عبير الخالدي
لان السيد جابر الجابري ابن الناصرية البار وسليل الكرام والسيف البتار في وجه الباطل ومنبر المظلومين فقد كان لزاما علينا ان نقول كلمة الحق التي بدونها سنكون شياطينا خرساء لو تغافلنا عنها او وأدناها في انفسنا ...فالسيد جابر الجابري الوكيل الاقدم لوزارة الثقافة قدم للقضية العراقية طيلة عقود من الزمن مالم يقدمه الكثيرون غيره ممن يستلون اليوم سيوف البغي والباطل ويوجهونها الى ظهره اليوم جهارا نهارا..والانكى ان البعض من اولئك المتربصين والحاقدين يتبوأ اليوم للاسف مواقع متقدمة في وزارة الثقافة ولما تزال اشعاره في مديح الطاغية مجلجلة في افاق الخزي والعار ... متناسين ان للسيد جابر الفضل على بعضهم او اكثرهم وله قصب السبق في احتضانهم سواء في الوزارة او في غيرها ...لكنه سوء الخلق وربما شدة الحسد او كلاهما انتجا ذلك السيل العارم من العداء الشديد للرجل مع مالاينكرون من سابق فضله وعظيم مواقفه معهم ..ولانني لا اريد ان اذكر اسماءا حتى لايقال ان ما اكتب يصب في خانة تسقيط الاخرين ( الساقطون اصلا منذ ان كتبوا يمدحون الطاغية حتى حولوه الى نبي او نصف اله )..لكن يجب ان لا نسكت على تلك المؤامرات التي تحاك من هنا وهناك ضد الجابري حتى صار وحيدا محاصرا في وزارة ترتمي تارة في احضان الارهاب والقتلة والذباحين ويتصيدها تارة اخرى البعثيون والمتزلفون والمتصيدون سواء كانوا من الشيعة او السنة حتى كأن الجابري فيها غريبا كغربة نخلة عبد الرحمن الداخل في حدائق الاندلس ..لقد نسي الجميع ان الرجل الذي افنى عمره في مقارعة الجلادين افترش هموم الغربة عقودا طوال دون ان يطرف جفنه لحظة او يخطر في باله ان يهادن في الوقت الذي كان غيره يمسح باذيال السلطة ويلثم ايادي المتجبرين في الارض ...ولان يد الجابري بيضاء من كل سوء نقية من التلوث بالسحت الحرام والمال الذي سرقه اولئك الثلة المارقة عن نهج العراق الجديد تارة بالنهب واخرى بالحرق وثالثة بالارهاب فليس من المستغرب أن تتنوع الجبهات التي يفتحها اولئك الحاقدون ضده لا لسبب سوى لانه السيد جابر الجابري ..فهي سنة الشيطان في النفوس المريضة التي تكره كل من يملك من الاخلاق الحسنة والسيرة العطرة مالايملكون ..وبعد ان فشلت كل المحاولات للنيل من الجابري شخصا او سيرة او منهجا فقد اتجه البعض الى محاولة النيل من تلك الماثر التي خلفها السيد الجابري او تلك الاعمال التي يجدون فيها اثرا او بصمة له ..لا لشيء الا لأن جنونهم لا يكاد يطيق هذا العلاء وذلك الشرف الذي يرافق شخص السيد اينما حل وارتحل ..اخر المؤامرات التي حيكت بليل ودبرت في مغاور النفوس المريضة كان محاولة الالتفاف على المركز الثقافي في الفهود ..وفي قرية المجري بالتحديد ..هذا المركز الذي هو بناء بسيط اقيم على ارض تخص القرية وباموال من مشاريع انعاش الاهوار وبكلفة بسيطة وبناء متواضع فلا يصلح ان يكون قصرا يحسد الحساد عليه الجابري ولا مقرا تجاريا لانه اقيم في منطقة نائية لا يكاد يطرقها طارق او يمر بشواطئها سوى الخلص من ابنائها كالسيد الجابري الذين يحملون في جباههم اثر الجنوب وفي قلوبهم يعمر الحب ويتفجر انهارا من الوفاء ..كان الجابري قد سعى طيلة اشهر طوال لان يرى المشروع النور ويكون جزء من الوفاء للمنطقة التي ذاقت المرارات كلها على ايدي المتعاقبين من الطغاة ...ويكون اشراقة نور باسمة في تلك الرقعة التي احتضنها ظلام الاهمال والتشريد والفاقة والحرمان ..ولهذا سعى لانشاء المركز الثقافي في المجري باموال من انعاش الاهوار وباشراف وزارة الثقافة حتى يكون للوزارة الشرف باحتضان المشروع ( وليس العكس ) لانها لم تقدم المال والجهد الذي قدمه الجابري كان مشكورا عليه ويستحق الشكر والثناء والعرفان وليس الانتقاص والحرب الشعواء بهذا الشكل الذي نشهده اليوم ..فاولئك الذين لا يملكون من الضمير ما يمنعهم عن محاربة الاخرين ولو كانوا اسبق منهم بالفضل والشرف والوطنية تدافعوا لينالو من ذلك المركز الثقافي بالتامر للاستحواذ عليه ...ليس لانه قد يوفر لهم الثراء ولا ليقيموا أوده او يسندوا دعائمه او يزيدو في مساحته او يوسعوا من امكاناته ..بل فقط وفقط لينالوا من تلك البصمة المضيئة التي تركها الجابري بسعيه وجهده ومثابرته ...لقد طالب البعض في مراكز مرموقة بوزارة الثقافة وعلى راسهم السيد طاهر الحمود وكيل الوزير بان يصادر المركز لحساب وزارة الثقافة التي يريد الحمود ان يحولها الى ثكنة حزبية او شعبة من شعب الرفاق الذين لا زال يحلم بعودتهم كلما اختلى بنفسه الشريرة ..متناسيا ان اهل الفهود واهل الاهوار الذين لم ولن يرضخوا في يوم للضيم على استعداد لاقامة الف مركز ثقافي على السماح بتحويل ذلك البناء الى شعبة للتجسس او لعقد اجتماعات حزبية او ماوى للسراق وشذاذ الافاق ..ابناء الناصرية الغيارى الذين لا يمكنهم ان ينكروا لتلك الجهود الخيرة التي بذلها السيد جابر الجابري في سبيل انعاش الثقافة في المنطقة أو يسمحوا لثلة من اوغاد العراق الجديد وبعثيوا عراق ما قبل التغيير ان يتكالبوا بهذا الشكل المشبوه للنيل من السيد جابر الجابري ولا من المركز الثقافي الذي يراد تطويقه وافراغه من محتواه الثقافي والتوعوي والتربوي وتحويله الى مجرد حجر على الارض لا يضر ولا ينفع ..المؤامرة واضحة والهدف مكشوف واذرع الاخطبوط التي تحاول ان تخنق المنجز الوليد ستقطعها الارادة الخيرة لابناء العراق ...ابناء القصب والبردي واباة الضيم في كل عصر واوان ..فكفاكم تامرا وكفانا شرفا ان يكون الجابري بين ظهرانينا اخ كريم وابن اخ كريم يذود عن قضايانا بالكلمة والموقف والشعور النبيل ..
https://telegram.me/buratha