عباس المرياني
في خضم التخبط والتصارع والتنافس المحموم الذي تشهده الساحة السياسية العراقية لغرض تشكيل الحكومة المرتقبة بعد الاستحقاق الانتخابي في السابع من اذار برزت ارادات مختلفة لادارة هذا الملف الشائك والمعقد من قبل القوائم السياسية المتنافسة سلبا او ايجابا ويمكن تاشير بوصلة هذا التحرك تبعا للمعطيات التي تتركها هذه الحركة على ارض الواقع وان كان التفسير يختلف طبقا لوجهات نظر المتنافسين حتى لو كان بعيدا عن منطق السياسة الواقعية والعقلائية.كما ان هذه الحركة المكوكية للقوائم السياسية غير منظورة للجميع في كل الاوقات ويمكن اخفائها حتى على اشد الاعلاميين فضولا تجيد فن ادارتها كتل سياسية متنفذة تستخدم واجهات غير معروفة للعامة اوللاعلام مثل مستشار او قريب او حبيب للحبيب من اجل الوصول الى الهدف الذي طال التمسك به.ومعلوم ايضا ان هذا التحرك وفي العراق باالذات لا يمكن ان يكون بعيدا عن محيطه العربي والاقليمي لاهميته القصوى في قدرة الطيبين من قادة دول الجوار والاشقاء العرب على المساعدة في بناء نظام الدولة العراقي الحديث سياسيا واقتصاديا وامنيا شرط عدم التدخل في الشأن العراقي ..مع اهمية ان يكون الطرف العراقي هو صاحب الرؤيا الصحيحة والمشورة والاهمية بمكان نقل الوقائع التي تمثل نبض واستحقاق الشارع العراقي.والحقيقة المؤلمة احبتي هي ان كثير من زيارات الساسة العراقيين سرية وتاتي في اطار تقديم فروض الطاعة والبكاء والعويل ونقل الصور المفبركة وقلب الحقائق من اجل تغيير التوجهات او الحصول على مواقف مهيئة مسبقا او ربما تاتي هذه الزيارات السرية ايضا على شكل صفقات وتنازلات تقدمها هذه الوفود من اجل كسب مواقف معينة حتى وان كانت تتعارض مع مصلحة الشعب العراقي ويمكن ان تندرج جميع هذه الزيارات غير المعلنة التي تقوم بها اطراف نافذة هذه الايام من اجل كسب الاصوات والتمسك بخيار الاله الاوحد والاجمل من بين جميع الكائنات. والادهى والامر ان هذه الصفقات تصل الى حد التعدي على حقوق الشعب العراقي بمنح الاخرين عقود نفطية مجانية وامتيازات قانونية وقفزات دستورية وهبات مادية.كل هذا يجري في الخفاء وتشهد على ذلك مطارات وقاعات الاستراحة في عواصم المحيط العربي والاقليمي .في الاتجاه الاخر والذي يحز في النفس ان يشكك البعض بنوايا صادقة وزيارات علنية في رابعة النهار لا تحتاج الى دليل يزينها لانها مثل الشمس ولا يمكن حجبها بغربال الضنون يصورها البعض ضمن دائرة فتح الباب لدخول دول الجوار والعرب للتدخل في الشان العراقي وحل مشكلته البسيطة لو تنازل البعض عن سقف مطالبه وتمسكه بالخيار الاوحد. ان الزيارات العلنية تمتلك صك النزاهة والتحرر من شكوك وضنون الاخرين مهما حاولوا التاثير على حقيقتها خاصة وان لاصحاب الزيارات العلنية حسابا وكشفا بكل المطارات التي مر بها العابرون في الليل البهيم من اجل تمرير صفقات خاسرة في رهان المواقف الثابتة والاصيلة .ان من يقوم بزيارت الاشقاء والاصدقاء امام انضار الجميع لا يخفي شيئا يخشى عليه من تطاول الاخرين ونقدهم وشكوكهم المريضة لانه يترفع عن الصغائر التي يجيد فن التلاعب معها من يمتهنا منهجا لسلوكه ومتبنياته في تعامله مع الاخرين
https://telegram.me/buratha