المقالات

امثل حل مجلس قيادة

1177 23:50:00 2010-07-04

حامد جعغر

ان بلدا شرقيا يعيش في سلة العرب ويبيع نفطه ضمن سلة اوبك في رأيي لا يمكن ابدا أن يتحول بين عشية وضحاها الى بلد يحكم بالطريقة الاوربية الديمقراطية, فالسمكة التي تعيش في مياه البحار المالحة ستموت اذا ما نقلت الى مياه الانهار العذبة والعكس صحيح. في البلدان الشرقية وخصوصا العربانية بني الانسان منذ طفولته على ان يكون دكتاتوريا كل حسب حجمه ومقدرته وبالمقابل ان يكون شرطيا مطيعا لمن فوقه من مدير او رئيس قسم اما للحاكم الدكتاتور فهو مشروع للشهادة وبالروح بالدم نفديك يا بشار او يا صدام وسمعا وطاعة سيدي وكلنا جنود في سبيل رفاهيتك وعبيد لافراد عائلتك.. وان شط انسان لسبب ما عن هذا النهج فهو عميل جاسوس للاجنبي ومتهم بالخيانة العظمى ومصيره ان يعلق في ساحة التحرير ويخرج المواطنون بالالوف لينظروا الى جسد مدلى تحركه الرياح يمينا وشمالا وقد طالت رقبته لثقل الجسد . واذا نظرت الى الشفاه تجدها تبتسم والعيون تتزاحم لتشبع من رؤية هذا المرزوء المسكين والحناجر تهتف بلا شعور بحياة فارس الامة وبطل التحرير القطني. واقول بحق هؤلاء هم الغوغاء وبمثل هؤلاء يشد الحاكم قبضته على الحكم. ولكن ليس كل الناس هكذا بل هناك قلوب تتالم ونفوس تشمئز من مثل هذه المشاهد الاجرامية ولكنها قليلة تروح بالرجلين كما يقول المثل العراقي .

عندما كنت اعمل بالعراق كان الصراع على اشده بين المتنافسين على اتفه المناصب الحكومية , طبعا بين من له ظهر يسنده . يقوم صراع يصل حد التهم السياسية الخطيرة او السرقة او استغلال المنصب في سبيل الحصول على رئاسة قسم في دائرة تافهة او مدير معمل في شركة من عدة معامل . ومثل هذا الصراع طبعا ليس عبثا او في سبيل خدمة المواطن الهالك من الروتين والرشوة او اخلاصا للعمل بل في سبيل مزيد من النهب والنفوذ والسطوة واشباع النفس المريضة بالتسلط على الاخرين واستعبادهم . هذه هي التربية العامة لسكان العالم الثالث وبالاخص الوطن العرباني المتصحر.

سالت نفسي اذا كان الناس في بلداننا يتصارعون بكل هذه الوحشية في سبيل مناصب تافهة فما بالك لو كان المنصب رأيس وزراء في بلد مثل عراق اليوم او منصب الحاكم المطلق المدلل..!! كيف تريدون من دولة الرئيس ان يتنازل عن دولته فيصبح قرية ومن احسن من من , والجميع يسيل لعابهم في سبيل اللغف والرفاهية لهم ولعوائلهم وليذهب الناس للجحيم. ولذلك لا نرى اليوم لحكومات العراق اي برنامج عمل لاصلاح ما يمكن اصلاحه واعادة الحياة للمصانع الكبيرة المتوقفة عن العمل والتخطيك العلمي لتوفير الكهرباء والماء وفرص العمل الكريمة للمتخرجين الشباب وبناء دولة قوية تستطيع الوقوف شامخة بين الدول المتحضرة بعد لملمة العراق المتشرذم ..

لذلك لا بد من تشكيل مجلس لقيادة العراق في الوقت الراهن بدلا من الفرد الزعيم تسوية للنزاع, يتكون من كل المتنازعين السياسيين ويكون لكل فرد في المجلس نفس الامتيازات والنفوذ وان يتفقوا على كيفية اتخاذ القرار. هذا ما اراه حلا مناسبا في هذا الوقت الصعب, حيث العراقي يلتهب في حر صيف ملتهب , لصالح العراق وسكان العراق خصوصا من الفقراء والمرضى الذين لا يمتلكون دانقا ليتعالجوا به في المستشفيات الاهلية الجشعة مع غياب الطب الوطني المجاني , واليتامى والارامل والشيوخ .

حامد جعغرصوت الحرية

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
محمد ابو النواعير
2010-07-05
اذا رجعنا الى بداية المقالة وجدنا كاتبنا الكريم يدخل الى الموضوع بشكل علمي صحيح ومقبول , خاصة حين يحدد اهم مشكلة في شخصية الفرد , الا وهي افتقاره التربوي على حب بعض المفاهيم , منها : حب الوطن , حب الناس , حب الدين , حب الحق , حب مساعدة المظلومين , واهم مفردة ايضا : الايثار في سبيل المصلحة العامة ( والتي ولله الحمد مفقودة في الشعب العراقي , وبالاخص لدى الانسان العشائري , بشكل كامل ) . ولكني تفاجئت من السيد العزيز كاتب المقال ان اوجد الحل , بايجاد مجلس قيادة , والمضحك العجيب في هذا الرأي , هو السؤال الذي ينزل الى ساحة الفكر وبقوة , : من سوف يكون في مجلس القيادة هذا ؟ , هل هم اناس من خارج العالم الثالث ( كما وصفهم الكاتب ) ؟ , أم أنهم من مجتمعك العراقي العشائري الذي لم يربي ابنائه يوما على أي احترام لأي ثوابت وطنية او دينية او علمية او او او ... ألخ , وطبعا لا يفوتنا ان نذكر ان ابناء مجلس القيادة المزمع تشكيله سوف يكونون من نفس القطيع الذي ذكرناه أعلاه , فما رأيك وما رأي القراء الكرام ؟ , ماذا ستكون النتيجة ؟ وشكرا
حميد عبد الحميد
2010-07-05
الحل الامثل في العراق هو العمل لمدة 20 عاما على ان يكون منصب رئيس الوزراء لدورة واحدة فقط ولا يحق له التجديد لأي سبب كان ؟!!!
حامد جعفر
2010-07-05
اخي احمد انني لم انس كلمة الثورة ولو كان يمكن اضافتها لاضفتها ليس لاني اومن بها ولا لاني اريد وضعنا اليوم يصبح كالامس المظلم ولكن تهكما بسياسيي العهد الجديد الذين ظننا فيهم الخلاص ولو قرات المقال جيدا لفهمت المراد. شكرا
ليلى العبيدي
2010-07-05
الى المعلق احمد الاستاذ حامد مشهود له بكتاباته الوطنية ومبدأيته وكرهه للبعث والبعثيين حتى ان جماعة عدنان الدليمي اغتالت استاذ جامعي اسمه حامد جعفر ظنا منهم انه كاتبنا القدير اظن انك لم تقرا المقال وعلقت على العنوان والكاتب يقصد مجلس قيادة من كل المشاركين بالعملية السياسية يقود البلد حتى تمشي الامور .. فاختر من الفاظك الجميل ولاتتهم دون علم وفهم ولاقراءة .. تحية تقدير للاستاذ حامد جعفر
احمد
2010-07-05
أعتقد أنك نسيت كلمة واحدة لعنوانك,وهي (ثورة)ليصبح بوضوح(مجلس قيادة الثورة)لأنك وأمثالك تحنون للايام الخوالي..حتى لو تسميتم بغير اسمائكم,او كتبتم في غير صحفكم,أو نشر لكم مثل براثا.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك