خضير العواد
نحتفل في هذا اليوم بمولد أًمامٍ لايعرفه الا الله ورسوله الكريم (ص) أذ قال رسول الله (ص) ( لايعرفك ألا الله وأنا) ، وقد أكرمه الله بأن جعل ولادته في بيته الحرام ورغم أن الولادة في حد ذاتها مفخرة ما بعدها مفخرة لانه الوحيد الذي ولد فيه ولان البيت بيت عبادة وليس ولادة كما خاطب الله سبحانه وتعالى مريم (ع) عندما ارادت ان تولد عيسى (ع) ولكن الله سبحانه وتعالى قد أكمل هذه المعجزة بمعجزة اخرى اذ كان دخول والدة الامام (ع) فاطمة بنت اسد (ع) من جدار البيت أي فتح لها الجدار ودخلت منه علماً أن الجدار وظيفته الحماية والدفاع وليس الدخول منه وهذه أكبر المعاجز ، حيث تتظافر الايادي المبغضة لأل البيت (ع) على طمس هذا المعلم ولكن لم تستطع حيث يقول الله سبحانه وتعالى ( وأنا له لحافظون) ، وقد أستشهد (ع) في بيته أيضاً أي شاء الله أن يكون دخوله الى الدنيا وخروجه منها من خلال بيته ومابين الولادة والاستشهاد لم يكن علي أبن أبي طالب (ع) ألا مشروع مقدس في تثبيت الاسلام كدين في هذه المعمورة فكان (ع) متكاملاً في كل شئ ويجسد هذا أقوال رسول الله (ص) ، قال رسول الله (ص) ( أذا أردتم أن تروا أدم بعلمه فعليكم بعلي أبن أبي طالب ) وقال الله سبحانه وتعالى ( وعلم أدم الاسماء كلها ) أي العلوم كلها أي أن علي أبن أبي طالب (ع) قد علم العلوم كلها فهل يوجد طبيب قد علم الطب كله أو فقيه قد علم الفقه كله أو أوصولي أو منطقي أو مهندس وغيرها من العلوم ولكن أبو الحسن (ع) قد علم العلوم كلها بدون أستثناء ، وقد قال رسول الله (ص) ( علي باب علمي ومبين لأمتي ماأرسلت به من بعدي )وقال ايضاً ( علي أعلم الناس بالله ) .هذا من ناحية العلم وكان المتكامل في الصفات الاخرى كالشجاعة فهو الذي قتل الابطال الذين أذا ذكرت أسمائهم تتلعثم وتخاف منها الرجال ، وأما كرمه فقصصه مشهوداً بها وعدله لا يوصف فقصة الدرع وكذلك قصة أخيه عقيل (ع) ، وأما أخلاقه فهي النبع الذي ترتوي منه الانسانية جمعاء لم لا ومعلمه رسول الله (ص) الذي يقول الله سبحانه وتعالى بحقه ( وأنك لعلى خلق عظيم ) فكأنك داخل في حديقة غناء تملئها الورود الجميلة على اختلاف ألوانها وعطرها فتحتار ايها تقطف وأيها تشم فهذا هو أبو الحسن (ع) .السؤال الذي يتبادر الى الذهن فلماذا لم يعطى حقه مابين المسلمين ، لقد سأل أحد المسلمين احد الائمة الاربعة عن رأيه بأمير المؤمنين علي (ع) أجاب ماذا أقول في رجل أخفى محبيه فضائله خوفاً وأخفى أعداءه فضائله حسداً فخرج من بين هذا وذاك ما ملأ الخافقين ، لم يعطى حقه هذا النجم الساطع الذي أعطى حقه رسول الله (ص) فلم يبين رسول الله (ص) منزلة مسلم كما بين منزلة علي (ع) في الامة ، قال رسول الله (ص) ( أن على الصراط لعقبة لا يجوزها أحد ألا بجواز من علي) ( لايحب علي ألا مؤمن و لايبغضه ألا منافق ) ( علي خير البشر فمن أبى فقد كفر ) ( أعلم أمتي من بعدي علي) ( لكل نبي وصي ووارث وأن وصي ووارثي علي ) ( علي مني وأنا من علي ) (لايدخل الجنة ألا من جاء بجواز من علي ) ( علي مني بمنزلة رأسي من بدني ) ( علي مع الحق والحق مع علي يدور حيث دار ).فأذا كان المبغضون قد تعاونوا على أخفاء فضائله حقداً وبغضاً وحسداً فهذا عمل الشيطان وأتباعه الكثر اذ يقول الله سبحانه وتعالى ( وأكثرهم للحق لكارهون ) ولكن المسؤلية تقع على عاتق الموالبن له أي شيعته أذ يقول الله سبحانه وتعالى ( وأن أولى الناس بأبراهيم للذين أتبعوه ) ويقول رسول الله (ص) ( زينوا مجالسكم بذكر علي ) ويقول الامام الرضا (ع) ( أحيوا أمرنا رحم الله من أحيا أمرنا ) وتتواجد الكثير من الادلة القرأنية الكريمة والسنة النبوية الشريفة التي تحث على نشر فضائل أهل البيت (ع) قال رسول الله (ص) ( معرفة أل محمد برأةُ من النار ) فأذا كان قدر المتقدمين من المحبين الخوف فما هو عذر أصحاب اليوم والامة الاسلامية في أشد الحاجة لسيرته وفضائله لكي تجلي الصدأ وتصحح التشويه الذي فعله المدعين للاسلام بالاسلام أمام الأنسانية جمعاء ، فلا نكن شركاء بجعل العقبات أمام الأنسانية لكي لا تعرف الاسلام الحق وتعاليمه من خلال علي (ع) أذ يقول الله سبحانه وتعالى ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا ) أي بولايته و أمامته قد أُكمل الدين والذي لايتولاه دينه ناقص يقول الله سبحانه وتعالى وقد تمت النعمة بولايته (ع) والذي لا يتولاه فأن الله لا يرضى أن يكون الاسلام له دينا .فالحديث عن فضائله (ع) وأبنائه البررة (ع) هو الحديث عن الاسلام الحق والوحدة الحقيقية قال الله سبحانه وتعالى فيها ( وأعتصموا بحبل الله جميعاَ ولا تفرقوا ) أي الاعتصام بحبل الولاية لا الاعتصام بالحبال الاخرى التي لا توصلنا الى مرضات الله سبحانه وتعالى وذكر فضائله (ع) في حد ذاتها عبادة توجب الجنة ، والتحدث عن الاسلام الحق هو التحدث عن رسول الله (ص) وأمير المؤمنين (ع) ، فلا يوجد حدث مهم في بناء الدولة الاسلامية ألا وكان الامام علي (ع) هو المحور الذي يدور حوله الرحى فمن السهولة أن يذكر هذا الامام ومن السهولة الحصول على مرضات الله سبحانه وتعالى من خلال ذكره ونشر فضائله (ع) فسلامٌ عليك يأأبو الحسن يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعث حيا , وجعلنا وأياكم من أتباعه وشيعته الذين يقومون بنشر فضائله وسيرته العطرة مابين الناس .
https://telegram.me/buratha