هشام حيدر
ساعد وجود بعض المندسين في صفوف التيار الصدري مطلع بروزه سياسيا في عراق مابعد صدام على اشعال بعض الازمات التي ماكانت لتحدث لولا وجود هؤلاء الذين كانوا ينشقون عن التيار كلما سعى لتقويم مساره ومنع الانحراف الذي خطط له هؤلاء بالتعاون مع بعض الجهات كهيئة الضاري او بعض الاحزاب القابضة على السلطة وهي في خضم سعيها لازاحة منافسيها السياسيين الذين يقفون عقبة في وجه تطلعاتهم الديكتاتورية!وقد حدث كل هذا في فترة قصيرة نسبيا رغم مصيريتها وقيمة اللحظة الواحدة فيها لذلك قد يعجب المتابع بعد فترة من الزمن كيف يقف الصدريين بوجه التجديد للمالكي رغم انه لم يتربع على الكرسي المشؤوم الا بفضلهم قبل اربع سنوات ليس الا!بل انهم سارعوا للتحالف معه بعيد انتخابات مجالس رغم انها جائت بعد احداث البصرة ومدينة الصدر لذا فان من يعتقد ان تلك الاحداث كانت هي السبب في نفور الصدريين من المالكي او ان الاحداث ذاتها هي المعنية بقول الصدريين انهم (لدغوا من المالكي سابقا وانهم لن يلدغوا من جحر مرتين) مخطىء في اعتقاده هذا!اذا فقد حدث بعد (البصرة) .... ما يفوق اثر البصرة وماتلاها من احداث في نفوس الصدريين الامر الذي دفعهم لوقوف هذا الموقف منه!لقد خسرنا الصدريين في الانتخابات الاولى لتنسيقهم مع الضاري في مقاطعة الانتخابات ثم خسرناهم لتقبلهم طعم (الدعوة) ودسائسها لضمان انحرافهم عن المجلس ومرشحه بما مهد لولادة اول شبح ديكتاتورية في المهد الديمقراطي حديث النشاة!صدقوا بالخطابات والشعارات الرنانة ودفعوا ستة وزارات خدمية لفم التمساح الباكي متوهمين دموعه بكاء على سوء الواقع الخدمي !فماكانت النتيجة ..؟؟!في مقابل هذا لم يقصر ابناء التيار في المطالبة بتحسين الخدمات والاعتراض على اي رداءة وتقصير فيها ومااكثرها!لكنا خسرنا الصدريين من جديد بدخولهم مجالس المحافظات حيث غابت تلك التظاهرات التي اعتدنا ان نشهد انطلاقها عقب صلاة الجمعة عادة للمطالبة بالخدمات اذا ماتردت هنا او هناك حتى وصلت الامور الى ماوصلت اليه فبات المتابع لايفرق بين ماتنقله الفضائيات من مواجهات في مدن جنوب العراق مع السلطة الحاكمة وبين المواجهات في المدن الفلسطينية المحتلة! ومن الغريب والمؤسف حقا ان يغيب التيار عن مثل هذه التظاهرات ولااعلم حقا سببا لهذا الغياب !واليوم ونحن نشهد في الوقت ذاته ازمة الترشيح لرئاسة الوزراء ونستمع الى تصريح مكرر على لسان بعض رموز التيار حول رفض التجديد للمالكي وكون التيار لايلدغ من المالكي مرتين اشعر بالاستغراب من مثل هذا التصريح ففي الحقيقة لقد لدغ التيار من الرجل اكثر من مرة مع اني اسايرهم في سياق الجملة ليس الا فان الاصح هو ان التيار لدغ من الحزب وليس من الشخص والا ماكان موقف الحزب من تصرفاته او...لدغاته لمن اوصلهم ليتربعوا على سدة الحكم ليفعلوا مافعلوا سواء بالتيار او بالائتلاف او بالشعب العراقي عموما..؟؟!وان سمعنا النائب بهاء الاعرجي يطالب حزب الدعوة بالاعتذار للشعب العراقي عن فترة حكمه فان تصريح الاعرجي وان كان صحيحا ودقيقا الا ان على الاعرجي ان يتذكر ان حزب الدعوة ماكان ليصل الى ماوصل اليه لولا صعوده على اكتاف ودماء الصدريين في الفتن التي كان يضرمها الطرف المستفيد للايقاع بهم وباخوتهم في المجلس لتحقيق مارب دنيئة على حساب المذهب والوطن !اعتقد اليوم مجددا ان الكتلة الصدرية هي بيضة القبان التي سترجح كفة هذا او ذاك وهي التي ستلد المرشح الحقيقي لرئاسة الوزراء لكني اخشى ان يلدغ التيار مرة اخرى من نفس الجحر بعد تغييره شكلا لامضمونا فنرجع للمربع الاول تحت تاثير الدخان المنبعث من نار قديمة اشعل فتيلها سابقا من الجحر ذاته لنعود فنقول...وكانك يابوزيد ماغزيت !
https://telegram.me/buratha