المقالات

المرجعية الشيعية تقهر الوهابية الصهيونية والاحزاب الميكافيلية

1083 19:29:00 2010-06-30

د.طالب الصراف لندن

المرجعية الشيعية تقهر الوهابية الصهيونية والاحزاب الميكافيلية

لقد كشفت الاحداث الاخيرة في العراق ان جماهير المرجعية هي وحدها تقرر مستقبل الاكثرية المشرق في العراق معتمدة على توجيهات مرجعيتها الحكيمة, فان كان هنالك من يريد ان يستخدم ضغوطا, او تحاك مؤامرات فسيدفع المتآمرون الثمن باهضا وعليهم ان يتوخوا الحذر من اللعب بالنار. وهذا التعلق والتماسك ما بين المرجعية السمحاء وجماهيرها هو نفس التعلق والتماسك ما بين ابناء الشعب الايراني ومرجعيته ايام الامام الخميني وفي الوقت الحاضر, الا ان الفارق بين ما هو في العراق وايران هو في الشكل لابالمضمون, فان قُبلت ولاية الفقيه في ايران اوعدمها في اماكن اخرى فالنتيجة واحدة في يومنا هذا, ومن يرى ان هنالك فارق فهو لايرقى الى التحليلات والتطورات السياسية والاجتماعية الحديثة والمفروضة على الساحة الشيعية اينما وجدت كأمر واقع يختلف عن الفترة التي طرحت فيها نظرية ولاية الفقيه سواء في ايام الامام النائيني او قبلها اوبعدها, فيجب ان يؤخذ بالحسبان عامل الزمن والتغيرات الموضوعية كحدوث الثورة الايرانية وسقوط نظام الديكتاتورية في العراق والنصر في جنوب لبنان وهزيمة جيش السعودية ومن حالفه امام الحوثيين جنود الله وصمود ابناء غزة, وكذلك ثورة الانترنت والموبايل والستلايت, وكون العالم اصبح قرية صغيرة, وهيمنة وسائل الاعلام العالمية والمتصلة بعضها ببعض عن طريق المواقع الخبرية والايميل وكل وسائل الثورة الاعلامية. فعلى سبيل المثال ان الذي يجري في الجمهورية الاسلامية بما نراه من علاقة هدفها المصلحة العامة بين المرشد الاعلى ورئيس الجمهورية لا يرى المراقب فيه أي فارق في الاسلوب او النهج الديمقراطي في ايران نفسها وبقية الانظمة الديمقراطية العالمية المتقدمة. وعلى صعيد العراق فان الاستشارة ما بين المسؤولين السياسيين العراقيين والمرجعية في النجف الاشرف نراه اليوم في العراق اوسع مما هو في ايران خصوصا ما بين الرئاسات العراقية الثلاثة والمرجعية في النجف الاشرف التي لم تحدث ازمة الا وسمعت ان مسؤولا من هذه الرئاسات يزور احد المراجع العظام, بل تجاوز الامر هذا, اذ ان المسؤولين الاجانب الذين يمثلون حكوماتهم او التابعيين لمنظمة هيئة الامم المتحدة او الجامعة العربية اصبح لابد لهم من زيارة النجف الاشرف للالتقاء باحد المراجع الدينية, وخاصة بزعيم حوزتها الامام المفدى اية الله العظمى السيد علي السيستاني ادامه الله للعراق والامة الاسلامية.

ان الحقيقة ظاهرة وواضحة لمن يريد ان يتابع ويتفحص بدقة عما يسير من تطور سياسي في العراق سواء كان عراقيا او من الدول الاخرى, فان الواقع الحقيقي لا التصوري -الذي يعتمد على الخيال والاحلام -يدرك ان كلمة المرجعية العادلة الحكيمة واحكامها السليمة الحليمة ستكون كلمة الفصل في اصلاح التخبط السياسي والفوضى الغير اخلاقية بل (الخلاقة للفوضى والفساد بعينهما). والحقيقة ظاهرة وواضحة لمن يتابع سلوك الكتل والاحزاب التي تتهالك على الحكم وتستأثر بالسلطة, هذا السلوك الذي اصبح مكشوفا وفاشلا وخاصة بسبب تعدد القيادات السياسية التي تقود الاكثرية الى المجهول والضياع نتيجة لتدخل قوى الاحتلال والمال السعودي الوهابي الذي وظّف تحت تصرفات المخابرات الصهيونية لوضع الخطط والبرامج لتمزيق وحدة العراق وتهديم امال الوحدة الاسلامية. ومن هنا امتدت اذرع الاخطبوط الوهابي الصهيوني بشراء الضمائر الفاسدة ليعض المنتمين للاحزاب والكتل بل حتى مسؤولين واعضاء بالبرلمان العراقي وتزويدها بالدولار وبالسلاح لسفك دماء ابناء العراق. لقد بدأت اذرع هذا الاخطبوط الصهيوني الوهابي تتقطع منذ انتصار ابطال جنوب لبنان على التحالف الصهيوني الوهابي ثم تلاه نصر اخر في غزة البطلة فكان اول نصر لابناء فلسطين ثم تلاه نصر الابطال الحوثيين الذين الحقوا اكبر هزيمة بالجيش السعودي الهش ,المتخاذل, والمهزوم, والذي ترك اسلحته ومعداته بل حتى جثث جندرمة الوهابية منهزما شر هزيمة ومتلقنا درسا لن ينساه اكثر من قساوة ومرارة هزيمة حليفته الصهيونية في جنوب لبنان وغزة, وسوف تلحق هذا الحلف المتآمرعلى الاسلام والمسلمين الهزائم تلو الهزائم بأذن الله على ايدي المؤمنين, ورويدا يسفر الظلام:"وكان حقا علينا نصرالمؤمنين".لقد اتعبت الاحزاب العراقية النفعية (البراكماتية السياسية) المرتبطة بملك وامراء السعودية الصهيونية وقوى الاحتلال المجتمع العراقي وارهقته نفسيا وصحيا وماديا بل وافرغته سلوكيا وعلميا؛ سلوكيا وهذا واضح للجمع الا وهو الفساد الاداري والمالي الذي طال الرئاسات السيادية الثلاثة, وعلميا لفقدان وسائل التطور العلمية والتكنولوجية في جامعات العراق ومؤسساته العلمية الاخرى, وبالاضافة الى هذا هومحاربة الكفاءات العلمية من قبل وزارة التعليم العالي الطائفية بكل ماللكلمة من معنى حيث اصدر وزيرها العجيلي والمنتهية سلطته الفاسدة المتهرءة كغيرها من اغلب الوزارات امرا وزاريا لاينمو الا عن حقد وكراهية, ولاستغلاله للمنصب وضعف لسلطة رئيس الوزراء اعفى فيه خيرة الاساتذة والعمداء من الشيعة والذين يتعاطفون معهم. وحين تنقل شكوى الناس الى رئيس وزراء سابق الذي يحاول بكل ميكافيليته العودة ثانية لتسنم رئاسة الوزارة عن تصرفات وزيرالتعليم العالي الطائفية العنصرية يكون الجواب "انه صديقي وقد زرته وزارني قبل ايام" وكأن المناصب الوزارية نوادي ومقاهي لاقامة العلاقات والحفلات بين اعضاءها والناس تسفك دماؤها في شوارع بغداد بغير حق, وازلام صدام الوهابيين التكفريين الذين يزدادون يوما بعد يوم في تسنم زمام الامور والهيمنة على المواقع المركزية في اغلب مرافق الدولة الحيوية, وهذا نتيجة للاهمال والتقصير ولجهل القائمين على امور الناس السياسية والاستئثار في السلطة الذي انغمس فيه الحكام الجدد. فكان الناس يتوقعون منهم الاستقامة والعدل في البلاد بعد الدكتاتورية والاجرام؛ يتوقعون من رئيس السلطة التنفيذية الجديدة ان يختار افضل الرعية من اصحاب الكفاءات (المخلصين) ممن لايتمادون في الزلات والفساد وممن لاتشرف انفسهم على طمع, وممن لا يتمثلون باساليب الجبابرة الذين سبقوهم كصدام ويزيد وكسرى وقيصر وفرعون وتبع وحمبر,واذا انتم تقولون ما لاتفعلون وانشغلتم بجمع المال الحرام وما فائدة جمع المال على المال وتشيد البيوت والعمارات من قوت ابناء الشعب المستضعف, فبهذا العمل قد خسرتم الدنيا والاخرة وسيرفضكم الشعب لما خذلتموه.ان حديث الشارع اليوم هو عن ان المناصب وزعت على اساس المحاباة والاثرة وكان الواجب على من اتخذ الاحزاب الاسلامية والاسلام طريقا له لاستلام السلطة ان لا يزدهيه اطراء ولا يستميله اغراء والمؤسف حقا ان هؤلاء طلاب السياسة الذين كانوا يدّعون الوصاية على الاسلام ومثله العليا, وكانوا يحاولون ان يجعلون الدين الاسلامي يسيرا في ايديهم من خلال استغلال المناسبات الدينية اذ نراهم اليوم يطلبون به الدنيا والهوى, فكم من فضيحة يندأ لها الجبين قد ارتكبت من قبل اعضاء الاحزاب الاسلامية شيعية او سنية, وهنا لابد من الاطراء والثناء على قرار الامام الخميني رحمه الله حين اعلن الحضرعلى الاحزاب ونبذها ليجعل نهاية للفساد والطمع والجشع والمحسوبيات. ونتيجة لفساد الاحزاب هذا اصبح للقريب وللادنى حصة الاسد وبقي البعيد والاقصى يتضور الجوع والحرمان, وقد شغل البطر المسؤولين عن المحرومين اذ نرى هذا القطاع المحروم من ابناء الشعب العراقي على شاشات التلفزة وهم يشكون من الاهمال والفقر والمرض في بلد يشار اليه كاغنى بلد في العالم, ومن لايقول ان العراق هو واحد من اثرى بلدان العالم! هذا صحيح ويمكن مشاهدة هذا الثراء منعكسا على الاعم الاغلب من الذين ارتبطوا بعجلة السلطة منذ سقوط الدكتاتورية, واصبح هذا حديث الناس بذكر ثروات اعضاء المافيات الجدد التي خططت لها مخابرات الاحتلال والسعودية الصهيونية لتجعلها سلوكا ووسيلة لتخريب العراق وضياعه من اجل ان يصبح اللجوء الى دولة الاحتلال ومناشدتها في طلب المساعدة وتمديد البقاء في العراق امرا مبررا. والحقبقة انه لايخفى على أي عراقي بان المنصب الرئاسي لمجلس الوزراء هو قد حصص للاكثرية المطلقة حسب نظرية (المحاصصة) التي لايزال البعض يناضل من اجل الابقاء عليها واستمراها وخاصة قادة الاحزاب السياسية التي اثبتت فشلها في ادارة دفة الحكم في العراق ولكنها نجحت في توزيع الحصص والمغانم فيما بينها وبين منتسبيها. واذا تقرر ان حصة الاكثرية الساحقة المسحوقة ليست حصة أي حزب او كتلة سياسية ولا ارث اكتسبه فلان او فلان الذي اصبح يطلق عليه رئيسا للوزراء, فمن المؤسف ان الشخص الذي يتسنم هذا المنصب منذ سقوط النظام الدكتاتوري الى يومنا هذا لم يؤتى به لكفاءته ولا لامتداد واتساع تشكيلات قاعدة حزبه او كتلته بين صفوف الجماهير بل لان القدر المعروف حالفه وحالف كتلته لكي يدعي انه يمثل الاكثرية التي هجرها من خلال تصرفاته بل ان بعضهم قد تبرأ من مركزه كقائد للحزب الذي كون شخصيته السياسية. فكيف تطمأن الاكثرية بمثل هذا النوع من القيادات التي تتهالك على المناصب الوظيفية لتصبح قيمة على مستقبلها واجيال ابناءها, وبالاضافة الى ذلك فقد تصعرت خددودهم على الناس ولم يتفقدوا محتاجا بل ان المحتاج يصل الى مكاتبهم بشق الانفس ولم يحظى حتى بمقابلة, وهذه الشريحة الاكبر والاكثر من ابناء العراق احوج من غيرهم الى الانصاف ومن بينهم العجزة واليتامى والارامل والمساكين والفقراء واصحاب الامراض المزمنة التي تفشت في العراق نتيجة للحروب واستعمال الاسلحة الكيمياوية, واما مآساة المهجرين هي الاخرى التي لم تنال الا الاهمال.

واذا اردنا التعرض لمسيرة الاحزاب وتنظيم قاعدتها الشعبية, فهذا هو الحزب الشيوعي وهو اقدم الاحزاب العراقية وجودا وتنظيما وايديولوجية فهل له من ثقل شعبي او قاعدة تتمثل نسبتها في البرلمان العراقي فما بالك باحزاب دخلت العراق بعد 2003 .ولو اخذنا الاحزاب المحضورة منها في زمن صدام نراها قد انقسمت على نفسها بعده بل هجر قادتها حتى اسماء تلك الاحزاب القديمة وشكلوا احزابا وكتلا جديدة وباسماء مختلفة. اذن ان التشكيلات الحزبية في العراق والتي تقود العملية السياسية فاقدة للقاعدة الشعبية وفارغة من الايديولوجية والنظرية ولا توجد لها اية ستراتيجية وانما تدعي ادارة البلد بواسطة مستشارين لايختلفون عن سابقيهم في الفساد والغطرسة والعلو على الناس بل حتى احيانا بلغ بهم الغرور بتجاوز مرجعيتنا الرشيدة الحليمة التي هي اليوم اكثر واصدق التصاقا ومقربة للناس ومشاكلهم ويحيون حياتهم ويشعرون بمشاعريهم ويلتزمون الكفاف في معيشتهم, حيث لاتتجاوز معيشة البعض منهم معيشة الطالب الحوزوي الذي يستلم راتبه من المرجعيه وعلى سبيل المثال الامام المفدى اية الله السيستاني الذي لايعدو مورد عائلته الشهري ما يستلمه احد طلابه شهريا وقد تستغرب حين يتحدث اليك من المقربين للسيد السيستاني ممن يحمل شهادة الدكتوراه او استاذا من اساتذة الحوزة العلمية في النجف الاشرف ويشرح لك الحياة التي يعيشها الامام السيستاني حيث الزهد والقناعة ومشاركة الفقراء بفقرهم والبسطاء ببساطتهم واصحاب العوز بعوزهم هكذا اختاره الله ليكون ولي المسلمين وامامهم فهو لايملك دارا كما كان الامام الخميني ولا مالا ليخلفه.

واني متأكد بان مرجعيتنا لم يهدأ لها بال ولا تقر لها عين حتى تسمع بعدالة الحكام ومن يسوس البلاد بالعمل الصالح والاحسان, وبالاضافة الى هذا يضغطون على السياسين من اجل ظهور المودة للرعية وحسن المعاشرة. ان المرجعية عبر كل العصور والازمان لم تتخلى عن مسؤليتها الدينية باعتبارها تكليف الهي فهي مسؤولة مسؤولية ربانية في التدخل في حل مشاكل الناس واختيارالحلول التي تنقذ الشعب العراقي من مؤامرات دول الاحتلال والاخطبوط السعودي الوهابي الذي يعمل الفتك والدمار في بنية الشعب العراقي. ومن الجدير بالذكر هنا ان سياسي العالم ومسؤولي الحكومات التي لها شأن في العراق وممثلي منظمات الامم المتحدة وحقوق الانسان تعرف جيدا ما هي قدرة تأثير المرجعية بزعامة الامام السيستاني على العراقيين واتباع اهل البيت بشكل عام, وقد اصبح هذا واضحا حتى لمحللي السياسة العالمية وليس للعراقين فقط فهذه صحيفة The Washington Times الامريكية الصادرة في 4-2-2010 تتحدث:" من المعروف عن اية الله العظمى علي السيستاني ابتعاده عن دوائر السياسات الحكومية, الا انه من المفروض ان يكن كذلك, حيث انه يعتبرمن المفكرين الاجلاء والمبجلين عند عموم شيعة العالم, وهو معتدل ولديه قدرة الاستشارف والنظر والتوقع, وقوة فعالة في العراق. وان تدخلاته البعيدة عن الانظار كانت المفتاح في قيادة البلاد من اجل بزوغ الديمقراطية في العراق". والكل يعرف مدى تأثير المرجعية في النجف الاشرف التي تقف بقوة وصلابة امام من يريد النيل من ثوابت العراق الدينية والوطنية وخاصة مؤامرات السعودية الوهابية وحليفتها الصهيونية عدوة الاسلام والمسلمين, والمتابع الى سير الاحداث بالرجوع الى الوراء سيعرف قوة المرجعية في النجف الاشرف حين اصرّت وطالبت على اجراء الانتخابات منذ سنة 2004 حين تدخلت الامم المتحدة وارسلت مبعوثها الخاص الاخضر الابراهيمي للتدخل في حل مشكلة الانتخابات وقام بزيارة السيد السيستاني للمساعدة في حل بعض الاشكالات التي تواجه الانتخابات. وكان السيد الامام السيستاني يدفع بالامم المتحدة وقوى الاحتلال لاجراء الانتخابات بالسرعة الممكنة لانصاف الشعب العراقي المظلوم الذي عانى وقاسى من ظلم الدكتاتورية الصدامية, وقد تم تحقيق ذلك بجهوده وباعتراف كل المهتمين بالسياسة العراقية والعالمية. ان الاستئثار بالسلطة والتطاول في سفك دماء الابرياء كما حدث في تظاهرات البصرة, وكذلك قلة الانصاف في معاملة الناس الذين ليس لهم في السلطة ضلع يحميهم من خاصة واقرباء القائمين على السلطة جعلت المراقب للاحداث لم يلمس ولايرى الشجاعة عند مسؤول يخرج على شاشة التلفزة ليعتذر للشعب العراقي لما اصابهم من حيف في قطاعه المسؤول عنه بل رأينا العكس اذ ان الوزير الذي يذمه الناس لفساده وتقصيره في المسؤولية تنطلق كلمات المسؤولين الاخرين بالثناء والحمد عليه لان له قصب السبق في مشاركتهم في الفساد فهو من السابقين وهم من اللاحقين والشعب لاحول ولا قوة له. ومن هنا, وبعد ان صبرت الاكثرية الساحقة المسحوقة من قبل قيادتها السياسية, لانها هي التي تمثلها في مرافق الدولة كما هو الحال لدى الكتل والاحزاب التي تشارك في محاصصة السلطة, ولابد هنا من الثناء على ممثلي كردستان الذين بذلوا اكبر واوسع ما يملكون من طاقة لخدمة ابناء شعبهم الذين يمثلونه ديمقراطيا ودستوريا حيث اصبحوا مثالا يحتذى به وليس كما فعلته قيادة الاكثرية السياسية التي انشغلت باحتكارها للمنافع الذاتيه, والتحكم واستغلال الوظائف والاعمال التجارية فاصبحت هذه الطبقة بعيدة عن القيم النزيهة بل فضلت المسيئ على المحسن فدربت بذلك اهل الاساءة على الاساءة والفساد.فلم ينصفوا الله ولم ينصفوا الناس من انفسهم, فاصبح من حق هذه الطائفة التي تتراوح 25 مليونا- وليس القلة القليلة من الاحزاب الشيعية الفلانية او الكتل الشيعية الفلانية التي لاتتجاوز ارقام المنتسبين اليها المئات من تلك الملايين- ان ترفض من يسلب حقوق الملايين ليتمتع بها افراد يستغلون مراكز ومواقع السلطة كما كان في زمن النظام المقبور.

وهنا نتكلم بصراحة دون خداع سياسي ونفاق اجتماعي, وعدم الايغال في الاجمال والاعذار وانما التحديد والصراحة وان نحكم بما يحكم عليه العرف الاجتماعي والسياسي, وذلك ان المناصب السيادية قررها المحتل وصادقت عليها الاحزاب والكتل التي تحاصصت وتقاسمت وتشاركت وتناهشت وتلاقفت السلطة كما تلاقفها بنو سفيان, فاذن وقع منصب رئيس الوزراء في مرمى الطائفة الشيعية لا السنية ولا الكردية لان كل واحدة منهما استلمت حصتها المعروفة في الرئاسات الثلاثة كما للاكثرية العراقية الشيعة حصتها, ومن يريد ان يكن منافقا ويدخل سوق المزايدات سيكون لديه جهل مركب وعليه ان يعترف بالامر الواقع كما اصبحت كردستان امرا واقعا عند الحديث عن الاقاليم والحكم اللامركزي...., فاني اعني ان منصب رئيس الوزراء ليس مرهون بعلاوي او الجعفري او المالكي وانما هو شأن الاكثرية التي وصلت الى درجة العزوف عن القيادات السياسية المستهلَكة اصلا, وهي اليوم تنتظر من المرجعية الرشيدة في النجف الاشرف ان تقول كلمتها اذا لم يتم الوصول الى حل لتشكيل الوزارة, فلا يمكن ان يستمر الوضع السياسي هكذا والدولة فاقدة الشرعية والوزراء يعملون ما يشاءون في ادارة امور البلاد لذا فان الجماهير تنتظر ماتذهب اليه المرجعية من اراء وقرارت لتنفيذها ملبية لأوامرها الربانية الالهية باعتبارها اولى واعرف بالمصلحة العامة من الاخرين وسوف يكون رأي المرجعية متوازنا وواضعا نصب عينيه مصلحة العراق وشعبه بشكل عام ومصلحة من يقلدون المرجعية وينفذون اوامرها باعتبار التقليد فرض على كل من آمن بنظرية المرجعية بشكل خاص.وهنا اصبح على الشيعة تكليف شرعي بان يفتشوا عن شخصية بعيدة عن المدالسة والخداع والادغال والفساد والخيانة وهذه الشخصية الشيعية عليها ان تعمل من اجل الخير والاصلاح وتقديم الخدمات لابناء شعبها الذين يمثلونه كما تعمل قيادة شعب كردستان لابناءها في توفير الكهرباء والماء والامان وتشييد البنية التحتيه واستقلالية الجامعات كما هو في الغرب الذي يحاكيه ابناء كردستان حتى في انظمة طرق المواصلات من احترام لمراكز العبور واحترام الاشارات والدخول والخروج الى كردستان سواء للسياحة اوغيرها. واصبح على الشيعة تكليف شرعي بان لايتساوموا على عقيدة رسول الله وال بيته وذلك بالتخاذل والضعف امام المحتل والسعودية الوهابية الصهيونية التي اصبحت مزارا ومحجة لكثير من المسؤوليين العراقيين لاستجداء الدولار الصهيوني الوهابي تحت عنوان حمايتهم من انصار ومحبي ال بيت رسول الله(ص), والسؤال متى استطاع السعوديون الوهابيون من حماية انفسهم لكي يحموا الاخرين, فاما جدهم وحاكمهم الاول عبد العزيز ال سعود الذي تربى باحضان الحاكم البريطاني بيرس كوكس اذ قال الاخير لعبد العزيز سنة 1922 :"قد عيّناك حاكما للسعودية" فانهار عبد العزيز ولم يصدق الخبر, فرد على سيده كوكس:"انت ابي وانت امي, واذا اردت نصف البلاد اعطيتها لك بل كلها اذا امرت يا سيدي سير كوكس". فهذا هو رئيس العائلة فما بالك والملك الحاضر وما سبقه من الملوك الذين حين تشاهدهم على التلفزيون لايتبادر الى بالك الا كونهم عصابة من العملاء الاميين تعاملوا مع كل اجهزة المخابرات العالمية, وقد تبلورت واتضحت عمالتهم يوما بعد يوم وبشكل خاص مع المخابرات الصهيونية, فكيف يرتضي الشعب العراقي بعملاء الوهابية الصهيونية ان ينفذوا الى مركز واحد من المناصب السيادية الثلاث. نعم تبجح الكثير من المسؤولين وانصارهم بعقوبة ابناء بالبصرة ولكننا لم نسمع ان مسؤولا تبجح باعمار مدينة البصرة التي هي واحدة من اغنى مدن العالم ولا حتى مدينة واحدة في جنوب العراق اوتوفير خدمات لها كي ينال احتراما بين ابناء مدينته كما هو ملاحظ وواضح في المحافظات الشمالية في كردستان او غيرها. بل الاخجل من ذلك انهم لم يقلدوا المرجعية التي تنتهج سبيل الأئمة من اهل البيت(ع) في زهدهم وطريقتهم في الحياة اليومية بل خصوا انفسهم بالاعتداء على الحق العام بدلا من المساواة في الحقوق العامة التي كانوا ينتقدون فيها صدام وعصابته حين كانوا معارضين وقبل وصولهم للحكم, واذا هم اليوم يسلبون حقوق الناس بطرق تبررها قوانين فاسدة غير منصفة شرعت من اجل الفساد, وبعد ان كان هؤلاء القوم يقدمون الوعود باقامة الحق والعدالة الا اننا اليوم نرى نسبة كبيرة منهم قد خربت البلاد واهلكت العباد نتيجة للفساد المالي والسياسي والاداري التي ارتكبته:" كبر مقتا عند الله ان تقولوا مالا تفعلون". واخيرا تحية للجماهير الهائجة التي كانت تموج بالشوارع العراقية بمظاهراتها السلمية احتجاجا على الاوضاع المتردية, وتحية لهذه الجماهير المليونية التي لانشاهد مثل حشودها هذه الا عند الزيارة المليونية لابي الشهداء الامام الحسين(ع) وتحية لهذه الجماهير الغفيرة الكاسحة لكل اتجاه وهابي صهيوني وتحية للجماهير التي نادت:" نعم للمرجعية لا للوهابية المارقة ولا للحزبية الضيقة".

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك