المقالات

تعدد المرشحين للحكومة .. المزايا والخطايا (الحلقة الثانية)

715 17:01:00 2010-06-21

ميثم المبرقع

تعدد المرشحين لرئاسة الوزراء يمنحنا رؤية متبصرة على اختيار الافضل بخلاف انحسارها وانحصارها بمرشح واحد واعتباره الاوحد الذي لا بديل له في بلد غادر عقلية الزعيم الاوحد وظاهرة عدم البديل البائسة.اذا اتضح منطقياً وعقلائياً ووجدانياً اهمية تعددية الخيارات في ايجاد فسحة من الابداع والعطاء والابتكار فعلى المستوى السياسي تكون اهمية تعددية الخيارات افضل واكثر ضرورية لامور عديدة نشير اليها اجمالاً:

1- العمل السياسي خاضع للمتغيرات المستمرة وهذه المتغيرات لو لم تسبح في فضاءات الخيارات المتعددة لم تؤد مهامها ووظائفها بالشكل المطلوب وحتى على مستوى الحرب وخططها فان القائد الميداني لو توفرت لديه الخيارات العديدة تصبح مهمته يسيرة بخلاف لو ضاقت به الخيارات والسبل.

2- ما نخشاه من غياب الخيارات على مستوى العمل السياسي وادارة الدولة من الانفراد والاستبداد هو منطقي ومهم فقد لا نخشى الاستبداد في المواضع الاخرى التي لا يترتب عليها مخاطر جسيمة كما هو الحال في السياسية فلو استبد التاجر بسعر بضاعته او المثقف بفكرته والفقيه بفتوته والاب بعائلته فلن يضروا الواقع بشىء اخطر مما يضر بها الاستبداد السياسي والانفراد السلطوي لان مثل هذا الاستبداد يؤثر على الواقع كله ويشل حركة التطور والتقدم في المسار السياسي.

3- تعدد الخيارات ضرورة سياسية ودستورية وذلك لامر بسيط وهو ان نظام الحكم في العراق اتحادي تعددي فيدرالي وليس ملكي او وراثي وان رئيس الوزراء او الجمهورية لا ينتخب مدى الحياة بل ينتخب لدورتين فقط وعمرهما ثماني سنوات وهذا التوقيت يضطرنا الى اهمية تعدد الخيارات بخلاف الحكم المؤبد للسلطة فانه قد لا يحتاج الى تعددية قيادية ولن يغادر الحاكم السلطة الا بانقلاب عسكري او موت فجائي.

4- عقلية التعدد تمنح فرصة لظهور وبروز الطاقات الغائبة او المغيبة ويغلق الباب امام التصورات البائسة واليائسة بغياب البديل وفي التعددية للخيارات نستكشف الكثير من الطاقات والقيادات لاننا نعتقد بان الوطن ولود وليس عقيماً.ولكي لا نبخس الجانب الاخر اشياءه ممن يؤمن بوحدة الخيار فان الميزة الواحد في هذا السياق هو ان وحدة الخيار لا تؤدي الى الحيرة والتردد في الاختيار، وقد تجنبنا وحدة الخيارات الكثير من الازمات والاختلافات والنزاعات الناتجة عن تعدد الخيارات ولكن هذه الميزة تكاد تكون عيباً او تستبطن خللاً في ذات الوقت فان احتمالية النزاعات على مستوى اوسع من الخلافات بين القادة السياسيين فقد تشمل هذه النزاعات الناتجة عن وحدة الخيارات وغياب البديل الى نزاعات واسعة على مستوى الشعب ووحدته خاصة الشعوب ذات التعددية الدينية والمذهبية والعرقية فهي الاكثر تعلقاً بتعدد الخيارات التي تحقق لها طموحاتها وتبدد مخاوفها من التهميش والاقصاء.وقد تثار اشكالية في تعدد مرشحي الكتلة الواحدة لرئاسة الوزراء وهي ان هذه التعددية توحي بالخلافات الداخلية وغياب الاتفاق على مرشح واحد.

وهذه الاشكالية اذا كانت صحيحة فهي تصح على مستوى الحزب الواحد الذي يتفق احياناً على قائد واحد بينما موقع كموقع رئاسة الوزراء فهو لا يعني تمثيلاً لحزب واحد او طائفة محددة او جهة معينة بل يعني تمثيل العراق كله وان تعدد المرشحين يعطي فرصة اكبر لاختيار الافضل وطمأنة الشريك الاخر الذي لا يمكن تغافله او تجاهله في عراق اتحادي غادر الاستبداد والانفراد والاضطهاد ولن يحكم الا من خلال الجميع دون استئثار للقرار او احتكار للحكم وهي ما يعني ان العراق يتجه باتجاه البناء الصحيح وبناء دولة المؤسسات والقانون فعلاً وقولاً وشعاراً وشعوراً.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك