سعد البصري
كلنا يعلم ان لكل سائل درجة غليان معينة عندما يصل اليها في حال تعرضه الى مصدر حراري فأنه يبدأ بالغليان او ما نسميه بالعامية ( الفوران ) وهذا شيء علمي وطبيعي ، اما ان نسمع بحكومة تغلي او شارع يغلي فهذا دليل على ان الاوضاع وصلت الى حد لا يمكن معه التغاضي والبرود ..! فالشارع لم يصل الى هذه الدرجة ما لم يكن هناك اسباب وهذه الاسباب لابد وان تكون موجبة لهذا الغليان ، وهذا ما نراه الان في عراق التغيير والديمقراطية .. فبعد ان تأخر تشكيل الحكومة ومضي ثلاثة اشهر على الانتخابات البرلمانية ادى ذلك الى تفاقم الصراع السياسي فالاعتصامات والتظاهرات هي شكل من اشكال التعبير عن حالة الغليان هذه . ان عدم الاسراع في تشكيل الحكومة العراقية بعد كل هذه المدة الطويلة ادى الى تولد نوع من النزاعات السياسية بين الاطراف السياسية مما سبب استياء المواطن العراقي من الاحزاب والكتل السياسية التي لم ولن تتفق على تشكيل الحكومة ..؟ وبالتالي فأن غليان الشارع العراقي يبدأ من هذه التأخير وينتهي بأنعدام الخدمات المقدمة للمواطن ، لقد اضطر المواطن للتعبير عن ما في داخله من خلال تنظيم التظاهرات ، وهذا بسبب وصول المواطن الى درجة لا يتحمل بعدها ما تمر به البلاد والعباد . فكانت نتيجة طبيعية للتعبير عن رأيه وما مكنون في داخله ولكنه للاسف الشديد جوبه بشيء لم يكن يتوقعه من حكومة جعلت الديموقراطية والتعبير عن الرأي في اولى اولوياتها ، فقوبل هذا المواطن الاعزل بالرصاص وكأنه لا ينتمي لهذا البلد وليس من حقه المطالبة بحقوقه ..!. وهذه المعادلة التي يمر بها العراقيون بكل مستوياتهم تحمل رسالة مضمونها .. اذا لم تستطع الكتل السياسية التوافق في حل المشاكل سوف يعبر المواطن عن رأيه وباشكال مختلفة بسبب تدهور الوضع الامني والخدمي على كافة الصعد ، وبما ان جميع اقطاب العملية السياسية من وزراء وسياسيين منشغلين بمسألة تشكيل الحكومة والخلافات الموجودة بين القوائم والنزاعات على محاصصة المناصب فأن درجات الحرارة سوف تزيد في الشارع العراقي، مما تسبب الغليان .. والايام القادمة حبلى بالجديد .
https://telegram.me/buratha