المقالات

صراع الكراسي ؛؛المالكي وعلاوي؛؛ والانتفاضة الشعبية

1360 22:15:00 2010-06-26

د.علي عبد داود الزكي

أن ولاء السياسيين العراقيين اليوم ليس للعراق المتهالك الذي يبدوا انه يعاني أزمة الإغماء المستمرة ..أن ولائهم متنوع يبدأ من الأنا الى الحزبية الى الجنسية المزدوجة وو ...وأخر ما يكون هو ولائهم للوطن هذا أن كان للولاء بقية... أن القوائم الانتخابية الفائزة التي وصلت للبرلمان ما هي ألا قوائم مكونات وقوائم تعنصر طائفي وعرقي ضيق.. أنها قوائم انعدام الثقة فيما بينهم لفقدان القدسية الوطنية المشتركة التي ممكن أن توحد الجميع في عراق ديمقراطي قوي فلا توجد برامج وطنية شاملة وموحدة لكل العراقيين في هذه القوائم.. لذا ولدت أزمة تشكيل الحكومة ونشا صراع الكراسي ليس حبا بالعراق وإنما حبا بالمغانم... هناك أراء كثيرة كانت تقول بان لقاء أو اجتماع بين علاوي والمالكي سوف يحل الأزمة!! أو أن أجراء مناظرة تلفزيونية بينهما سيؤدي الى حل هذه الأزمة !!... هل الأزمة هي علاوي والمالكي كأشخاص فقط أم هناك اختلاف في البرنامج والرؤية السياسية؟!؟!... هل الأزمة أزمة شخصين فقط؟!... والله لو كانت كذلك فأنهم لا يستحقوا أن يمثلوا نملة عراقية، فكيف أزمة وحساسية بين شخصين كما يقول البعض تصبح مشكلة شعب كامل في عصر الديمقراطية الجديدة... المشكلة ليست كذلك وأي حوار بين الحاضر المتدكتر والماضي ومن وراءه عربان السوء: سوف يخرج بحصيلة واحدة وهي الاعتراف بالماضي والتوقيع له بان يكون شريكا فعالا في المرحلة القادمة... الماضي يجب أن ينتهي وان المالكي رجلا لا نقول عنه انه بلا أخطاء لكنه رجلا ذكيا لا يمكن أن يجازف بالمستقبل لصالح التراجع. العراق طوى صفحة وهذه الصفحة لن تفتح حتى لو صرفت السعودية وعربان السوء أخر دولارا لهم . الصفحة طويت ولن تفتح حتى لو جففوا ومنعوا ماء الفراتين عن العراق . العراق الضامىء العراق المتأزم المتألم لن يموت لن يسقط لن يتراجع وسيشفى رغم انف كل من يريد به السوء.. عراقنا النازف لن ينسى كلاب الإرهاب الوافدة التي كانت ولا زالت تنهش لحم أبنائه باسم القومية العربية.. نسال أرذل العرب الذين ليس لديهم مواقف مشرفة من القضية العربية المركزية هل تنكرون هوية العراق العربية؟ هل تزايدون على عروبة شيعة العراق الجديد ؟! يا نكرات التاريخ...انتبهوا لسؤكم .. دفتر سيئاتكم امتلاء تهيؤا لرد السوء أليكم..يظن الجوار الإقليمي العربي وغير العربي بان العراق هو اليوم الأضعف في المنطقة والجميع يستعد للغد الذي سيتجزأ فيه العراق والكل يبحث عن نصيب في عراق الغد المنهار ... لكن العراق لن يموت لن ينكسر مهما فعلوا ولن يتجزأ.. العراق سيكون مستنقع موت الأقزام الإقليمية وسيكون فيه نهاية الجبابرة... العراق الأضعف كما يظنوا صحيح اقتصاده كسيح ومشاكله وأزماته لا تحل ألا بمشاكل وأزمات أكثر .. لكن كثرة الأزمات ستولد الانفجار.. ولا ضير في إننا اليوم لا نصنع ولا نزرع... لكن كل الجوار الإقليمي يقبل أحذية أقدام العراق ليفوز بعقد من العقود ليصدر للعراق منتجاته... كل الجوار الإقليمي من الهند والصين ومصر الى المغرب العربي يقف صاغرا لتصدير منتجاته . رغم تدهور الإنتاج العراقي على مختلف الأصعدة ألا انه شعب يعيش مستمتعا بان أغنى بلدان العالم في خدمته..العراقي هو سيد الشرق والكل يعملون لتوفير احتياجاته. سينهض العراق وسيبقى هؤلاء عبيدا للعراق كما نراهم اليوم... عندما يكون العراقي الوطني على المحك فانه ؛؛يكون أو لا يكون؛؛ أي انه لن يختار سوى العراق لن يختار ألا الأمل العراقي لن يختار ألا العزة والنجاة.. لا معنى لجلسات الشاي بين السياسيين لتحل أزماتهم (قبل فترة النائبة السابقة ميسون الدملوجي تحدثت عن طيبة الإنسان العراقي وتحدثت عن أن الأزمات بين الكتل والسياسيين ستحل بسهولة بجلسة شاي بمزاح قليل وضحكات بسيطة ينسى السياسي ويتراجع عن مواقفه المتزمتة).. طبعا هذا شيء مضحك ومخجل .. المفروض هناك مؤسسات قوية وفعالة وهناك قوانين وأنظمة محترمة المفروض أن يحترم السياسي القانون ويبتعد عن الارتجال والعاطفة غير الناضجة..هل السياسة أصبحت عاطفة وضحك ومزاح.. السياسة دائما ترعى المصالح الوطنية بعيدا عن العواطف غير الناضجة .. الحقوق والاستحقاقات الوطنية هل يمكن التنازل عنها بسهولة في الولائم والعزائم والهزل ووو...؟ السياسة يجب أن لا تسير بعاطفة أشخاص وإنما تحترم عاطفة التوحد العراقي.. المفروض تكون هناك حوارات ناضجة واتفاقات إستراتيجية تبحث عن حقوق المواطن البسيط قبل السياسي في الكتل السياسية الكبيرة والصغيرة.. والمهم النظر الى مصالح الشعب وليس الى ضحكات السياسيين .. أن ثمن عدم الاستقرار هو دم الشعب العراقي الزكي. فلا نقبل بمن يضحي بدماء العراقيين ولا يتقدم خطوة اتجاه تصحيح المسار .. نتمنى أن تكون هناك لقاءات عراقية وطنية جدية تنظر للكل وليس الى مكونات محددة فقط.. تنظر لمستقبل امة العراق التي يجب أن يتم استيعاب مكوناتها جميعا في حكومة قوية تنهض بأعباء البلد وتنقذه من ماساته . من العار بيع حقوق الشعب وحقوق الضعفاء بجلسة شاي أو ضحكة ماكرة .. هل من العدالة أن تنتهك حقوق المجتمع العراقي ويباع في مزاد المساومة العلني فوق طاولات التفاوض الشخصية بين السياسيين؟..العراق اليوم لا يحتاج الى رمز تدكتر جديد . العراق يحتاج الى حزم مؤسساتي متماسك بعيدا عن السوء وبعيدا عن الذين تكرشوا في السنوات الماضية وبعيدا عن الساعين للتكرش اللامحدود في مرحلة التسلط الجديدة.. العراق فوق الشخوص العراق اكبر من أن يختزل بزعيم واحد العراق الديمقراطي عراق المؤسسات التي نبحث عنها ونراها حتى الآن حلم.. لنتضامن ونتحد من اجل عراق المؤسسات الديمقراطية. أن من أسوء مشاكل الحكومة القادمة هي أنها ستكون بلا رقيب ومحاسب قوي.. لان البرلمان العراقي الجديد كسابقه سيكون بلا معارضة .. وهذا سيؤدي عاجلا أم آجلا بالعراق الى كوارث ونكبات وقلة خدمات..مما سيحفز الشعب ليكون هو المعارض للحكومة وسينتفض طلبا للعدالة والمساواة ويزيح أوثان البؤس ورموز الألم والسوء..ولربما انتفاضة البصرة الأخيرة لطلب الكهرباء هي بداية المعارضة الشعبية . أذا فشلت معارضة الشعب في تصحيح مسار الحكم سوف لن يبقى سوى خيار واحد وهو الجيش ليقوم بدوره الوطني في مناصرة الشعب.. نتمنى أن يكون هناك شفاء للديمقراطية العراقية قبل أن تصل الى هذه الطرق والحلول الصعبة .قلنا أشياء وبقيت أشياء ..وطرحنا رأي في خضم تدافع الآراء ..نتقبل الحوار الهادف لتصحيح المسار ..احترامي لكل من يعمل من اجل نهوض امة العراق...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
احمد
2010-06-27
المفروض ان المقالة وخصوصا مقدمتها لا تصلح للنشر في الوكالة,فمكانها الطبيعي الشرخ الاوسخ ومثيلاتها,لأن الكاتب لم يستثن احدا من السياسيين العراقيين طاعنا بولائهم,وهو نفس الاتهام الذي تسوقه وسائل اعلام وصحف طائفية معروفة..المفروض ان لا تتبنى الوكالة مثل هذه الافكار المليئة بالحقد والكراهية والتعميم الطائش.
صراحة صارخه فهل من اذان سامعه؟
2010-06-27
نفثة حراءعلى عراق هدمه الهادمون وتجرأعليه غربان السوء والمتهالكون على نسف ديمقراطيته لئلا تغديهم صفرا بدون ان النزاهة التي نجحت في جلب زينة وأخواتها هي بداية اكتساح المسخرين والقمل والضفادع والمخلفين من المشخطين الثرامين المقبرين المشردين منفلوطي زبيبه ونهاقي مسرح الدبيبه فما أن يتطهرالمجتمع من كل أفاك مرتش جاهل ماشاف الفرح ألا بزمان الجرذوالمشخطين مثله حتى سيرد الصاع صاعين لكل الفيروسات والأشنات والبكتريات المتكأكة عليه بنجاسات استحلت الجنين حرقاوحينها سنزأر فيلجأالاشرارللثقوب؟هل؟
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك