حامد الحامدي كاتب وإعلامي عراقي
بدا لي خلال الأيام الماضية التي تزامنت مع خروج التظاهرات في العديد من مدن العراق وخصوصا مدن الجنوب ذات الأغلبية المظلومة والتي تعتبر من اغني محافظات العراق إذا لم نقل من اغنى محافظات العالم ، فهي مركز العراق الاقتصادي لما تحويه من موارد نفطية هائلة ، هذه التظاهرات التي خرجت عفوية بسبب الانقطاع التام بالتيار الكهربائي وخصوصا ونحن نمر بصيف لهاب تصل درجة الحرارة فيه إلى أكثر من خمسين درجة مئوية هذه الدرجة التي إذا ما وجدت اقل منها في أي دولة من دول العالم المتحضر فأن هذه الدولة تعلن حالة الطوارئ في توفير الخدمات لمواطنيها وخصوصا الكهرباء أو تعلن توقف الدوام الرسمي في دوائر الدولة حتى لا يتضرر المواطن بهذه الحرارة العالية مثلما يحدث الان في دول الخليج . نعود إلى ما بدأنا فقد ــ بدا ــ السيد المالكي أكثر عصبية وتشنجا لما حدث وكأن الموضوع جديد ولم يحصل مثيلا له من قبل في العراق . فقد أمر السيد المالكي بإحالة مسؤولين بوزارة الكهرباء للمساءلة وأمر بتشكيل لجان خاصة لمتابعة موضوع التظاهرات وما آلت اليه من استشهاد مواطن وجرح الكثيرين من المتظاهرين ورجال الأمن. كما أرسل وفدا إلى البصرة لإجراء تحقيق وأمر بإرسال كمية إضافية من الوقود إلى رجال اعمال يشغلون مولدات يعتمد عليها الكثير من العراقيين للحصول على اغلب حاجاتهم من الكهرباء كما ان مكتب السيد المالكي اصدر بيانا يحث فيه أهالي البصرة على الهدوء وضبط النفس وتفويت الفرصة على الذين يحاولون استغلال هذه القضية لصالحهم ووعد بإجراء كل ما يلزم لحلحلة الأزمة ...! مع العلم ان التظاهرات لم تخرج في البصرة وحدها بل خرجت تظاهرات مماثلة في الناصرية والنجف وبغداد وكل هذه التظاهرات تنادي بالحلول .. فهل هناك صحوة حقيقية بعد أربع سنوات من السبات ..؟ وهل ان السيد المالكي بقيامه بما فعل سيتمكن من إرضاء الشعب .. إذا كان كذلك.. فالمفروض ان ما قام به السيد المالكي يجب ان يحدث منذ أربع سنوات مضت .
https://telegram.me/buratha