المقالات

جدلية القوة .. المؤسسة ام الفرد

788 13:49:00 2010-06-20

اكرم المبرقع

يبدو ان مفهوم القوة لدى الكثيرين اختلف بمدلولاته ومتبادراته وربما اختلف التصورات والقراءرات لمعنى الرجل القوي وما يثيره من تداعيات على واقع الدولة والتجربة الديمقراطية في البلاد.ان قوة الانظمة الديمقراطية في العالم ليست ناظرة الى قوة المسؤول بل انه يستمد قوته من نظامه بينما قوة المسؤول في الانظمة الديكتاتورية هي التي تنعكس على النظام وهو التي توجه مسار الدولة باتجاه حافة الهاوية ولذا عندما يقيّم النظام الالماني في عهد النازية سيكون التقييم منصباً على شخص هتلر كذلك في ايطاليا في عهد موسوليني وكذلك العراق في عهد صدام المقبور بينما لم نلحظ وجوداً بارزاً في النظم الديمقراطية الى ظاهرة الرجال والرموز التي تؤسس للشخص وليس الدولة وهذا الفرق الحقيقي بين القوي في النظام الديمقراطي والقوي في النظام الديكتاتوري.الرجال والزعماء يرحلون دستورياً اذ لا يحق لهم لاكثر من دورتين او يرحلون طبيعياً بالموت او المرض، وهم طارئون والباقي الاصيل هو الدولة والنظام الديمقراطي فليس من الصحيح التفريط بالاصيل والثابت من اجل الطارىء والزائل كما تم التفريط بالعراق في المرحلة السابقة من اجل الشخص الذي وظف كل شىء من اجل وجوده وبقائه فلم يبق هو ولم يبق معه مؤسساته ومفاصلها التي تحافظ على وجود الدولة برحيله او موته او هروبه واختفائه.لسنا بحاجة الى رجل قوي بلا مؤسسة قوية فان قوته له وضعف مؤسساته علينا ولم نحصد من قوته سوى الازمات والاحتقانات والتوترات بينما قوة المؤسسة تعني الضمانة الاكيدة لحفظ كرامة وحرية الانسان وقوة الدولة ورسوخها. ام منطق القوة لا يعني لا قوة الحق والدستور والشرعية واما عقلية القوة في العهد السابق فتعني عقلية الازمات والحروب والعنتيرات وتسويق التوترات الى المنطقة والعالم والشعوب.ان ما نريد التأكيد عليه في هذا السياق هو القوة الحقيقية الكامنة في اعماق المؤسسة والدولة والدستور وليس الشخص فالشخص قوي بالدستور وبالشرعية الوطنية والموافقة الشعبية على القبول والرضا.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك