اكرم المبرقع
السجال السياسي الذي يشهده العراق وسباق المصالح الحزبية يؤكد حقيقة واحد وهي غياب مصالح الشعب من هذا الصراع والخلاف بين الاطراف السياسية حتى كأن دور الشعب قد انتهى منذ السابع من اذار الماضي وعند صناديق الانتخابات فحسب.والشعب العراقي يعي طبيعة هذا الصراع ويشعر بخيبة امل كبيرة من بعض الذين يقودون العراق الى حافة الهاوية ولم يفكروا الا بمصالحهم الحزبية والفئوية واقتسام الكعكة العراقية.شعبنا لم يقف مكتوف الايدي ولديه وسائل الرد التي منحها له الدستور وسيحاسب من يحاول تغييب دوره وتعطيل تشكيل الحكومة لتحقيق الامن والخدمات والاستقرار في بلد مازال يعاني منذ سقوط طاغيته ولم تظهر عليه اثار العمران والازدهار رغم انفاق المئات من المليارات من موازنات السنوات الماضية التي لم نحصد منها ما يستحق الاشارة والاهتمام.يبدو ان مرحلة الاختبار العسير هي ما بعد الانتخابات وقد تكشفت الاوراق كلها وربما يندم الكثيرون على سوء اختيارهم وان كانوا محقين بحضورهم في الميدان الانتخابي واختيارهم وفق ما ظهر لهم من شعارات وخطابات لبعض القوائم التي تنصلت عن مواقفها واصرت على مصالحها دون ان تضحي من اجل هذا الشعب الذي ضحى من اجلها وتحدى الارهاب ولم يتراجع او يتردد من حضوره رغم التهديدات والتحديات.هناك بدعة سياسية جديدة لم تألفها النظم الديمقراطية وهي شعور بعض الاحزاب بان الحكومة حكراً عليها ولن تتنازل عن اصرارها بالانفراد بتشكيل الحكومة ولم تذعن الى صيحات ونداءات القوى الخيرة في البلاد بضرورة التحلي بالاريحية في تداول السلطة سلمياً دون البحث عن اساليب التعطيل والتأجيل للرهان على الزمن مدة اطول.ليس هناك احتكار او استئثار للحكم والقرار فالعراق قد غادر عقلية الزعيم الاوحد والحزب الواحد ولا يمكن اعادة عقارب الساعة الى الوراء مطلقاً.
https://telegram.me/buratha