عمر عبد الستار
غابت الحكومة عندما غابت المرونة
حركة القوائم الفائزة في الانتخابات وسعيها المتواصل إلى إيجاد صيغة مقبولة من قبل الجميع وبما يحقق المصلحة الوطنية والشراكة الحقيقية واجهته الكثير من العراقيين والمشاكل والتأخيرات وكلما تقدمت خطورة إلى الإمام نرجع لخطوات إلى الخلف والسبب المباشر في ذلك حو حالة التعنت والتصلب الذي ظهر على تصرفات ومواقف اغلب الكتل البرلمانية والشخصيات السياسية الفاعلة وهذا الأمر ليس بخاف على المتابع.
فنجد قائمة مثل العراقية تصرعلى نيل منصب رئيس الوزراء وان تقوم هي بتشكيل الحكومة رغم أنها تعلم جيدا أنها لن تتمكن من نيل الثقة في البرلمان لأنها لن تحصل على العدد المطلوب وهو تصويت 163 نائبا كما وتعلم القائمة العراقية إلى التهديد بمقاطعة البرلمان القادم أو التهديد بتدويل القضية العراقية إذا لم تمنح رئاسة الوزراء متناسين وعودهم الانتخابية السابقة من أنهم يريدون خدمة المواطنين وإيجاد رقابة برلمانية فاعلة على عمل الحكومة.
إما دولة القانون فان موقفهم المتصلب بالتمسك بترشيح المالكي وفرضه على باقي القوائم رغم علمهم بأنه مرفوض من جهات عديدة بل وصل التعنت بالمواقف إلى عدم موافقهم على ترشيح شخصية أخرى كبديل عن المالكي وهذا التصلب ينسحب على مواقف أحزاب مثل الصدريين وشخصيات مثل الجعفري والجلبي فالجميع لا يظهر أي مرونة مما سبب تأخر تشكيل الحكومة كل هذه المدة.
إن السياسة هي فن الممكن وهي تحتاج إلى مرونة وتعاطي ايجابي مع الأمور وتقديم التضحيات لأجل الوطن والمواطن وهو الأمر الذي يحتاجه اليوم الشعب العراقي من كل البرلمانيين الذي أوصلهم إلى بيت الشعب وهو ينتظر منهم المرونة الايجابية للإسراع بتشكيل الحكومة القادمة.
https://telegram.me/buratha