سعد البصري
ان ما يدور الان في العراق من غياب واضح للدور الأمني وما يرافقه من غياب دستوري جعل حمى جنون الذهب تأخذ المرتبة الثانية في مسلسل الأحداث في العراق بعد معضلة اختيار رئيس الوزراء الجديد وبالتالي الإسراع بتشكيل الحكومة . فمسالة ( جنون الذهب ) أو حسب ما ارتأيت ان اسميها هي متوافقة مع المرض الذي يسمى ( جنون البقر ) الذي انتشر انتشارا كبيرا مما سبب تخلخلا بنسب متفاوتة بالاقتصاد العالمي ، أما جنون الذهب فانتشاره طغى على العراق فقط ..؟ والظاهر ان الذهب في العراق له قيمة أعلى من غيره من البلدان أو ان طريقة الحصول عليه صارت سهلة جدا بسبب ما ذكرناه من الغياب التام للأمن الذي صار دعاية لا أكثر ، فبعد عملية السطو المسلح على محال الذهب في البياع وكذلك سوق البصرة وما حدث من عمليات سطو مسلح على المصارف الحكومية والأهلية جاء الدور من جديد على مجمع الذهب في مدينة الفلوجة .. فقد قام مسلحون ( مجهولون ..؟ ) بعملية سطو على محال لبيع الذهب في منطقة النزيزة وسط مدينة الفلوجة . وتمكنوا من سرقة الذهب والأموال من ثلاث محال . وهنا يتكرر نفس السيناريو .. فبعد ان تمكنوا من السرقة ومحاولتهم الهرب اشتبكوا مع أصحاب المحلات مما أسفر عن مقتل ثلاثة وجرح اثنين . الملاحظ من هذه العملية ان أسلوب تنفيذ السطو على مجمع الفلوجة يكاد يكون هو نفس الأسلوب الذي وقع في بغداد والبصرة والواضح من طريقة عملية السطو ان المهاجمين ينتمون إلى جهة واحدة وقد يكون لها ارتباط بعصابات المافية العالمية وفي الوقت الذي تعلق الجهات الأمنية مثل هذه الحوادث على شماعة تنظيم القاعدة الإرهابي الذي ثبت في الآونة الأخيرة إفلاسه وبحثه عن مصادر جديدة للتمويل . لابد من الالتفات إلى ان القوات الأمنية أصبحت عاجزة عن الحد أو السيطرة على مثل هكذا انتهاكات وجرائم وهذه القوات التي لابد ان تكون ملزمة بتوفير الأمن للمواطن وإلا ما نفعها ..؟ أم ان جنون الذهب أصاب المتعاونين من القوات الأمنية مع العصابات .
https://telegram.me/buratha