وفاء محمد الفتلاوي
"البصرة- غزة"
في خضم الصراعات التي يعيشها الشعب العراقي مع الإرهاب وحكومات المحاصصة والتدمير الكلي للفرد العراقي حياً او ميتاً,تواجهنا موجة جديدة كموجة اسرئيل حينما يفيض خبثها فتغرق ما يحيط بها من مدن فلسطينية طالما هي تحت سيطرة الشيطان..اليوم نرى مدينة البصرة الصامدة كمدينة غزة!! حين تعلن مدينة غزة الاعتصام يخرج أبنائها بمظاهرات تندد بما يحصل لهم من قمع وتنكيل وتواجه العنف والضرب والموت في آن واحد,يسقط العشرات شهداء لاذنب لهم سوى المطالبة بحريتهم من الانتهاكات والحرمان المستمر من ابسط حقوقهم .أو ليس هناك مبدأ حقوق للإنسان؟!!حيث تشهد مدينة البصرة الصامدة في وجه عدوان الأمس واليوم مظاهرات عارمة هزت عروش القابعين في أوكارهم ,سارقين بسمة الأطفال وجمال النساء ورجولة الشجعان ووقار الشيوخ,المدينة التي عانت في ذاك العهد البائد المقبور ألاف الويلات واصطدمت بحواجز القمع والعبودية,اعتقدت(البصرة)إن ذاك الزمان قد ولى وانتهى بسقوط الصنم وبدأت صفحة جديدة بانتهاء عهد الشيطان الأكبر.. فوجئ بإعصار هائج يلفهم ويقذفهم في كل اتجاه دون رحمة بمجرد خروجهم بمظاهرة تعبيرية عن استيائهم بالواقع الخدمي والصحي لاسيما الكهرباء والانقطاع المستمر لأيام وأيام ومليارات الدولارات نهبت لمن؟ والى اين ذهبت؟؟ وبدل احتضانهم والتربيت على أكتافهم وتخفيف الأعباء المحملة على كاهلهم والحروب النفسية المستخدمة ضدهم كونهم هم الشعب المنتخب خصوصا هذه الأشهر الصيفية الملتهبة حيث ترتفع درجات الحرارة إلى أكثر من 45 درجة مئوية في حين دول أخرى تعلن عطلة رسمية إذا ما تجاوزت درجات الحرارة أكثر من 39 درجة مئوية.استقبلتهم حكومتنا بجيشها الجرار الذي بني لحماية الشعب لا لقمعه الحكومة المنتخبة بأقلام وقلوب الشعب المضطهد المظلوم بالهمرات والدبابات والأسلحة النارية سقط ضحيتها شهداء وجرحى ودب الرعب والهلع بين صفوف المواطنين من الكسبة والعاطلين عن العمل وبسطاء الموظفين لم يحملوا أدوات جارحة ولا أسلحة ولا حتى كانوا يحملون الحجارة كما يفعل الفلسطينيون .بل حملوا أرواحهم وقلوبهم المجروحة وسنين الحصار والقمع والاضطهاد المستمر وكتبوها على لافتات تندد بانقطاع التيار الكهربائي عن منازلهم وعوائلهم .لم يحدث أبدا في أي دولة من دول العالم إثناء خروجها بمظاهرة سلمية مطالبتا بأبسط حقوقها إلا وهي الكهرباء والماء هما عصب الحياة أن تواجه بمثل ما واجهته مدينة البصرة.فغزة تحت سيطرة اسرئيل ورغم الاحتلال وتجريد البساتين وهدم البيوت لم تتجرءا أبدا ولم نسمع أبدا بقطع الكهرباء, بينما شعب العراق حر أبي لايخضع للاستعمار ولا هيمنة دولة أخرى (ماعدا التدخلات الجانبية) وحكومته منتخبة من قبل الشعب من الفقراء والمساكين والأرامل والشيوخ وحتى العجزة بحناجرهم الذهبية يواجه حملة قمع وإرهاب من قبل حكومته المنتخبة,وأمر المرجعية العليا إذ جاء فيه:على كل عراقي غيور أن يذهب إلى صناديق الاقتراع ويصوت يجب, إن تكون هناك دولة.أين دور المرجعية ؟؟ألان على المرجعية العليا أن تقف بوجه العمالة وبوجه كل من يريد إقصاء أبناء الشعب العراقي المكبود.هل تعلم المرجعية أن الحكومة قد منعت المظاهرات والتعبير الحر عن أبنائه؟إذا ما الفرق بين مدينة البصرة ومدينة غزة؟!والحكومة العراقية وحكومة إسرائيل؟!اتقوا الله في أبنائكم الغيارى بصونهم كنتم وبصوتهم ترحلوا,واعلموا إن الله مع الصابرين وان الله سريع الحساب..يكفي دمارا وإيلاما لهذا الشعب الأبي الذي قاوم الاحتلال منذ قرون وضحى بالشهداء ,مقابرهم تمتد على مرى العيون..اليوم مظاهرة وغدا قد يحصل ما لم تحسب عقباه فشعب العراق شعب الحضارات والعلوم والأدب هم شعب حرر العراق بالفال والمكوار..بوركتم يابناء البصرة وكل المدن العراقية فصرخة البصرة دوت من الجنوب إلى الشمال وبوركت نسائكم وشيوخكم وأطفالكم ونخيلكم, ستظل البصر ومدن العراق شوكة في أعين المنتهكون لحقوق الإنسان وبالأخص حقوق الشعب العراقي وبورك بكل قلم يكتب بالحق ويزهق الباطل..
https://telegram.me/buratha