بقلم: عبد الرزاق السلطاني
إن التجاذب السياسي والمفاهيمي القائم على الساحة العراقية يوحي بالرفض غير المبرر لكل المفاهيم الوطنية فلابد من تصويب وترشيد الأداء الحكومي في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها مفاصل الدولة وضعف الخدمات يعد نتاجا طبيعيا لما ذكر، فقد بات لزاماً تسريع تشكيل الحكومة المعطلة فلازال التشابك والغموض واضحا في الرؤية الحقيقية للتجربة الديمقراطية العراقية، إذ إن موقع رئاسة الوزراء هي قضية أساسية وطالما تعاملت معها تيار شهيد المحراب بمرونة كبيرة وأكدنا إن تصلب الأطراف أمر غير صحي، فنحن قريبون من الجميع في تأسيس حكومة شراكة وطنية ونعتقد ليس من مصلحة العراق إن يكسر أو يهمش احد، فإن حضور أكثر من مرشح إلى الساحة الوطنية يعد امرأ طبيعيا وبالتالي يفرز من يحظى بمقبولية الجميع فلا يمكن فرض شخص محدد على الآخرين، وعليه فان الطاولة المستديرة هي طاولة الشجعان ونحن بحاجة إلى شخصيات تلتزم الشجاعة في نكران الذات والشجاعة في الحوار وقبول الرأي الآخر وتغليب المصالح الوطنية العامة، فضلا عن كونها تمثل مدخلا مهما لتوحيد الرؤيا في البرنامج الذي يعتمد من الحكومة للسنوات الأربع القادمة ومثل هذه الملفات الساخنة والمعقدة تحتاج إلى توافق وطني وتعالج ضمن سلة واحدة. نحن منفتحون على كل الخيارات ونأمل من كافة القوى الوطنية إن لا تدع مجالا للتجاذبات أو التدخلات الأجنبية والإصرار على مرشح بعينه هو ترسيخ لشخصنة الموقع إذ يجب إن يتحلى الجميع بالمسؤولية أو الشجاعة في اتخاذ مواقف مرنة في هذا الإطار، وليس خافيا إن كثيرا من الدول لها وجهة نظر في الواقع العراقي ولها مصالح وفق منظورها ولكننا ننطلق من المصلحة الوطنية العراقية ومن تقديرنا للموقف الوطني فلن نسمح لأي تجاذب دولي خارجي يكون على حساب المصلحة الوطنية وعلى حساب أبناء شعبنا والقرار ينبغي إن عراقيا أولا وأخيرا.
https://telegram.me/buratha