احمد عبد الرحمن
لم تتوقف موجة الاحتجاجات الشعبية على سوء الخدمات لاسيما الطاقة الكهربائية، بل على العكس من ذلك تماما، فأنها راحت تتوسع وتمتد الى مساحات اوسع، فبعد محافظة البصرة شهدت محافظات اخرى في مقدمتها ذي قار تظاهرات مماثلة، ويبدو ان هناك محافظات اخرى تتأهب للخروج بمسيرات احتجاجية.ومطاليب الجماهير واضحة الى حد كبير، وتتمثل بتحسين الخدمات بالاطار العام، ومعالجة ازمة الكهرباء التي بلغت مستويات خطيرة ومقلقة للغاية، وكذلك اقالة المسؤولين المقصرين والفاسدين.وهذه مطاليب مشروعة ومعقولة ومقبولة، والاستهانة والاستخفاف بها امر ينطوي على رؤية قاصرة وهروب من المشاكل والازمات، بدلا من مواجهتها والبحث عن حلول ومعالجات واقعية وعملية لها.والانكى من ذلك اعتبار تلك الاحتجاجات الواضحة في اهدافها ودوافعها مرتبطة ومنطلقة من حسابات واجندات سياسية معينة. ولعل التعاطي بهذه الطريقة التبسيطية والتسطيحية مع احداث ووقائع على درجة كبيرة من الخطورة، هو الذي يؤدي الى امكانية استغلالها من قبل جهات معادية لاغراض سياسية سيئة، وفي حال نجحت تلك الجهات بذلك، فهذا هو الخطر الحقيقي بعينه، وعلى الجهات الرسمية المسؤولة ان تعي وتدرك هذا الامر، وتتحسب له، وتعمل على الحؤول دون حصوله، وذلك يتحقق بالالتفات الى مطاليب الناس والعمل على الاسراع بتلبيتها، وتشخيص مواضع الخلل والقصور والتقصير، وتسمية الاشياء بمسمياتها، ووضع حد لسياسة المجاملات لهذا الطرف وتلك الجهة وذاك الشخص على حساب المصالح العامة، فتلك السياسة الخاطئة افقدت البلاد الكثير من ابنائها الطيبين والخيرين، وبددت الكثير من ثرواتها ومواردها، وفسحت المجال لدخول القتلة والمجرمين والارهابيين اليها، وهيأت الاجواء والمناخات الملائمة لتغلغل الانتهازيين والفاسدين في مختلف مفاصل الدولة على حساب اصحاب الكفاءة والنزاهة والتأريخ المشرف.ان الاحتجاجات الجماهيرية انما تعد جرس انذار لمن هم في مواقع المسؤولية اليوم،ت أ ولمن اصبحوا في مواقع المسؤولية، ولمن سيكونوا غدا، سواء في مجال التشريع او مجال التنفيذ.ومايمكن معالجته واحتوائه اليوم قد تصعب معالجته واحتوائه غدا او بعد غد.
https://telegram.me/buratha