عباس المرياني
ليس هذا ما اعتقده جازما على اقل تقدير في الوقت الراهن لكنها مكابرة قد تتلاشى مع اصرار الكتل الفائزة على التمكسك بمواقفها وسقوف مطالبها العليا ونفاذ الوقت منها وانتهاء المدد القانونية المحددة لها لتشكيل الرئاسات الثلاثة وتلاشي صبر الاصدقاء ومن يهمهم الامر خاصة ابناء العم سام.. والشيء المحير والمحبط في ان واحد هو ان الشارع العراقي دون مثقفيه واعلامييه وسياسييه بمجرد سماعه وصول الثعلب بايدن الى بغداد قال انه جاء للضغط على الاطراف المتنافسة من اجل انهاء ملف تشكيل الحكومة العراقية وتوزيع استحقاقات المرحلة القادمة وفق مفهوم العدالة الامريكية التي صبرت بما فيه الكفاية على دلال واستهتار بعض الذين يعتقدون بان الامر من بعد ومن قبل بيدهم وان كل ما يثيره المغرضون عن القوى الخارقة رجما بالغيب وخيال ولى مع تاريخه في يوم تسليم السيادة الاغر؟؟وسواء صحت توقعات جمهور الشارع العراقي المتلهف الى توفير الخدمات والامن والاشغال والسكن والرزق والتبريد حتى ولو كان بمقدار مبردة واحدة لكل عائلة مكونة من عشرين نفر وتمكن العم بايدن من اجبار الجميع والجلوس الى طاولة المفاوضات الجدية لغرض الوصول الى نتائج مرضية تحفظ بعض ماء الوجه لقوم يجهلون او انه يحمل معه الوصفة السحرية لقتل الرغبات المتسلطة في نفوس البعض ومنحها الى طرف اخر ... في حال اي خيار يفكك ازمة تشكيل الحكومة المستعصية عقب زيارة بايدن يكون حقا على السياسيين الاعتراف بفشلهم بسبب حبهم للتسلط خاصة اولئك الذين راهنوا على قتل الوقت بتمسكهم بسقوف مطالب عليا ورفضوا الجلوس الى الطاولة المستديرة واعتبروها عمل غير مجدي.وقد يكون من سوء حظ الكثير من السياسيين ان تاتي زيارة بايدن في هذا الوقت العصيب والذي تلفظ فيه المدة القانونية انفاسها من اجل تشكيل الحكومة العراقية المستعصية بعد ما افرزته نتائج الانتخابات من تقارب بين الكتل الفائزة والتي عقدت المشهد السياسي العراقي لان اي حسم يتحقق في الايام القادمة يعتبر نجاحا للدبلوماسية الامريكية وقوتها على الارض وفشلا ذريعا للتجربة الديمقراطية العراقية الفتية القاصرة ومن يقودها والتي لا زالت تعتمد على صولجان الاخرين من اجل النهوض باعبائها.وقد يكون الواقع الفعلي لزيارة الرجل الاشقر الودود توافقي وتقريبي وبعيد كل البعد عن الصبغة التي يريد البعض توصيفه بها من كونه يحمل حلولا جاهزة لا تقبل النقاش او الرفض او الاعتراض.مهما يكن من امر فان اثر زيارة نائب الرئيس الامريكي في هذه المرحلة سلبي بكل تاكيد على العملية السياسية المتعثرة وعلى قادة الكتل السياسية المتصارعة وسيكون عامل اثارة وتشكيك لكثير من الذين راهنون على فشل العملية السياسية في العراق وفشل القياداة العراقية في تجاوز هموم المرحلة الحالية وامكانية النهوض بمتطلبات التجربة الديمقراطية.
https://telegram.me/buratha