اكرم المبرقع
يبدو ان مفهوم القوة لدى الكثيرين اختلف بمدلولاته ومتبادراته وربما اختلف التصورات والقراءرات لمعنى الرجل القوي وما يثيره من تداعيات على واقع الدولة والتجربة الديمقراطية في البلاد.ان قوة الانظمة الديمقراطية في العالم ليست ناظرة الى قوة المسؤول بل انه يستمد قوته من نظامه بينما قوة المسؤول في الانظمة الديكتاتورية هي التي تنعكس على النظام وهو التي توجه مسار الدولة باتجاه حافة الهاوية ولذا عندما يقيّم النظام الالماني في عهد النازية سيكون التقييم منصباً على شخص هتلر كذلك في ايطاليا في عهد موسوليني وكذلك العراق في عهد صدام المقبور بينما لم نلحظ وجوداً بارزاً في النظم الديمقراطية الى ظاهرة الرجال والرموز التي تؤسس للشخص وليس الدولة وهذا الفرق الحقيقي بين القوي في النظام الديمقراطي والقوي في النظام الديكتاتوري.الرجال والزعماء يرحلون دستورياً اذ لا يحق لهم لاكثر من دورتين او يرحلون طبيعياً بالموت او المرض، وهم طارئون والباقي الاصيل هو الدولة والنظام الديمقراطي فليس من الصحيح التفريط بالاصيل والثابت من اجل الطارىء والزائل كما تم التفريط بالعراق في المرحلة السابقة من اجل الشخص الذي وظف كل شىء من اجل وجوده وبقائه فلم يبق هو ولم يبق معه مؤسساته ومفاصلها التي تحافظ على وجود الدولة برحيله او موته او هروبه واختفائه.لسنا بحاجة الى رجل قوي بلا مؤسسة قوية فان قوته له وضعف مؤسساته علينا ولم نحصد من قوته سوى الازمات والاحتقانات والتوترات بينما قوة المؤسسة تعني الضمانة الاكيدة لحفظ كرامة وحرية الانسان وقوة الدولة ورسوخها. ام منطق القوة لا يعني لا قوة الحق والدستور والشرعية واما عقلية القوة في العهد السابق فتعني عقلية الازمات والحروب والعنتيرات وتسويق التوترات الى المنطقة والعالم والشعوب.ان ما نريد التأكيد عليه في هذا السياق هو القوة الحقيقية الكامنة في اعماق المؤسسة والدولة والدستور وليس الشخص فالشخص قوي بالدستور وبالشرعية الوطنية والموافقة الشعبية على القبول والرضا.
https://telegram.me/buratha