ميثم الثوري
ان التضحية ليست كلمات ترددها الشفاه او شعاراته تحملها اللافتات وهي ليس حروفاً تسطرها الكلمات بل التضحية تعني الفداء والذوبان من اجل الوطن والممارسة الحقيقة لمعاني الفداء والتضحية من اجل الوطن.وثمة اتجاهان من المضحين اولهما التضحية من اجل الوطن والاخر التضحية بالوطن وهنا تتضح الخنادق وتنكشف الشعارات.ليس من الصحيح فهم التضحية بمعناها السائد والمتبادر الى الاذهان بمدلولها الساذج والبسيط وهو التضحية بالنفس والمال من اجل الوطن فهذه التضحية اصبحت واضحة لا تحتاج الى توضيح او تبسيط لان توضيح الواضحات من اشكل المشكلات.ما نريد التأكيد عليه في هذا السياق هو الاشارة العابرة الى معنى التضحية بالمعنى الراهن الذي يحتاجه العراقيون من قواه السياسية التي كانت تمتلك سجل مشرف من التضحية في العهد البائد.من المفارقات ان الكثير من شخصياتنا السياسية كان لديه الاستعداد للتضحية بكل ما يملك وواجه النظام البوليسي القمعي في العراق وتحمل اعباء الزنزانات والتشريد والسجون من اجل هذه المواجهة العنيدة ولم يفكر بادنى مستويات المكاسب السلطوية والامتيازات الدنيوية فلا يمكن ان نتصور باي حال مجرد التفكير بالمصالح والمكاسب الدنيوية في طريق ذات الشوكة الذي لا نتوقع منه سوى الاعدام او السجن او التغييب.ولكن الكثير من هؤلاء الذين كانوا يضحون ويواجهون ابشع نظام اجرامي في المنطقة والعالم اصبح لا يفكر بادنى مستويات التضحية ولو على موقع هناك او منصب هناك.الذي يمتلك الاستعداد للتضحية بالمال والنفس في مواجهة نظام صدام المقبور فلا نعتقد انه بعاجز على التضحية او التنازل قليلاً من بعض الطموحات السلطوية والدنيوية بل من باب الاولى قدرته على التضحية بالاقل من كل ذلك فان التضحية بالاكثر تجعلنا نضحي بالاقل من باب الاولى والضرورة المنطقية.واما ان يكون العكس ولا نستطيع ان نضحي باقل ما كنا نضحي به في العهد السابق فهذا يترك اكثر من علامة استفهام على سلوكنا بل يضعنا امام واقع وتحد خطيرين نأمل مراجعة المواقف بلا تراجع والوقفة عندها بلا توقف فهذا ينذر باختبار عسير ومخاض خطير ربما يؤدي الى تساقط الكثيرين من رجالات التضحية والمواقف البطولية في العهد السابق.ان التضحية بالوطن تعني الخلود والحضور في الوجدان والذاكرة واما التضحية بالوطن فتعني العار والخزي والانكسار.
https://telegram.me/buratha