منى البغدادي
تعامل حزب الدعوة وامينه العام نوري المالكي مع وصايا المرجعية الدينية بانتقائية خطيرة وازدواجية مقيتة وفق نظرية الربح والخسارة فيأخذوا منها ما ينفعهم وينبذون ما يضرهم وهذا تعامل الربح والخسارة وفق الرؤية الميكافيلة الغاية تبرر الوسيلة كشف عن زيف الادعاء الاسلامي لحزب الدعوة وامينه العام.يأخذون من وصايا المراجع ما ينسجم مع طموحاتهم ورغباتهم ويضربون ما يتعارض مع توجهاتهم عرض الحائط كما تعاملوا مع وصايا السيد السيستاني في سياق تأكيداته للحضور الفاعل في العملية السياسية والبرلمان فعندما تصوروا انهم يؤكد لوكلائه ومعتمديه بضرورة انتخاب الاصلح وتوعية الناس على انتخاب قائمة الائتلاف العراقي الموحد في انتخابات (196) وقائمة (555) استبشروا خيراً ودفعوا الناس بهذا الاتجاه وعندما فاز الائتلاف العراقي الموحد باغلبية مقاعد الجمعية الوطنية ومجلس النواب وطالبهم الامام السيستاني بضرورة ترشيح وزراء من خارج قائمة الائتلاف الوطني العراقي لكي يبقى الائتلاف فاعلاً داخل البرلمان وعدم افراغه من اعضائه الفاعلين انبرى الدعاة قائلين نحن لا نقلد السيد السيستاني ولا نلتزم بما يريد!!! لانهم كانوا يرغبون بأستئزار اعضائهم في هذه الوزارات امثال الدكتور عبد الفلاح السوداني وخضير جعفر الخزاعي وشروان الوائلي.وتعاطى الدعاة ايضاً مع اقوال الشهيد السعيد محمد باقر الصدر بنفس الانتقائية والانانية فاخذوا ما اشيع عنه من اقوال ( اوصيكم بالدعوة خيراً فانها امل الامة) بينما تناسوا اقواله الخالدة من التحذير من حب الدنيا بقوله ( لو كانت دنيا هارون بأيدينا الم نسجن الامام موسى الكاظم).قالها الصدر هذه المقولة المؤثرة والمعبرة في محاضرات حب الدنيا المسجلة بصوته وتساءل عن اسباب اعتقال الامام موسى الكاظم ولو كانت دنيا هارون بايدينا ) مفترضاً وجود هذه الدنيا بايدينا وقد تحقق ما افترضه الشهيد الصدر واصبحت دنيا هارون وبغداد (الرشيد) بايدي نوري المالكي والدعاة ولكن ماذا فعل المالكي والدعاة فهل اغلقوا السجون واشاعوا العدل والكرامة والمساواة بين العراقيين ام استأثروا بالمناصب والمراتب والمواقع الحكومية لقبحوا وجه التأريخ ويتنصلوا عن كل القيم والمبادىء التي ناضلوا وقاتلوا من اجلها واعتقلوا بسببها وقدموا التضحيات الجسام من اجل تحقيقها.قالها الشهيد الصدر مفترضاً " لو كانت دنيا هاورن بايدينا" وطبقها المالكي معززاً مخاوف الشهيد الصدر من دنيا هارون المذلة التي يفتتن بها المؤمنون ويمتحن بها المظلومون فتزل قدم بعد ثبوتها.ولتقر عيناً سيدي ابا جعفر ونم قرير العين فان دعاتك وصلوا دنيا هارون وسلطته ولكنهم عبثوا بها ايما عبث وادارو بظهورهم عن كل ما الزموا به انفسهم فهم اليوم في نشوة السلطة غارقون واثبتوا بعدهم الحقيقي عن كل القيم والمبادىء والاخلاق الاسلامية فهم اليوم منغمسون بالسلطة ومتمسكون بها بطريقة قد لا نجد فارقاً بينهم وبين الحاكمين السابقين الذين اجرموا بحق شعبنا والوطن.
https://telegram.me/buratha