ميثم المبرقع
هناك ظاهرة خطيرة اورثناها من النظام السابق في مواجهة المعارضين والمخالفين لنا وهي تتمظهر باتجاهين: الاول الاتهام الجاهز للمتظاهرين او المعارضين لنا بابسط وارخص الاتهامات ولعل اقربها هو العمل لجهة اجنبية او تحقيق اجندة خارجية والثاني هو معالجة الموقف بالقمع والردع والضرب بقوة على المتظاهرين العزل واستخدام اخر ما تلجأ اليه الانظمة البوليسية.ففي مظاهرات البصرة في الاسبوع الماضي احتجاجاً على تردي الكهرباء في البصرة جوبهت باطلاق نار كثيف ادى الى استشهاد بعض المتظاهرين العزل الابرياء.والمعروف في سياقات مواجهة الخصوم والمناهضين ان الحكومات تلجأ عادة الى مراحل في هذه المواجهة فاولها استخدام مكبرات الصوت لتفريق المتظاهرين واسداء النصائح لهم بالرجوع او تحقيق مطالبهم والاسلوب التصعيدي الثاني هو استخدام خراطيم المياه لو اشتدت المظاهرة ولم يفكر المتظاهرون بالتفرق ولو فشل هذا الاسلوب تلجأ القوى القمعية الى اسلوب اخر وهو اشد ضراوة وهو استخدام الغازات المسيلة للدموع وليس المريقة للدماء لتفريق المتظاهرين ولو فشلت فتبدأ مرحلة اشد واصعب وهي استخدام القنابل المطاطية التي لا تؤدي الى ازهاق النفوس او اراقة الدماء.ولن تلجأ عادة الانظمة الى تصفية المتظاهرين وانهاء هذه التظاهرات الا بالطرق التي اشرنا اليها وربما اخر الاساليب خطورة هي اطلاق النار لو لم يتم السيطرة على الموقف او استخدام المتظاهرين اسلحة نارية ضد السلطات الامنية وفي هذه الحالة تطلق النار على المتظاهرين لتخويفهم باتجاه الفضاء ولو على صدورهم.الغريب في القوات الامنية في محافظة البصرة استخدمت اخر الاساليب التي تلجأ اليه الانظمة القمعة لتصفية المعارضين وقامت باول اجراء لها لتفريق المتظاهرين عبر توجيه الرصاص على صدورهم وهم عزل ابرياء لم يطالبوا الا بحقوقهم في الخدمات.ولو افترضنا جدلاً ان المظاهرات كانت مسيسة وتقف وراءها جهات سياسية كما اشار محافظ البصرة شلتاغ وهو اشبه بتبريرات النظام السابق في تشويه المعارضين والمناهضين له لو افترضنا ان جهات سياسية تقف وراء المظاهرات ووراء المطالبة بتحسين الوضع الخدمي وتطوير الكهرباء في محافظة البصرة وهذا الامر مسموح في الانظمة الديمقراطية في العالم فان الاحزاب لها دور في تحريك المسيرات والمظاهرات رغم ان مظاهرة البصرة كانت عفوية بسبب مطالبها المعقولة والمقبولة فهي لم تطالب باستقالة السيد المحافظ او رئيس مجلس المحافظة وهي لم تطالب بمطالب تعجيزية خارجة عن سياقات المطالبات الطبيعية بل هي تطالب بتطوير وتحسين الكهرباء في المحافظة وتزويد حصة البصرة بالكهرباء وهي مطالب تخدم اساسا السيد المحافظ.لو افترضنا ان وراءها جهات سياسية فهل هذا يستلزم ضربها بقوة واطلاق الرصاص عليها فهل هكذا تدار الازمات يا محافظ البصرة وهل اراقة دم مواطن واحد يطالب بتحسين الكهرباء هو امر جزء من صلاحياتك ووظيفتك وهل انتخبوك لكي تطلق النار عليهم.المطلوب من السيد المحافظ تقديم استقالته فورا وتقديمه للمحاكمة وليس من الصحيح ان يقف وراءه رئيس الوزراء ويدافع عنه كما دافع عن وزير التجارة السابق السارق فان الوقوف مع شلتاغ والدفاع عنه يعني تكريس اسلوب العنف والتصفية والقتل وهو ما لا يليق بدولة القانون والانسان.
https://telegram.me/buratha