وليد ألمشرفاوي
منذ اليوم الأول لتسلم سماحة السيد عمار الحكيم رئاسة المجلس الأعلى الإسلامي العراقي وهو يتبنى ثوابت وغايات مهمة على الصعيد الأمني والسياسي والاقتصادي في بناء المعادلة العراقية الجديدة التي تعبر عن هموم المواطن العراقي التي سببها النظام البائد ,فامتلاكه القدرة على امتلاك رؤية عميقة للواقع السياسي والإحداث الجارية في البلاد والمنطقة,والقابلية على متابعة الامور والأحداث بأدق تفاصيلها وجزئياتها ودقائقها وربطها مع بعضها البعض وحدس المتوقع واستنباط النتائج والإفرازات المتنوعة والمتعددة ,والنظر إلى جميع ذلك من عدة اتجاهات ومستويات وبعين ثاقبة لاتخلط بين الأبيض والأسود ولا تتوهم في تحليل الحوادث وتفكيكها ,هذه الميزة والقدرة التي أمتلكها سماحة السيد عمار الحكيم هي النهج ذاته الذي وضعه وأرسى دعائمه شهيد المحراب(قدس) وسار عليه من بعده عزيز العراق(طاب ثراه) في طريق الكفاح والجهاد,فتحققت لدى سماحة السيد عمار الحكيم القدرة الكبيرة على التعاطي مع مجمل ماتشهده الساحة السياسية العراقية وما يعتريها من مطبات وهزات بعقلية منفتحة لاتكاد تخطئ وتستوعب دائما الامور وتضعها في نصابها الصحيح وتتعامل مع مجمل المواقف بمهنية سياسية عالية وإمكانية نادرة في حل شفرات الأزمات وإيجاد الحلول الناجعة لها والخروج دوما بما هو ممكن من الأهداف المرجوة لمسيرة العملية الديمقراطية وغاياتها,فأصبح يمتلك حنكة سياسية تؤهله باستمرار لقيادة المجتمع نحو بر الأمان والحياة الحرة الكريمة بعيدا عن أي تجاذبات غير نافعة أو حسابات خاطئة ,وما ثبت بلا مزايدة ان أطروحة السيد عمار الحكيم بدعوة القوائم الفائزة في الانتخابات البرلمانية بالجلوس إلى الطاولة المستديرة من أجل تشكيل الحكومة ووضع برنامجها,قد بلغت من الاتزان والواقعية والنضوج بما لايسع لأحد إنكاره ,وان حرصه على المصلحة العامة لأبناء الشعب العراقي بمختلف مكوناته الدينية والاثنية,وتوجهاته السياسية لايتقاطع ابدا مع حرصه على وحدة الصف الشيعي كمكون من المكونات العراقية الهامة ,حيث يعود توحيده وتقارب وجهات نظر أبناءه مؤشرا ايجابيا في الواقع العراقي ككل00ولذا لم يعد للتقييمات الانفعالية والنزقة التي تصف تيار شهيد المحراب وزعيمه بالطائفية من مكان ,لان تأكيد الانتماء للطائفة شئ والطائفية شئ آخر ,فتأكيد الانتماء هو حق طبيعي يمارسه الجميع سواء بإظهار اعتزازهم بانتماءاتهم دينية كانت أوقومية أوسياسية ,ولا ضير في ذلك أبدا ,في حين ان الطائفية هي استعداء الآخرين وتسويغ ظلمهم وتبرير قتلهم واستمراء الاستحواذ على ممتلكاتهم وهذا هو المرفوض شرعا وعرفا وهذا ما لم يكن ضمن توجهات السيد عمار الحكيم لاسابقا ولا لاحقا وليس له من مكان في أدبياته وخطاباته ولم يرد مطلقا على لسانه بل لم يكن من ثقافته ,ذلك لان عمق التجربة وسمو الهدف والإيمان بحق الآخر قد خلق مزاجا عاما بعيدا عن الانفعالية قادرا على التحكم بالعواطف,فسماحة السيد عمار الحكيم هو ضمانة حقيقية للحاضر والمستقبل , ولعل ماثبت من خلال المراحل السابقة من وعي إسلامي أصيل وانقياد تام للمرجعيات الدينية يدفعنا للاطمئنان بأن سماحته سيحقق الأهداف المرجوة التي أسس لها شهيد المحراب الخالد وقدم لتجربة وطنية مميزة وكبيرة بأبعادها, وأرسى دعائم صرح تيار فكري يقوم على أسس الشراكة الوطنية والعدالة والمساواة بين مكونات الشعب العراقي من دون تهميش أو إقصاء أو استبعاد لأي طيف من أطياف الشعب العراقي وبناء دولة المؤسسات والقانون وهو الشعار الذي ناضل من أجله شهيد المحراب واعتبره الهدف الأسمى والمقياس لنجاح الجهود والتضحيات التي قدمها العراقيون طيلة سنوات الجهاد والمواجهة من نظام البعث ألصدامي,أما سماحة السيد عمار الحكيم فقد أنتهج ذات النهج الذي اختطه شهيد المحراب وحقق خلال الفترة الماضية مكانة مميزة وكبيرة وشكل معادلة واضحة لها ثقلها في الساحة السياسية وأثبت انه الرقم الصعب الذي لايمكن تجاوزه أوتجاهله وهي التي سمحت له أيضا بأن يوظف مكانته السياسية تلك وحضوره الاجتماعي في بلورة مشاريع ومبادرات وطنية وسياسية تقرب المسافات بين الجميع وتعمل على تذويب الخلافات بين أطراف العملية السياسية وهو دور رحبت به جميع الكتل السياسية نظرا لتقديرها لمكانته ولنزاهته ولنهجه الوطني البعيد عن الاصطفافات الطائفية والمذهبية وحرصه الواضح في المحافظة على الانجازات باعتبارها تمثل نتاجا لهذه الجهود والتضحيات وترتبط بمصير العملية السياسية في البلاد بأكملها ,ومن هنا كان واضحا دوره البارز في الحراك السياسي الذي تشهده الساحة العراقية من اجل تشكيل حكومة الشراكة الوطنية ,ومنح العملية السياسية زخما ودفعا واضحا والخروج برؤية موحدة تجاه الكثير من القضايا وتسرع من حركة العمل باتجاه إقرار القوانين والإسراع في مناقشتها ,في الوقت الذي يواجه فيه تيار شهيد المحراب العديد من الحملات الاعلامية المشبوه والمخطط لها سلفا والمدعومة من قبل جهات وأجندات خارجية هدفها النيل من مكانته لدى أبناء الشعب العراقي وتحطيم صورته وتشويهها بهدف إزاحته عن مكانته والمجئ بقوى سياسية تكون الأداة بيد هذه القوى من اجل تنفيذ أجندتها ,إلا أنها لن تفلح في تحقيق أهدافها فتيار شهيد المحراب الآن في موقف أقوى من أي وقت ومكانته الجماهيرية تتعزز يوما بعد آخر ولن تنال منها هذه القوى المشبوهة وغيرها0
https://telegram.me/buratha