وليد المشرفاوي
إن ما تحقق على صعيد استعادة سيادة البلد وإخراجه من القيود الدولية التي وضعت عليه بسبب السياسات العدوانية لنظام البعث ألصدامي البائد شئ لا يستهان به , وهو مهم للغاية والاهم منه عدم التفريط به ومواصلته وفق منهج عقلاني ومتوازن يراعي حقائق الواقع والمصالح الوطنية العليا , وما تحقق من مكاسب ومنجزات هو في الواقع جاء بفضل تضحيات وجهود مختلف مكونات الشعب العراقي وقواه وشخصياته الوطنية , ولا يمكن لطرف ما الادعاء بان الفضل في ما تحقق يعود له من دون غيره , واليوم ونحن نمر بمرحلة وانعطافة حساسة ومهمة في مسيرة بناء الدولة نواجه تحديا كبيرا جدا يتمثل في كيفية المحافظة على المنجزات المتحققة وعدم التفريط بها إلى جانب مواصلة مسيرة التقدم والسير إلى الأمام لانجاز الاستحقاقات المطلوبة , وهي بلا شك كثيرة وكبيرة , ومنذ سقوط النظام الديكتاتوري والعملية السياسية تسير ضمن هذا النهج ولكنها تعيش صراعا بين القوى المؤمنة بها والتي تناضل من اجل إنجاحها لتكون واقعا ديمقراطيا حضاريا يساعد في تطوير ونمو العراق وشعبه , والرافضة لها والتي تحاول إفشالها والعودة بها إلى الديكتاتورية , إن العمل وفق مشروع الشراكة الوطنية هو روح العملية السياسية.. لذا فهناك قوى تستهدف المشروع الوطني بشكل عدائي لخنق العملية السياسية وإفشال المشروع الوطني ,لذا نطالب الكتل الفائزة بضرورة الإسراع في تجاوز الخلافات والتقليص من سقف مطالبها مع مراعاة حقوق القوائم الخاسرة في الانتخابات , عليها تقديم المصالح الوطنية على الحزبية والمذهبية والعرقية الضيقة وان لا تنسى الكارثة التي ستترتب على انهيار العملية السياسية والعودة إلى النظام الشمولي , نأمل من قيادات العراق وخاصة الكتل الفائزة التنبه إلى خطورة توجهاتهم الأخيرة لأنهم ربما يتغافلون عن أخطائهم القاتلة والشعب يتفرج عليهم وهم ربما لا ينتبهون إلى ذلك كلاعب كرة القدم , فالجميع يتفرج على أدائه دون أن يطلع هو على أخطائه لانهماكه باللعب , انتبهوا أيها الفائزون واجعلوا مصالح الشعب نصب أعينكم ولا تكونوا أنموذجا خطيرا لعشاق السلطة فان الشعب يستذكر جيدا عشاق السلطة السابقين الذين أحالوا البلاد إلى خراب ودمار.
https://telegram.me/buratha