المقالات

الاستهانة بمطاليب الناس

797 19:47:00 2010-06-21

احمد عبد الرحمن

لايستغرب المرء حينما يسمع عن مقتل شخص او اثنين او عشرة او حتى مائة في بلد يحكمه نظام ديكتاتوري استبدادي بالحديد والنار، ولاوجود ولا احترام فيه لقوانين حقوق الانسان ولا اهتمام بمطاليبه، لاسيما اذا كانت مشروعة ومعقولة ومقبولة، ولكن الامر يكون مختلفا تماما في بلد يمتاز بوجود نظام ديمقراطي، ويخضع لدستور يحدد حقوق الافراد وواجباتهم، وكذلك واجبات ومهام الدولة سواء كانت متمثلة بالحكومة -المركزية او الاتحادية او تسمية اخرى، او متمثلة بالحكومات او الادارات المحلية.ومن المستحيل ان نعثر على نص دستوري واحد في دستور دولة ديمقراطية ومتحضرة يجيز قتل -او حتى الاعتداء على-مواطن مدني اعزل لم يفعل شيئا سوى انه طالب بأبسط حقوقه بطريقة سلمية، واذا حدث ان قتل هذا المواطن، فأن ذلك سيكون بحد ذاته قضية كبرى تستدعي مساءلة الجهات المسؤولة العليا في الدولة، ويمكن ان تؤدي الى استقالة او اعفاء مسؤولين كبار في الدولة او حتى محاكمتهم. وعندنا-في ظل النظام الديمقراطي المؤسساتي-يبدو ان الامور تسير بطريقة غير صحيحة تشبه السياقات المعمول بها في الانظمة الديكتاتورية الاستبدادية، والا كيف يمكن تفسير ازهاق ارواح بريئة وسفك دماء طاهرة لاشخاص خرجوا الى الشارع يطالبون بالكهرباء ويدعون الى استقالة المتسببين بمعاناتهم التي امتدت لعد سنين، ويدعون كذلك الى محاسبة ومساءلة المتسبيين بهدر المال العام دون جدوى؟. ان ما هو طبيعي ومتوقع ان يؤدي تفاقم المشاكل والازمات وعدم ايجاد الحلول والمعالجات الواقعية لها، الى تراكمات واحتقانات خطيرة من شأنها ان تفتح الابواب واسعة لفوضى واضطراب في الشارع العراقي يصعب السيطرة عليه والتحكم به اذا بلغ مستويات كبيرة.والدولة -وبالتحديد الحكومة بأجهزتها التنفيذية-وكذلك الحكومات المحلية تتحمل الجزء الاكبر من المسؤولية ان لم يكن المسؤولية بكاملها.اذ انه من غير المعقول ان يبقى المواطن يتلقى الوعود الوردية من الماسكين بزمام الامور ولايحصل على اي شيء من الناحية الواقعية، ولايسمح له بالكلام واذا تكلم فمصيره الموت لاغير.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
احسان مطشر العبودي
2010-06-23
المتصدين للعمليه السياسيه في العراق لم يعيشوا يوما واحدا في البصره او الناصريه او في الجنوب من العراق . لكي يدركوا معنى درجة حراره 60 درجه مئويه والشيء الاخر حتى لو ادركوا معنى هذه الحراره فانهم لايستشعرونها. فالكل مع عوائلهم خارج العراق او في المنطقه الخضراء تحت برودة المولدات الضخمه في منازلهم.. واخيرا احب ان اذكر ان تاريخ الحكومات العراقيه والتغير الذي حصل فيها يبداء من البصره والجنوب العراقي.....
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك