عبدالله الحسني
من الامور التي يكشف عنها المشهد السياسي في العراق الان ونقاشات تشكيل الحكومة المقبلة ان الحكومة المنتظرة ستكون حكومة مصابة بالشلل التام وسوف تتفق الاطراف التي ستقوم بتشكيلها على التضحية بالكثير من الثوابت الوطنية المختلف عليها بين الفرقاء السياسيين فدولة القانون والعراقية يختلفان على هيئة المساءلة والعدالة وعلى اليات تقاسم السلطة وعلى المعتقلين من الارهابيين ويتفقان على حدود صلاحيات الاقاليم والموقف من المناطق المتنازع عليها ويؤمن كلاهما بالحكم المركزي لذا يتوجس الشعب العراقي من أي اتفاق بينهما لانه سيؤدي الى تنازل احدهم للاخر اما الاكراد فهم مع من يلبي مطالبهم الخاصة بكركوك والمناطق الاخرى المختلف على تابعيتها وكذا توسيع صلاحيات اقليم كردستان الى درجة قريبة من الكونفدرالية وقد لوح كل من دولة القانون والعراقية تصريحا او تلميحا بالموافقة على مايطالب به الاكراد وكذا فان هاتين القائمتين من القوائم المقربة من المحتل وكلاهما تحظى بدعمه وعلى الجانب الاخر يقف الائتلاف الوطني العراقي الذي يمثل القاعدة الجماهيرية الاكبر بين جميع مكونات المشهد السياسي العراقي رغم ان نتائج الانتخابات لم تظهر هذا الامر للاسباب المعروفة التي رافقت العملية الانتخابية و تشكل مكونات الائتلاف الوطني الطيف الاسلامي وتؤمن بحاكمية الدستور كمرجع للعملية السياسية وترتبط معظم هذه المكونات بمرجعيات ورموز دينية تمثل ضابطة لمواقف هذه المكونات من جميع الامور التي تجري في العراق ويعتبر الائتلاف الوطني حجر الزاوية في المشروع الوطني الذي يطمح الشعب العراقي اليه بعد عقود من الدكتاتورية والتهميش هذا المشروع الذي عاش اكثر من سبع سنوات في صراع مع مشروع المحتل، هذا الصراع ادى الى فرز القوى العراقية المشاركة في العملية السياسية وابراز توجهاتها الحقيقية فكم حزب او كيان سياسي كان يرفع شعار الاسلام ويدعي الانتماء للتيار الاسلامي لكن الواقع اثبت انتمائه للتيار العلماني وكم حزب رفع شعار الديمقراطية وايمانه المطلق بالتبادل السلمي للسلطة ورفض الفردية وحكومة الحزب الواحد وتهميش الاخرين لكن الحقيقة اثبتت انه يمثل مخ الديكتاتورية والتسلط ومن هذا نعتقد ان على الائتلاف الوطني ان لايشارك في الحكومة المقبلة ويقف في صف المعارضة لكون هذه الحكومة كما اسلفنا ستلد ميته ولن تكون افضل من سابقاتها وستقوم بالتفريط بالكثير من ثوابت المشروع الوطني وبما ان الائتلاف الوطني بجميع مكوناته يمثل التيار الاسلامي ويرتبط بمرجعيات ورموز دينية اذن يجب ان لايكرر تجربة فاشلة تنعكس على الاسلاميين الذي يسعى المحتل وبعض ادواته الاسائه لهم وزعزعت ثقة الشارع بهم اضافة الى ان عدم المشاركة في الحكومة سيعطي فرصة كبيرة لمكونات الائتلاف في اعادة النظر في الكثير من مفاصل العمل التنظيمي لهذه المكونات والتي تعاني من ضعف كبير ادى الى فقدان عدد لايستهان به من جماهير هذه الاحزاب وهي ايضا فرصة للتخلص من بعض الانتهازيين المنضوين في صفوف هذه المكونات حيث ان عدم المشاركة في الحكومة سيؤدي الى يهاجر هؤلاء الى حيث تنصب الموائد،وعلى الائتلاف الوطني ان يظهر حقيقته في الحرص على نجاح العملية السياسية وبنائها وفق اسس صحيحة من خلال التفاعل مع الشارع العراقي والتصدي لكل من يريد الانحراف بالعملية السياسية وتعطيل الدستور بتواصل اعضائة في حضور جلسات البرلمان والوقوف مع المواطن لامع الحاكم.
https://telegram.me/buratha