محمد هاشم الشيخ
المظاهرات التي انطلقت من مدينة البصرة احتجاجا على سوء الخدمة الكهربائية والتي امتدت إلى أكثر من محافظة عراقية وكانت الأولى بعد سقوط الدكتاتورية واعتماد الديمقراطية في العراق الجديد حيث لم يسبق إن خرجت تظاهرة سابقا ضد الحكومة المركزية وبهذا العدد من المحافظات وبمطالب شبه موحدة حيث كنا نشاهد في السابق مظاهرات ضد الحكومات المحلية في المحافظات ذات مطالب خاصة بأبناء المحافظة سرعان ما تنتهي بتحقيق المطالب أو بوعود للتهدئة.إما المظاهرات الأخيرة والتي أرغمت الحكومة على إقالة وزير الكهرباء أو دفعه إلى تقديم استقالته بصيغة معينة ظهر قسم منها من دفاع رئيس الوزراء عن الوزير ثم تكريمه من الوزير البديل وإلقاء اللوم على مؤسسات الوزراء في الفشل بتقديم الخدمات ثم الإعلان عن قطع الكهرباء عن المنطقة الخضراء والمواقع الخاصة وتحويلها إلى حصة المواطنين في محاولة لامتصاص الغضب الجماهيري. رما نجحت الحكومة في امتصاص الفورة الجماهيرية واستطاعت من تهدئة الغاضبين ولكن الأمر المؤكد إن حالة التظاهرات المتتالية والمتتابعة في عدد كبير من المحافظات وبذات المطالب وبنفس الشعارات والأهداف هي رسالة إلى كل الحكومات القادمة محلية كانت أم مركزية وهي إن الشعب لم يعد يقبل الوعود غير الصادقة ولم يعد يحتمل الأخطاء والإهمال وإلا أبالية والسلبية في الإدارة وان الشعب أيقف اليوم انه كما زحف في الانتخابات وأوصل المسؤولين إلى كراسيهم فانه قاد على الزحف ثانية لإزاحتهم عن تلك الكراسي فهل وصلت الرسالة إلى المسؤولين؟؟
https://telegram.me/buratha