سعد البصري
ان العراق الان يمر بمعطف بالغ التعقيد والحساسية ويقتضي من الجميع التحلي بضبط النفس وبروح المسؤولية العلية على مصير العراق والحرص التام على ان يتمتع الشعب العراق بما يستحقه من خدمات وما يرتقي بالعراق وشعبه الى مستوى الطموح والتقصير الحاصل بتوفير الكهرباء وغيرها من الخدمات الاخرى يشكل في هذا المنعطف عبئا ثقيلا على كاهل المواطن ويؤشر الى وجود خلل في الاداء الحكومي . فبعد الحرمان الكبير الذي عانى منه العراقيون طيلة عقود من الزمن على يد النظام البائد جاء الوقت ليعبروا عن رايهم وبكل وضوح ويرفعوا اصواتهم مطالبين بتوفير ابسط مقومات الحياة الكريمة وهذا بالطبع من الحقوق التي يكفلها الدستور العراقي لكن ما حدث في هذه التظاهرات جعل من الذين هم مسؤولون عن ما يحدث يؤولون المسالة الى عدة تاويلات . فمرة يقولون بان وراء هذه التظاهرات اجندات خارجية تريد النيل من شعب وحكومة العراق ومرة اخرى يقولون بان هذه الاجندات هي اجندات داخلية وذات معان سياسية واضحة غايتها اسقاط الحكومة في عيون الشعب ومرة اخرى يقولون بان الغاية من هذه التظاهرات هو نشر سياسة العنف والشغب وضرب المصالح الحكومية وغيرها من التصريحات . والمهم ان هذه التظاهرات كانت اهدافها وشعاراتها واضحة الا وهي المطالبة الفورية بتوفير وتحسين الخدمات للمواطن خصوصا الكهرباء التي تعتبر العصب الرئيسي للحياة في فصل الصيف اللاهب . ان ما صرح به هؤلاء حول وقوف بعض السياسين خلف ما حدث هو موضوع عار عن الصحة فلا يمكن ان يستفاد احد وله يد بالحكومة من هذا الموضوع ولكن جلاء الوضع وبيان الواقع المتردي هو من حمل المواطنين على الخروج بتلك التظاهرات السلمية التي كانت تعبر عما يحتاجه العراقيون في هذه الحياة ، لذلك فالحل يكمن بالاسراع بتشكيل الحكومة ومعالجة المشاكل المتراكمة في مجال الخدمات والابتعاد عن التصريحات التي تزيد الامور تعقيدا
https://telegram.me/buratha