احمد عبد الرحمن
خلال يومين فقط لااكثر شهدت محافظة الانبار عملين ارهابيين كبيرين ، الاول استهدف رئيس ديوان الوقف السني في المحافظة الشيخ عبد العليم السعدي، اذ استهدفته مجموعة ارهابية وهو في بيته مما تسبب باستشهاده، والعمل الارهابي الثاني استهدف مبنى المحافظة حيث ادى الى استشهاد وجرح عدد من المواطنين والموظفين.تؤشر هذه الاعمال الارهابية الى اكثر من حقيقة، لاسيما وانها وقعت في مدينة كانت قبل اعوام قلائل احد ابرز معاقل الجماعات الارهابية التكفيرية المسلحة، وعاش ابنائها ظروفا حياتية صعبة للغاية في ظل تسلط تلك الجماعات على مصائرهم.من تلك الحقائق الى تؤشرها تلك الاعمال الارهابية، هي ان الجماعات المسلحة -التكفيرية والصدامية-مازالت تحاول جاهدة تخريب البناء المؤسساتي للدولة العراقية، وذلك من خلال استهداف مختلف دوائر الدولة ومفاصلها، وكذلك مازالت تحاول اسكات اصوات الاعتدال سواء في الاوساط الدينية او السياسية او الاجتماعية او الفكرية، ومازالت تعمل جاهدة على ادق اسفين الخلافات والاختلافات، وبث بذور الشقاق بين مختلف مكونات المجتمع العراقي، ومازالت تسعى الى وأد المشروع الديمقراطي الناهض في العراق من بين انقاض وركام عقود من التسلط والديكتاتورية والاستبداد.واذا ما راجعنا فترة الشهور القلائل الماضية منذ الحملات الانتخابية ومابعد الانتخابات البرلمانية في السابع من اذار-مارس الماضي وحتى الان، نجد ان الاعمال الارهابية طالت مؤسسات عديدة في الدولة العراقية لها مساس بواقع المواطن العراقي امنيا او اقتصاديا او خدميا وحياتيا- وطالت شخصيات سياسية ودينية وعسكرية ونخب ثقافية وفكرية جميعها لها دور في بناء الدولة والدفع بالمشروع الديمقراطي الى الامام، وهذا الاستهداف المبرمج والمخطط له يعكس طبيعة وحقيقة الاجندات الارهابية التي راح اصحابها يستغلون الظروف والاوضاع السياسية المرتبكة والمضطربة في البلاد ليمرروا ما يريدون.وهذا يعني ان رسائل الارهابيين الى ابناء الشعب العراقي واضحة ومفهومة الى حد كبير، وهو مايحتم الرد عليها بقوة، والرد الابلغ هنا يكمن في وضع الخلافات والحسابات والمصالح الخاصة جانبا، والتفكير والعمل الجاد لمصلحة البلاد.
https://telegram.me/buratha