.......مالك كريم
الدعوات المستمرة من قبل السيد عمار الحكيم للسياسيين العراقيين بالجلوس حول الطاولة المستديرة فيها أكثر من عبرة وفيها دروس لمن يريد أن يتعلم كيف يكون وطنيا ويفكر بالوطن قبل أن يفكر بمصالحه الضيقة ومعنى ذلك إن الجلوس سوية يقرب وجهات النظر بين المختلفين ويجعل الساسة العراقيين يفكرون بحلول منطقية لمسألة ليست معقدة إلى هذه الدرجة وكما إن الطاولة المستديرة تتيح لمن لديه أفكار لبناء الوطن بطرحها وهو الذي يعتبر من البلدان الجديدة العهد على الديمقراطية وان طرح الافكار واستقاء الاراء وتبادل وجهات النظر مع بقية الكتل يساهم في تسريع عملية تشكيل الحكومة وبالتأكيد سوف تنتج عن هذا الاجتماع حكومة شراكة حقيقة صادقة ومشاركة واسعة كما انه لا يخفى على الجميع ان رئيس الوزراء يجب ان لا يكون حائزا على رضا اعضاء كتلته فقط وينبغي ان يحوز رضا بقية الأطراف لأنه رئيسا لوزراء العراق كل العراق المتعدد الأطياف والقوميات وهذا لا يبرراصرار بعضهم على التمسك بترشيح نفسه في الوقت الذي نجد ان حتى بعض أعضاء كتلته لا يرغبون به وهذا أمر لا نحبذه لانه لا يتلائم مع فكرة الديمقراطية التي ندعو اليها وعلينا ان نعطي للمواطن صورة ناصعة عن التجربة الديمقراطية بعيدا عن التنازع والتجاذبات .الطاولة المستديرة التي دعى اليها السيد عمار الحكيم جوبهت بالرفض من قبل بعض الأطراف المتنازعة والتي على ما يبدو أنها ترفض تحقيق جلسة يتم فيها تبادل الآراء والأحاديث وبالتالي تسهيل امر تشكيل الحكومة وفي الوقت ذاته يسعون الى لقاءات ثنائية منفردة ومنعزلة عن بقية الكتل والاطراف الاخرى والسؤال لماذا هذا وليس ذاك لماذا يلتقون فرادى ولا يلتقون مجموعات وهل هناك اسرار في الامر والغريب هو سبب رفضهم لهذا المشروع الوطني وذريعتهم انها غير مجدية والحكم عليها قبل الانعقاد بالفشل دليل تمسك الأطراف بمشروعها الهدام للديمقراطية وسعيهم للتأخير وعليهم ان يعوا ويكونوا اكثر شجاعة فان الطاولة المستديرة هي طاولة الشجعان وان من يقبل بها فانه في خانة الشجعان ومن يرفضها فعليه ان يجد تبريرا لنفسه .
https://telegram.me/buratha