المقالات

أكاذيب في الوقت الضائع /

849 11:03:00 2010-06-28

حافظ آل بشارة

يبدو ان عملية تشكيل الحكومة تتطلب دعاية وتلميع ذاتي تشبه الدعاية التي تسبق الانتخابات ، ولا بأس أن يقوم البعض بتسويق انفسهم ولكن عليهم مراعاة الامانة والمحددات الاخلاقية والقانونية ، فمن العيب ان يواصل بعض الطامحين توجيه الذم والافتراءات الكبيرة الى شركاءهم الوطنيين ويقدموا أنفسهم على انهم الملاك الابيض الطاهر مقابل الشياطين الزرقاء ، هذا ما تطلقه وسائل اعلام ماجورة من لهيب في اجواء البلد التي لا تحتاج الى مزيد من الشرر لكي تحترق ، منهج مريض مبني على تشويه سمعة الآخرين واسقاطهم والصعود على اشلاءهم نحو امتيازات وهمية يتصورونها خالصة لهم دون الآخرين ، فيصفون الدورة السابقة وحكومتها على انها مسجلة بأسم مكون معين وجماعة محددة ويقولون ان الجماعة الفلانية حكمت البلد طيلة تلك المدة وانها فشلت واوصلت الامور الى هذا المستوى من الازمات ولابد من ان نتقدم كمنقذين ، كما يقولون ان الشعب العراقي اراد في الانتخابات اختيار الطرف الذي ينقذه من هذه الكارثة وقد وقع الاختيار على الحزب الفلاني لانقاذ العباد من الحزب الفلاني . والحقيقة ان الامور لم تكن سائرة بهذا الاتجاه خلال الانتخابات ، فالنتائج عبرت عن فرز طبيعي ورتيب حيث التف كل أناس حول من يمثلهم على اساس اعتبارات عرقية ودينية ومناطقية وهذه هي عناصر الولاء التي تحكم حركة الشعوب في الانتخابات خاصة في بلد مثل العراق ولا توجد عناصر اخرى بديلة ، واذا كان طرف ما يرى نفسه قد حقق قفزة غير متوقعة فالاسباب واضحة وقد (طمطمها) الاخوة خدمة للمصلحة الوطنية . ان محاولة تسجيل حكومة الدورة الماضية باسم مكون سياسي او مذهبي معين والقاء اللوم عليه واعتباره المسؤول عن حالات الفشل محاولة مكشوفة لا يمكن ان تنطلي على احد وفيها مخالفة صارخة لمعطيات الواقع الميداني فالمعروف أن الحكومة كانت حكومة محاصصة ، وكانت في شكلها ومضمونها واداءها تقدم للملحدين افضل دليل على وجود الخالق تعالى وكونه القوة الوحيدة المتصرفة بهذا الوجود فقد كان استمرار تلك الحكومة قد تم بلطف الهي خاص ومعجزة غيبية ، كانت تلك الحكومة فلتة وقى الله شرها فهي خليط من المتدينين والمجتثين واللصوص والمطلوبين ومجهولي الحال ، وهي مقسمة من الوزير الى الكناس على الاحزاب تقسيما عادلا ، كيف يمكن لهذه التوليفة المتناقضة ان توصف بأنها حكومة تابعة لجهة أو مكون ؟ من يتجاهل هذه الحقيقة فهو مغرض و غير نزيه في توجيه الرأي العام ، ولو أن هذه الدولة الفتية قررت الآن استخدام آليات سليمة في تشكيل الحكومة المقبلة وتطبيق معايير الكفاءة والنزاهة والسابقة السياسية لوجد كثير من اصحاب هذه الدعاية الساذجة انفسهم خارج دائرة الثقة وخارج دائرة النزاهة ومطلوبين للقضاء .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
كميل التميمي
2010-06-29
لقد ضاعة الحقيقه بين حانه ومانه وصار الصدق من ذهب الكل يصرح رئيس وزير مدير امير نائب ناطق . والكل يرد ويكذب الخبر بحيث لا تصتطيع ان تاخذ كلام واحد تعتمد عليه من اي مسؤل عراقي حاله فريده في العالم لقد جن جنوننا ونحن الذين كنا ندافع اليوم اصبحنا مفلسين وباي وسيله ندافع ولا ندري من يكذب المراسل الصحفي الاعلام المسؤلين الشعب دول الجوار الاحتلال ياربي تفرجها على شعب العراق عيب والله عيب اصبحنا اصطوره غرافية بالكذب
احمد
2010-06-28
يحفظك الله يا حافظ.ليس بالوقت الضائع بالنسبة لهم,فما زالوا يمررون اكاذيبهم لتلقى الرواج,أين؟في اوساطنا..متى؟كل يوم..كيف؟باقلام مأجورة وألسن فاسقة..لماذا؟لأن نار الحقد والتنافس الحزبي غير المشروع بيننا تأكل مبادئنا والاخلاق..حقاً؟كأنك لا تكتب في براثا!!
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك