المقالات

رجل الاستحواذ ورجل الدولة

766 17:32:00 2010-06-23

ميثم الثوري

ثمة حقيقة لا غبار عليها ولا نقاش فيها وهي ان عملية البناء اصعب واعقد بكثير من عملية الهدم وخطورة التأسيس تفوق في الغالب خطورة التخريب. كما يحتاج البناء والتأسيس الى وعي استراتيجي بعيد المدى قد لا نحصد ثماره في القريب العاجل ولكن في المحصلة النهائية وتقادم السنين والتجربة نكسب ثماره جميعاً وان كان بعضنا يدفع ثمنه في بداياته التأسيسية.ومن هنا فان التريث والتأني في كسب النتائج لكل مشروع يحتاج الى زمن لنضجه واستحكامه امر مفروض واما التعجل في استحصال المكاسب والمنجزاب للمشاريع الكبرى فقد يعرض التجربة والمشروع الى الانهيار والخطر.وبناء التجربة الديمقراطية في العراق وان جاء على اثر ركام النظام السابق واكوام الاخطاء الهائلة التي ارتكبها هذا النظام وما استدعته تلك الاخطاء القاتلة من حرب مدمرة عرضت البلاد للاحتلال والسلب والنهب وانهيار كافة مؤسساته لكنها تجربة كبيرة وفريدة في المنطقة وربما تكون النموذج الافضل في العراق والمنطقة.هذه التحولات الكبيرة على مستوى الدولة العراقية الجديدة قد تحتاج الى المزيد من التضحيات والتحديات الداخلية والخارجية وربما تعرض اصحابها الى الكثير من الاهتزازات والاتهامات ولكنها تبقى هي التجربة النموذجية التي انهت ظاهرة الانقلابات وعقلية الاستئثار بالسلطة والقرار عن طريق القوة والعسكر واصبح المعيار الحقيقي لادارة السلطة هو صناديق الانتخابات التي لا يمكن تجاوزها او القفز عليها.وتبقى الدولة في كل هذه المخاضات هي فوق كل التوجهات والمزاجات وهي الاطار الجامع لكل الانتماءات والخصوصيات الدينية والمذهبية والعرقية وهي كذلك فوق كل التصورات الشخصية والفئوية والحزبية.لا احد يمكنه الادعاء والزعم بانه الاولى والاجدى لادارة الدولة في بلد متعدد الاطياف والطوائف وان كان من حق الجميع التفكير بادارة مفاصل الدولة ضمن السياقات الدستورية الشرعية ومن خلال ما تفرزه صناديق الانتخابات والاجماع الوطني.ولابد ان نعي جميعاً ان ثمة عرفاً سياسياً واجتماعياً اصبح واقعاً وقائماً في العراق لا يمكن تجاوزه او القفز عليه وان لم يشر اليه الدستور بصراحة ووضوح وهذا العرف يتمظهر باساس الحكم في العراق على اساس الشراكة الوطنية وادارته من قبل الجميع وان يكون الدور الاكبر في ادارته لممثلي الاغلبية في العراق وهو جزء من الاستلزام الديمقراطي الذي يمنح الاغلبية حقهم في الحكم كما لا يغمط الاخرين حقهم في هذا الواقع وضمن الاستحقاق الانتخابي والوطني.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك