حامد جعغر
ان بلدا شرقيا يعيش في سلة العرب ويبيع نفطه ضمن سلة اوبك في رأيي لا يمكن ابدا أن يتحول بين عشية وضحاها الى بلد يحكم بالطريقة الاوربية الديمقراطية, فالسمكة التي تعيش في مياه البحار المالحة ستموت اذا ما نقلت الى مياه الانهار العذبة والعكس صحيح. في البلدان الشرقية وخصوصا العربانية بني الانسان منذ طفولته على ان يكون دكتاتوريا كل حسب حجمه ومقدرته وبالمقابل ان يكون شرطيا مطيعا لمن فوقه من مدير او رئيس قسم اما للحاكم الدكتاتور فهو مشروع للشهادة وبالروح بالدم نفديك يا بشار او يا صدام وسمعا وطاعة سيدي وكلنا جنود في سبيل رفاهيتك وعبيد لافراد عائلتك.. وان شط انسان لسبب ما عن هذا النهج فهو عميل جاسوس للاجنبي ومتهم بالخيانة العظمى ومصيره ان يعلق في ساحة التحرير ويخرج المواطنون بالالوف لينظروا الى جسد مدلى تحركه الرياح يمينا وشمالا وقد طالت رقبته لثقل الجسد . واذا نظرت الى الشفاه تجدها تبتسم والعيون تتزاحم لتشبع من رؤية هذا المرزوء المسكين والحناجر تهتف بلا شعور بحياة فارس الامة وبطل التحرير القطني. واقول بحق هؤلاء هم الغوغاء وبمثل هؤلاء يشد الحاكم قبضته على الحكم. ولكن ليس كل الناس هكذا بل هناك قلوب تتالم ونفوس تشمئز من مثل هذه المشاهد الاجرامية ولكنها قليلة تروح بالرجلين كما يقول المثل العراقي .
عندما كنت اعمل بالعراق كان الصراع على اشده بين المتنافسين على اتفه المناصب الحكومية , طبعا بين من له ظهر يسنده . يقوم صراع يصل حد التهم السياسية الخطيرة او السرقة او استغلال المنصب في سبيل الحصول على رئاسة قسم في دائرة تافهة او مدير معمل في شركة من عدة معامل . ومثل هذا الصراع طبعا ليس عبثا او في سبيل خدمة المواطن الهالك من الروتين والرشوة او اخلاصا للعمل بل في سبيل مزيد من النهب والنفوذ والسطوة واشباع النفس المريضة بالتسلط على الاخرين واستعبادهم . هذه هي التربية العامة لسكان العالم الثالث وبالاخص الوطن العرباني المتصحر.
سالت نفسي اذا كان الناس في بلداننا يتصارعون بكل هذه الوحشية في سبيل مناصب تافهة فما بالك لو كان المنصب رأيس وزراء في بلد مثل عراق اليوم او منصب الحاكم المطلق المدلل..!! كيف تريدون من دولة الرئيس ان يتنازل عن دولته فيصبح قرية ومن احسن من من , والجميع يسيل لعابهم في سبيل اللغف والرفاهية لهم ولعوائلهم وليذهب الناس للجحيم. ولذلك لا نرى اليوم لحكومات العراق اي برنامج عمل لاصلاح ما يمكن اصلاحه واعادة الحياة للمصانع الكبيرة المتوقفة عن العمل والتخطيك العلمي لتوفير الكهرباء والماء وفرص العمل الكريمة للمتخرجين الشباب وبناء دولة قوية تستطيع الوقوف شامخة بين الدول المتحضرة بعد لملمة العراق المتشرذم ..
لذلك لا بد من تشكيل مجلس لقيادة العراق في الوقت الراهن بدلا من الفرد الزعيم تسوية للنزاع, يتكون من كل المتنازعين السياسيين ويكون لكل فرد في المجلس نفس الامتيازات والنفوذ وان يتفقوا على كيفية اتخاذ القرار. هذا ما اراه حلا مناسبا في هذا الوقت الصعب, حيث العراقي يلتهب في حر صيف ملتهب , لصالح العراق وسكان العراق خصوصا من الفقراء والمرضى الذين لا يمتلكون دانقا ليتعالجوا به في المستشفيات الاهلية الجشعة مع غياب الطب الوطني المجاني , واليتامى والارامل والشيوخ .
حامد جعغرصوت الحرية
https://telegram.me/buratha