سعد البصري
في العراق الان يُمارس العراقيون حياتهم ، والمفروض انها حياة طبيعية يؤدون واجباتهم تجاه وطنهم وحكومتهم ويأخذون حقوقهم الشرعية التي كفلها لهم الدستور العراقي ، كما كفلتها لهم القوانين الالهية . ولكن ما يجري الان هو نشاط من جانب واحد..؟ فالمواطن على حاله يخرج في الصباح لاداء واجبه الشرعي والوطني تجاه عائلته ووطنه ويرجع في المساء بعد انتهاء هذا الواجب وهو منهك ، وقد يتنوع هذا الواجب بنوعية عمل الانسان فهناك من يعمل بالقطاع الحكومي واخر يعمل في القطاع الخاص ، وعلى العموم فالاثنان يقدمان خدمة للوطن والمواطن ، ولكن هل ان الطرف الثاني يفي بالتزاماته تجاه هذا المواطن ..؟ وهل ان حقوق المواطن متوفرة للحد الذي يمكن للمواطن ان يكون مرتاحا ويحس ان ما له من حقوق تصل اليه وعبر قنواتها الطبيعية ...؟ في الوقت الحاضر هذا الكلام غير وارد ، فالحكومة مشغولة بشئ اهم من المواطن الا وهو كيفية البقاء في السلطة والمحافظة على الكراسي والحفاظ على المكتسبات الشخصية والحزبية اما المواطن فينطبق عليه المثل الشعبي ( بين حانة ومانة ضاعت لحانه ) اي ان بين تشكيل الحكومة الذي بات يمثل حلم من احلام المواطن وبين انعدام الخدمات وعدم توفير الحد الادنى منها للمواطن صار المواطن في معزل كبير عن السياسيين الذي كان هو السبب في وصولهم الى ما هم عليه..! فالانشغال بشكل الحكومة القادمة ونوعيتها ومن سيتم تسميته كرئيس للوزراء ومن سيأخذ الوزارة الفلانية ولمن سيكون المنصب الفلاني هو الشغل الشاغل للاخوة السياسيين في الحكومة العراقية ..؟ اما الشعب فهو يعيش منعزلا ينتظر ما سوف تتمخض اليه الامور ، اما الان فالوعود التي تطلقها الحكومة كفيلة لإسكات الشعب الذي سمع نفس هذه الوعود قبل اوقات متفاوتة ولم يطبق منها شيئ .
https://telegram.me/buratha