بقلم .. رضا السيد
من خلال تأريخ العراق الطويل مر شعبه بفترات قاسية عانى من خلالها ما لم يعاني شعب او امة على مر الزمان . فتعاقب الحكومات التي حكمت العراق كانت سببا مباشرا في معاناة غالبية أبناءه والتي تنوعت ما بين قتل وتهميش وإقصاء وتهجير وغيرها من مظاهر العنف والظلم . لقد لعبت السياسات المنحرفة لأغلب الذين سلطوا على رقاب الناس في العراق ــ لعبت ــ دورا بارزا في تقسيم الشعب العراقي وفق عدة مسميات فمرة يكون الظلم وفق أسس مذهبية فترى هؤلاء الحكام يضربون على الوتر الطائفي ليقربوا طائفة على حساب اخرى وبالتالي تكون زمام الأمور بيد الطائفة المقربة للحاكم ، ومرة أخرى على أساس عرقي ، فقد حاول بعض الحكام تفريق اللحمة العراقية من خلال الدعوة الى ان بعض الطوائف العراقية ليست ذات عرق عربي وأنها جاءت عبر أعراق غريبة كما كان يدعي الطاغية المقبور عن شيعة أهل العراق ..؟ ومرة أخرى يكون الظلم على أساس قومي ، فقد حاول هؤلاء الحكام ان يجعلوا من القومية طريقا قذرا للوصول الى ما يريدون وبالتالي ذهب الآلاف ضحية هذه المسميات ، لقد حاول الطغاة عبر جميع العصور محو الشخصية العراقية وزرع الفتن الطائفية بين أبناء الوطن الواحد حتى يمزقوا جسد هذا الشعب لتحقيق مآرب خبيثة لا تنفع إلا أعداء الإنسان العراقي والغريب في الأمر إن اغلب ما وقع من ظلم على العراقيين كان من العراقيين أنفسهم ..؟ فقد ظلم العراقيون بعضهم بعضا وسمحوا للغريب بأن يؤجج ويضرم نيران التفرقة العنصرية ، وها هو الشعب العراقي بعد سقوط اعتى طاغية في هذا العصر وانتصار الإرادة الحرة لابناءه ، ها هو اليوم يتعرض للظلم الذي لم يكن من أعداء العراق فقط بل من أبناء العراق ومن الذين اختارهم العراقيون أنفسهم ليدفعوا عنهم الظلم .
https://telegram.me/buratha