحكام المتطرفة والتكفيرية ‘ عكس الساحة السنية التي تفتقد لمرجعية واضحة يرجع اليها عوام اهل السنة حيث تنتشر المرجعيات الدينية السنية شرقا وغربا ويتكاثر "امراء" الدين والفتيا كاالفطر في الجسد السني لا يستطيع احد ان يوقفهم ‘ فترى مثلا في قرية واحد اكثر من 10 امراء ولكل واحد منهم فتاوي واحكام يتميز بها عن الاخر بحيث الخارج عنها يعتبر كافر ‘ وليس ادل على ذلك هو صراع الفتاوي التي تشهدها مملكة الارهاب والتكفير والمدارس التكفيرية بين رموز القتل والتطرف .
اخيرا خرج لنا الكاتب ( العلماني) عبدالرحمن الراشد المعروف بولاءه الشديد للعائلة الحاكمة في مملكة ال سعود بوصفة جديدة وفذلكة تخفي وراءها الكثير بادعاءه ان "مثقفي السنة في الوقت الحاضر اكثر شجاعة من مثقفي الشيعة واعلى صوتا .. ينتقدون مراجعهم الدينية" !! وهو بالطبع لا يقصد مثقفي السنة بقدر ما انه يريد ايصال تلك الفكرة الى "الغرب" بان "رجال الدين السنة" هم اكثر شجاعة !! كي يدخلهم عبد الرحمن الراشد من الشباك ومعهم تلك الافكار التكفيرية الهدامة بعد ان اخرجتهم احداث 11 سبتمبر الدموية في امريكا من بوابتها الواسعة وسط دماء الاف الابرياء وحطام "غزوة منهايتن" !! .. وحيث ان الكاتب ( العلماني) لا يخفي اعجابه بشجاعة "الكلبـ اني" "والسديس" " والعودة" و"العريفي" والنافق ابن عثيمين وكثير من شيوخ القتل واصحاب الفتاوي الارهابية هؤلاء اصبحوا االيوم في نظر "عبد الرحمن الراشد" الكاتب في صحيفة ال سعود "الشرق الاوسخ" شجعان و معتدلين وقد ادخهلم هذا الكاتب في جوقة "الاعتدال" لكون انهم فقط يوالون "الدولة" التي ترعاهم وتغذيهم باسباب البقاء والاستمرار في مواقعم الدينية ‘ حيث يضيف في جملة لا تخفى على اللبيب مقاصده واهدافه والاجندة التي يتبعها في نهجه الكتابي بقوله: " والمثير ان دائرة النقاش اتسعت ودخلها رجال دين سنة متنورون يشاركون في الجدل لا يترددون في اعلان اعتراضهم والاصرار عليه .. وسعوا بذلك دائة النقاش ‘ بل هم قادة التغيير الفكري" !!
نعم اذا كان اشخاص ممسوخين من امثال الكلباني والعريفي وغيرهم من الذي لديهم فتاوي واضحة وصريحة في تكفير الشيعة واباحة دمائهم ودماء اهل الكتاب من النصاري واليهود ‘ هم في نظر الراشد من "قادة التغيير الفكري" فعلى الانسانية اذن السلام ! حيث مجرد ان افتى ذلك الممسوخ بان "الغناء حلال" اصبح متنورا ! اما ان يفتي بقتل الذين يختلفون معهم في المذهب والدين ويسعون في الارض ارهابا وفسادا باراقة الدماء البريئة فهذا شيئ لم نسمع عنه ولامنه هل هو متنور ام متطرف ؟!
لا نعرف كيف يريد هؤلاء تقييم الافكار والاشخاص والمرجعيات ووضع مقاييس في ذلك ‘ هذا متطرف وذاك معتدل ‘ هذا ارهابي وذاك مسالم ‘ هل عبر "ثدي ارضاع الكبير "! ام عبر "مزمار الكلباني والدبكة التي وضعهاعلى عمامته ؟ ام عبر رقصة الجنادرية لعلماء الوهابية المعروفين عنهم بالهلوسة في تشريع الاحكام وفتاوي التكفير والقتل؟!
نحن نعلم ان الذي قام بتنفيذ وقيادة عملية 11 سبتمبر هو "عطا" كان يرتاد المراقص وكان حسب وصفة عبد الرحمن الجديدة لقادة "التغيير الفكري" الوهابية متنورا ولم يطلق حتى لحاه ! وكان يستمع للاغاني والموسيقى‘ وحتى في عراق ما بعد صدام المقبور لم يتوانى اكثر شيوخ القتل وائمة المساجد وعلماء والوا تنظيم القاعدة في الساحة السنية من ارتكاب ابشع الجرائم واراقة دماء الاف بريئة وهم في الوقت نفسه كانوا يستمتعون بالنساء واللواط والرقص مع العاهرات ! ألم يكشف اليوتوب على صفحاته فضائح الجنسية لقضاة االوهابية وهم يمارسون الجنس ويجبرون النساء على فعل الدعارة معهم ‘ وقد كان قاضي قصيم احدهم و عرف بميله الشديد للنساء وضمهن في جلسات الخلوة الى فخديه !
الاستماع الى الغناء وارضاع الكبير وفتاوي تمس حياة الونسة والجنس هذه الامور لا يمكن ان تكون مقياسا للتطرف والاعتدال مهما حاول بعض الكتاب (( العلمانيين)) فتح منافذ لعودة الرموز المتطرفة الى الواجهة و بالتالي تبراة الدولة التي ترعى الارهاب ومدارس التكفير والتطرف .
https://telegram.me/buratha