د. احمد المبارك
يبدو ان احداث البصرة وما تلاها من احداث اخرجت رئيس الحكومة المنتهية ولايته السيد نوري المالكي يفقد رابطة عقله تلك الاحداث التي حاول في البداية ان لايكترث لها الا ان ارتقاء احداث تلك المظاهرات الى مستوى الانتفاضة الشعبية دفعته لاجراء مؤتمره الصحفي التي بدا فيها وهو يتحدث بعصبية تشبه تلك العصبية التي تحدث بها يوم اعلنت المفوضية العليا للانتخابات نتائج الانتخابات والمالكي في هذين المؤتمرين لم يكن موفقا وكان يظهر معدن تفكيره الاقصائي الذي يرفض الاخرين .المالكي اطلاق النار عشوئيا على الاعداء والشركاء على حد سواء على المولاةوالمعارضة منطلقا من نظرية المؤامرة ولم يقف المالكي عند حد الفرقاء والاصدقاء السياسيين بل الحلفاء السياسيين في وقت تسود فيه روح المحاورات لتشكيل الحكومة القادمة وامتد حديث المالكي ليتهجم على المرجعية الدينية فهو يعتقد ان اداء ( المؤسسة الدينية كان سيئا ) على حد قول المالكي في اسكات المنتفضين وهو يشير في حديثه عن المؤسسة الدينية عن بيان المرجع النجفي الذي اصدره بعد استشهاد شخص او شخصين عقب مظاهرات البصرة كما يشير الى مطالب وكلاء المرجعية وفي مقدمتهم المرجع الاعلى في توفير الخدمات الى المواطنين وكان ينظر المالكي لهذا البيان وتلك المطالبات على انها " سيئة " في سابقة خطيرة تدل على ان السيد المالكي يعتبر من يقف مع الشعب ينتمي لثقافتهم التي تحدث عنها المالكي ايضا في مؤتمره " ثقافة السرقة " فوصف المالكي المرجعية والشعب " بثقافة السرقة " والمعنى واضح من ان المالكي يحاول اتهام الشعب العريض وجماهيره الواسعة ومرجعيته بالسرقة فيما ينزه السيد المالكي وزير الكهرباء ويصفه بالشخص الوحيد النزيه وان العراق ليس فيه من نزيه سوى وزير الكهرباء رغم انه في نفس المؤتمر الصحفي يفضح سرقات وزير الكهرباء من دون ان يشعر فقد قال المالكي ان وزير الكهرباءطلب مبلغ 80 مليار لانشاء محطة بثلاثة اشهر ورغم مرور عامين فلم تنجز تلك المحطة كما يقول السيد المالكي وفي هذا الحديث ما يدفعنا للقول بان المالكي مشترك مع وزيره في عملية السرقة بل هو جزء منها كما كان جزءا من صفقات الكثير من القضايا التي اثبت ان الفساد قد اجتاحها وليس اخرها صفقة الطائرات الكندية التي اتهم فيها واحد من اقرب مقربي المالكي .الحكومة التي ادارها المالكي خلال السنوات الاربع الماضية اثبتت فشلها وتغلغل الفساد فيها بضوء اخضر من رئيس الوزراء المنتهي الصلاحية نوري المالكي .
https://telegram.me/buratha