عباس المرياني
تفجرت قبل ايام براكين غضب الجاهير الصابرة في عدد من محافظاتنا العزيزية على سوء الخدمات المقدمة من قبل الحكومات المحلية والحكومة المركزية وكذلك على استهانة السياسيين والمسؤولين بحقوق ابناء الشعب العراقي. واظن ان موجة التظاهر والمطالب لن تتوقف في محطة قريبة بعد ان اجبرت الجماهير عليها ..الا بتحقيق مطالبها المشروعة من توفير الخدمات والامن وسبل الحياة الكرمة ..خاصة وانها نجحت وخلال يومين من التظاهر من قطف اولى الثمار والتي تمثلت بالاطاحة بوزير الوعود الكهربائية الكاذبة والذي يعتبر من اشد المتمسكين بمنصبه قبل هذا اليوم وان كان الثمن كبيرا وباهظا والذي تمثل بسقوط شهيدين في البصرة وعدد من الجرحى في صفوف المدنيين وقواتنا الامنية الحكومية في عدد من المحافظات الاخرى.اضافة الى ان هذه المظاهرات قد وجهت رسالة عاجلة وقوية للجميع بضرورة التحرك وحسم الملفات العالقة قبل فوات الاوان وسيكون امام المتمسكين بمواقفهم خيارين لاثالث لهما اما الاستجابة لمطالب الجماهير او الاتصال بالاخ كريم وحيد لمعرفة سبل سلوك طريق السلامة والامان وهذا ليس تهديدا موجها لاحد لكنه الحقيقة التي اثبتتها الايام الماضية.وقد يتصور البعض اننا من مؤيدي اثارة الفتنة او التحريض على اعمال الفوضى او تعريض ارواح المواطنين والعسكريين الى الخطر كلا ؟ لكن المشكلة تكمن في بركان الجماهير الهائج في زمن تكسرت فيه قيود الصبر الممل والخوف والتردد والجمود الفكري .واعتقد ان رسالة الرفض لكل انواع التسويف والمماطلة قد وصلت الى من يهمه الامر وبصورة واضحة لا لبس فيها يجيد قراءة سطورها بتجلي جميع المعنيين لان من طالب بحقه قبل ايام لم يكن ينتمي الى حزب او مكون او جهة سياسية معينة وان حاول البعض التستر خلف هذه اللافتة وانما تمثل بكل المحرومين والمظلومين والحالمين بغد افضل تتجسد ملامح فجره بمطالب بسيطة حد الكفاف وترك زينة الحياة ومافيها للراغبين بها.ومن بين الذين عنتهم رسالة الرفض والاحتجاج الجماهيرية اولئك الذين يتكلمون من مواقع عليا وينظرون الى الاخرين وكانهم عبيد واتباع دون الرجوع الى الماضي القريب ويواصلون رفع سقوف مطالبهم الى مستوى يفوق حجم المأسات التي تسببوا بها.ليس لدينا وقت لنهدره في التسويف والمماطلة والوعود الكاذبة من اجل تشكيل الحكومة القادمة والتي هي مفتاح لحل المشاكل العالقة وليست لدينا ارواح ودماء رخيصة نضحي بها من اجل حقوقنا ومطالبنا لاننا عمدنا هذا الطريق بدماء رجالنا وشبابنا واطفالنا ونسائنا ولن يكون طريقنا صعبا لرجم المذنبين وطردهم لاننا خبرناه واهتدينا اليه بيومين فقط
https://telegram.me/buratha