علي حسين غلام
وبدأت عجلة الديمقراطية ..تدور أستبشر العراقيون خيراً لولادة الشرارة الأولى لتأسيس مفهوم التظاهرات للمطالبة بالحقوق ، وأُثلجت الصدور فرحاً لأن عجلة الديمقراطية أصبحت تدور ولتبدأ مرحلة التغيير الضروري والحتمي لتقويم مسيرة طالما لم تراود المظلومين حتى في الأحلام وتحققت بظروف أستثنائية تداخلت فيها معطيات ومبرارات دولية لتستمد قوتها ومشروعيتها على العوامل الداخلية السلبية لتستغلها كل الأطراف الداخلية والخارجية المعارضة والقوى العظمى من أجل الأطاحة بالنظام البائد ، لتنطلق مسيرة الحلم وسط فرحة لا توصف ممزوجة بطيب الخواطر وحسن النوايا متناسية أجواء الفوضى ورمادية المشهد لتضع نفسها بين مطرقة المعارضة وسندان الأحتلال في مرحلة تعثرة كثيراً لظروف قهرية وأجندات قومية وطائفية كانت أقوى من الأرادة الوطنية لغرض أحقاق الحق ومحاسبة الباطل ورد المظلومية الى نحور الظالمين والقصاص منهم ، وتعقد المشهد بعد توالي الأيام والشهور والسنين لتبرز مشكلات سياسية وأجتماعية وأقتصادية ومذهبية لتنخر في جسد العراق وتوسع الهوة بين أبناءها ليدخل الوطن في نفق مظلم لم يخرج منه ألا مثخن بالجراح ومنهك القوى لا يقوى على النهوض بالواقع المتردي الى الأفضل والأحسن ، وتقبل الجميع هذا الوضع على مضض وهم يمنون النفس بالأمل والخير القادم الذي أختفى للأسف بين ضلوع الجشع ونهب الأموال والصراع الذي سيصبح مستديماً على كراسي السلطة ومبدأ أساسي في أيدولوجياتهم وتوجهاتهم ، وزخرفة الحديث والوعود الكاذبة وهم يلبسون ثوب الوطنية التي لا تليق بهم لأن أفعالهم كشفت عوراتهم وبانت سرائرهم وفضحت نواياهم التي كلها تشير الى سلوكيات وأخلاق لا تمت الى عناوينهم بصلة لا من قريب ولا من بعيد ، حيث أخذ الشك والريبة يساور الجميع على ماضيهم وسردهم النضالي لحقبة ماضية كان فيها صراع قوي وندي بين حب الوطن الذي لامكان لهم فيه وحب الوطن الجديد الذي يحتضنهم بعيش رخيص ، الذي كان له الأثر الواضح في السلوك والأفعال التي أثرت على المسيرة التي أصبحت عرجاء تتكأ على دماء الشهداء وأفعال بعض الخيّرين الذين ما زالوا متمسكين بالمبادئ والقيم النبيلة ونزاهة وطهارة الأنفس لتبتعد عن نزوات ومغريات الدنيا والخوف من الآخرة ، أن للوعود الكاذبة نهاية وتحفيز على رد فعل غير منضبط قد تؤدي الى عواقب وخيمة كالتي جرت الآن في بعض المحافظات وهي حالة صحية ودلالة على تطبيق مفهوم الديمقراطية لغرض التعبير عن ظلم أو حيف أو قصور أوتقصير في أداء الواجبات وتقديم الخدمات على أن تخلوا من مظاهر العنف والقوة وتخريب الممتلكات العامة لأنها ملك الشعب والحذر من بعض المندسين أصحاب النوايا الخبيثة الذين يريدون تعكير صفوة الأحتجاجات المشروعة وتحويلها الى أعمال تخريبية تعطي للمتلقي رسائل تتضمن عدم حضارية وتمدن المحتجين ، لقد طفح الكيل وضعفت قدرة تحمل الأزمات الأقتصادية والصبر على الخدمات المتردية والتي تفوح منها رائحة نتنة لفساد مالي وإداري تثقل المسامع وتذهل العقول لأرقام لا يعرف الفقير لفظها ولا اليتيم حسابها ولو بقى المسكين بلا مسكن سنين يحسبها لغة أجنبية ، أن البقاء ضمن خندق وصف حتمي وواقع حال مفروض لتغاضي الطرف عن المسؤولين المسيئين الذين يصرون في دفع السكين في الخاصرة وتحمل آلمه وعض الأصابع لأسباب يعرفها الجميع سيصبح عما قريب في خبر كان وسيكون لكل حادث حديث وسنضع النقاط على الحروف وسنتخلى عن كل شخصية او رمز لا يؤدي ما عليه من واجبات وحقوق وتضحيات ولو كان سفر تأريخه أطول من سور الصين وكان نجمه بقرب الشمس ، أن عدم الشعور والأحساس بمعاناة وحاجيات ومتطلبات العيش الكريم للمواطن دلالة واضحة على خلو هذه الشخصيات من مضمون الأنسانية ونظرتهم الفوقية وأبتعادهم عن القيم والأخلاق والأسس والمبادئ الأجتماعية النبيلة حتى ولو كان لبق الكلام وجميل المظهر وآسر القلوب بسبب مواقف سياسية ، لا نريد وطناً تعيش فيه الشخصيات بعيدة عن الشعب يعيشون في قصور مترفة متخمي البطون والجيوب وسيارات فارهة وحاشية وخدم ويتركون الشعب يدور في دوامة التضحية من أجلهم والعيش المتقع يضعون الحجارة على البطون للتغلب على الجوع والسكن في بيت من الصفيح أو من الطين بدون ماء وكهرباء ، ليتذكروا الأمس القريب وما جرى عليهم من خوف وجوع وعوز وحسرات في ليالي يخيم السكون عليها وأحاديث الشجن عن مستقبل مجهول ودعاء عريض لوصول الفرج والتخلص من المعاناة والهم والغم والرضى بالقليل ، فلا تنسوا تلك الأيام ولاتبتعدوا عن الناس كل هذا البعد ولا تسمعوا ما يثنى عليكم لأنها تولد الغرور ولا تنظروا ألا للفقير والمسكين بل ضعوهم في حدقات عيونكم ولا تعملوا ألا خيراً لأن الشر كثير ، وتذكروا قول الباري عزوجل ( قفوهم أنهم مسؤولون )
https://telegram.me/buratha