بقلم:نوال السعيد
منذ اليوم الاول بعد سقوط نظام صدام كان عادل عبد المهدي حاضرا في الميدان مثلما كان حاضرا في مختلف ساحات المهجر يمارس دوره السياسي والفكري والثقافي.وخلال الاعوام السبعة الماضية تصدى عبد المهدي لمواقع ومناصب ومسؤوليات كثيرة وكبيرة ومهمة وكان من بين القلائل المساهمين في صنع القرارات وادارة وتوجيه امور الدولة، فهو رغم انه لم يكن عضوا في مجلس الحكم الانتقالي، الا انه وبحكم كونه كان عضوا مناوبا عن الراحل السيد عبد العزيز الحكيم فأنه كان حاضرا ومشاركا وفاعلا اكثر من كثير من الاعضاء الاساسيين في المجلس. وقد اضطلع بدور مهم ومحوري في صياغة واقرار قانون الدولة العراقية للمرحلة الانتقالية (الدستور المؤقت)، وفيما بعد لم يكن دوره قليلا او هامشيا في صياغة واقرار الدستور الدائم.وحينما شغلت منصب وزير المالية في الحكومة العراقية الاولى(حكومة اياد علاوي) ترك بحكم كونه رجل اقتصاد اكاديمي بصمات واضحة على الواقع المالي للعراق في مرحلة حرجة وحساسة للغاية ونجح في القيام بأصلاحات مهمة على الصعيد الاقتصادي والمالي.وحينما اختير نائبا لرئيس الجمهورية فأنه استثمر هذا الموقع بطريقة جعلت منه مفصلا حيويا مهما، خصوصا مع توفر الانسجام والتفاهم مع رئيس الجمهورية جلال الطالباني ومع النائب الاخر للرئيس طارق الهاشمي.ولم يخطأ ولم يبالغ من وصف عبد المهدي بأنه رجل دولة من الطراز الاول حتى في زمن المعارضة وليس في زمن الدولة والسلطة فحسب. لم يتدافع مع الاخرين على المناصب والمواقع، بل كان ومازال يعمل ويتحرك من منطلق المسؤولية الوطنية بعيدا عن هدف الحصول على هذا الموقع او ذاك.معروف عنه رجل توازنات ومصالحات وتوافقات وتقريب مواقف وحل خلافات، ومايدلل على ذلك علاقاته الايجابية مع مختلف القوى والاحزاب والكيانات والشخصيات السياسية وغير السياسية في البلاد، فضلا عن علاقاته الخارجية الجيدة على مختلف الاصعدة والمستويات.وليس غريبا ان نجد اليوم من يدعو ويدعم صراحة توليه منصب رئاسة الوزراء، ليس من داخل دائرته الحزبية وانما من الدوائر المنافسة والساعية للحصول على هذا الموقع.وليس غريبا ان نجد ارتياحا وقبولا من قبل اطراف عربية واقليمية ودولية لفكرة تولي عبد المهدي رئاسة الحكومة المقبلة.ويعرف الكثيرون الظروف والملابسات التي حالت دون توليه المنصب قبل اربعة اعوام، والتي لم تثنيه عن الاستمرار بأداء واجباته ومهامه من الموقع الذي اختير له، وهو يؤكد بأستمرار بأنه مستعد لان يخدم من اي موقع حتى وان كان ادنى من الموقع الذي يشغله اليوم.
https://telegram.me/buratha