المقالات

ظاهرة قمع المتظاهرين في البصرة .. ما أشبه اليوم بالبارحة

1161 20:11:00 2010-06-22

ميثم المبرقع

هناك ظاهرة خطيرة اورثناها من النظام السابق في مواجهة المعارضين والمخالفين لنا وهي تتمظهر باتجاهين: الاول الاتهام الجاهز للمتظاهرين او المعارضين لنا بابسط وارخص الاتهامات ولعل اقربها هو العمل لجهة اجنبية او تحقيق اجندة خارجية والثاني هو معالجة الموقف بالقمع والردع والضرب بقوة على المتظاهرين العزل واستخدام اخر ما تلجأ اليه الانظمة البوليسية.ففي مظاهرات البصرة في الاسبوع الماضي احتجاجاً على تردي الكهرباء في البصرة جوبهت باطلاق نار كثيف ادى الى استشهاد بعض المتظاهرين العزل الابرياء.والمعروف في سياقات مواجهة الخصوم والمناهضين ان الحكومات تلجأ عادة الى مراحل في هذه المواجهة فاولها استخدام مكبرات الصوت لتفريق المتظاهرين واسداء النصائح لهم بالرجوع او تحقيق مطالبهم والاسلوب التصعيدي الثاني هو استخدام خراطيم المياه لو اشتدت المظاهرة ولم يفكر المتظاهرون بالتفرق ولو فشل هذا الاسلوب تلجأ القوى القمعية الى اسلوب اخر وهو اشد ضراوة وهو استخدام الغازات المسيلة للدموع وليس المريقة للدماء لتفريق المتظاهرين ولو فشلت فتبدأ مرحلة اشد واصعب وهي استخدام القنابل المطاطية التي لا تؤدي الى ازهاق النفوس او اراقة الدماء.ولن تلجأ عادة الانظمة الى تصفية المتظاهرين وانهاء هذه التظاهرات الا بالطرق التي اشرنا اليها وربما اخر الاساليب خطورة هي اطلاق النار لو لم يتم السيطرة على الموقف او استخدام المتظاهرين اسلحة نارية ضد السلطات الامنية وفي هذه الحالة تطلق النار على المتظاهرين لتخويفهم باتجاه الفضاء ولو على صدورهم.الغريب في القوات الامنية في محافظة البصرة استخدمت اخر الاساليب التي تلجأ اليه الانظمة القمعة لتصفية المعارضين وقامت باول اجراء لها لتفريق المتظاهرين عبر توجيه الرصاص على صدورهم وهم عزل ابرياء لم يطالبوا الا بحقوقهم في الخدمات.ولو افترضنا جدلاً ان المظاهرات كانت مسيسة وتقف وراءها جهات سياسية كما اشار محافظ البصرة شلتاغ وهو اشبه بتبريرات النظام السابق في تشويه المعارضين والمناهضين له لو افترضنا ان جهات سياسية تقف وراء المظاهرات ووراء المطالبة بتحسين الوضع الخدمي وتطوير الكهرباء في محافظة البصرة وهذا الامر مسموح في الانظمة الديمقراطية في العالم فان الاحزاب لها دور في تحريك المسيرات والمظاهرات رغم ان مظاهرة البصرة كانت عفوية بسبب مطالبها المعقولة والمقبولة فهي لم تطالب باستقالة السيد المحافظ او رئيس مجلس المحافظة وهي لم تطالب بمطالب تعجيزية خارجة عن سياقات المطالبات الطبيعية بل هي تطالب بتطوير وتحسين الكهرباء في المحافظة وتزويد حصة البصرة بالكهرباء وهي مطالب تخدم اساسا السيد المحافظ.لو افترضنا ان وراءها جهات سياسية فهل هذا يستلزم ضربها بقوة واطلاق الرصاص عليها فهل هكذا تدار الازمات يا محافظ البصرة وهل اراقة دم مواطن واحد يطالب بتحسين الكهرباء هو امر جزء من صلاحياتك ووظيفتك وهل انتخبوك لكي تطلق النار عليهم.المطلوب من السيد المحافظ تقديم استقالته فورا وتقديمه للمحاكمة وليس من الصحيح ان يقف وراءه رئيس الوزراء ويدافع عنه كما دافع عن وزير التجارة السابق السارق فان الوقوف مع شلتاغ والدفاع عنه يعني تكريس اسلوب العنف والتصفية والقتل وهو ما لا يليق بدولة القانون والانسان.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك